تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[14 - 11 - 07, 08:41 ص]ـ

العلماء الذين نقل عنهم أنهم لا يعتدون بخلاف الواحد ينبغي النظر في نكتة مهمة في تحرير مذهبهم.

ولم أقرأها في كتاب، ولكن ظهرت لي بالتأمل، فإن كانت صوابا فالحمد لله، وإن كانت خطأ فليبين لي الإخوة وجزاهم الله خيرا.

وذلك أن قول الواحد أو نحوه إما أن يكون ظاهر الشذوذ وإما أن يكون ظاهر الاشتهار، وما بينهما يلحق بأحد الجانبين.

فقول الواحد الذي هو ظاهر الشذوذ لا يعتد به في الإجماع.

وقول الواحد الذي هو ظاهر الاشتهار يعتد به في الإجماع.

والفرق بينهما أن القول الذي هو ظاهر الشذوذ تجده إما أن يكون زلة واضحة، أو خطأ واضحا في الفهم، أو قولا منكرا تنكره بقلبك، أو نحو ذلك، كما ورد في الأثر (دع من قول الحكيم الكلمة التي يقال لها ما هذه؟!)

وأما القول الذي هو ظاهر الاشتهار فمثل مفردات كل مذهب من المذاهب الأربعة، فلم يقل أحد إن تفرد الشافعي لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام أحمد لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام مالك لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام أبي حنيفة لا يعتد به.

وعلامة القول الذي هو ظاهر الشذوذ أن تجده منكرا مستنكرا من كثير من العلماء الذين سبقوه أو من الذين جاءوا بعده، أو من كليهما، فلذلك لا تجد هذه الأقوال الشاذة مستقرة عادة، بمعنى أنك لا تجد عليها موافقا من أهل العلم بعد ذلك، فكأن مذهب هؤلاء العلماء أن الإجماع المستقر بعد خلافٍ إجماعٌ صحيح.

.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الكريم أبا مالك حفظكم الله تعالى

التفصيل الذي اقترحتموه بديع وأحسب أن صنيع ابن عبد البر (وهو ممن ينسب إلى المذهب المذكور) يؤيده فقد لاحظت أنه في أحيان كثيرة يلحظ أمورا للحكم على القول بالشذوذ:

*قلة المخالفين

*الدليل الذي اعتمدوا عليه.

*هل توبعوا على ذلك القول

لذلك كثيرا ما يصدر للحكم على القول بالشذوذ بقوله: ولا أعلم من تابع (فلانا) إلى مثل قوله المذكور

لكن يشكل عليه أنه قد يعلل رمي القول بالشذوذ بأنه مخالف "للجمهور الذين هم الحجة على من خالفهم" حسب تعبيره دون أن يلحظ الأمرين الآخرين

ولعلي أورد إن شاء الله تعالى أمثلة من الاستذكار تبين ما ذكرت

ـ[الخزرجي]ــــــــ[14 - 11 - 07, 05:19 م]ـ

والفرق بينهما أن القول الذي هو ظاهر الشذوذ تجده إما أن يكون زلة واضحة، أو خطأ واضحا في الفهم، أو قولا منكرا تنكره بقلبك، أو نحو ذلك، كما ورد في الأثر (دع من قول الحكيم الكلمة التي يقال لها ما هذه؟!)

ـــــــــــــ

وأما القول الذي هو ظاهر الاشتهار فمثل مفردات كل مذهب من المذاهب الأربعة، فلم يقل أحد إن تفرد الشافعي لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام أحمد لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام مالك لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام أبي حنيفة لا يعتد به.

ـــــ

وهذه النكتة أيضا تحتاج إلى إيضاح، وذلك أن الشرط في الإجماع اتفاق مجتهدي عصر واحد فقط، وليس كل عصر، وهذا معناه أن القول الذي قال به واحد فقط لا بد أن يكون مخالفا للإجماع؛ لأن هذا الواحد قد سُبِق بعصر ليس فيه هذا القول، وقد تُبِعَ بعصر خلا أيضا من هذا القول، وهذا يدل على أن الإجماع سَبقه وجاء بعده، أو على الأقل يدل على أن الإجماع وُجِد في أحد هذه الأعصر التي لا ينتمي إليها هذا القائل.

والله تعالى أعلى وأعلم.

شيخنا الفاضل أبا مالك أغلقت علي هنا مسائل فضلت أن أصيغها على شكل أسئلة , فأقول والله المستعان:

1 - أراكم قابلتم بين الشاذ والمشهور في الحكم ولم تفعلوا ذلك في اللفظ , فإن كان الشاذ كان شاذا لأنه: ((زلة واضحة، أو خطأ واضحا في الفهم، أو قولا منكرا تنكره بقلبك، أو نحو ذلك)). لمَ لم يكن المشهور كان كذلك لأنه ليس بزلة واضحة ولم يكن خطأ واضحا في الفهم ولم يكن منكرا قلبا أو نحو ذلك وإنما كان محققا وصوابا واضحا ولا ينكره قلب المقلد أو نحو ذلك؟

وإن كان الاشتهار: ((مثل مفردات كل مذهب من المذاهب الأربعة، فلم يقل أحد إن تفرد الشافعي لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام أحمد لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام مالك لا يعتد به، ولا إن تفرد الإمام أبي حنيفة لا يعتد به.)) لمَ لم يكن الشذوذ هو مثل مذاهب غير الأئمة الاربعة أو غيرهم من الائمة المعروفين المتقدمين وإنما هو مذهب مجتهد لم يُعرف له مقلدون وكان ذنبه أنه قال بقول لم يشتهر قول من قال به غيره أو أنه لم يعرف؟

ثم إنكم قلتم في موضع آخر: (( .... وهذا معناه أن القول الذي قال به واحد فقط لا بد أن يكون مخالفا للإجماع .. ))

ففهمت منها أنكم تقصدون _وأنتم في هذا السياق_ أن الشاذ هو ما تفرد به واحد , ولا أجدكم قيدتموه بكونه زالاً أومخطئاً أو منكر القول.

2 - إذا سلم المخالف بـ: ((أن الشرط في الإجماع اتفاق مجتهدي عصر واحد فقط، وليس كل عصر)) فإنه لن يسلم بأن هذا يعني أن ما سبق المنفرد بقول من العصور لم يكن فيها من يقول بقوله؛ بل سيعود إلى مسألة " من أنبأك بأن ما سبقني من العصور لم يكن فيها من يقول بقولي؟ هل هو جهلك بأقوالهم, أم سكوتهم الذي لا تستطيع أن تحتج به فإنك لم تعلم بسببه ولم تعلم بما اعتقدوه , أم مدع لذلك بلا سند؟

هناك كيف نجيب مثل هذا إن سمح وقتك؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير