ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 11 - 07, 06:24 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
بل هذا من أولى ما يدخل في هذا الباب؛ لأن طريقة أهل العلم بالحديث معروفة أنهم يحكمون على صحة الأحاديث وضعفها بغلبة الظن، وكذلك يحكمون على توثيق الرواة وتضعيفهم بغلبة الظن، وكذلك يحكمون على الاتصال والانقطاع بغلبة الظن، وكذلك يحكمون على تعليل الحديث أو اضطرابه أو نحو ذلك بغلبة الظن.
وإذا تصفحت كلام نقاد الحديث ظهر لك هذا الأمر واضحا جليا، فإنك لا يمكنك أن تجد دليلا قطعيا على ثقة كل راو راو من الثقات.
وعندما يختلف الرواة في حديث مثلا، فيرفعه بعضهم ويوقفه أكثرهم يحكم النقاد بأن الصواب وقف الحديث، وهذا حكم بغلبة الظن المبني على ما رواه الأكثر، ولا يمتنع أن يكون الصواب مع الأقل، ولكنه غيب لا نعلمه إلا بقرينة خارجة كأن يكون الأقل على درجة عالية من الثقة والإتقان دون الأكثر، وسواء رجحت هذا أو هذا ففي الحالين قد حكمت بغلبة الظن.
والذين يطردون الباب في قبول زيادة الثقة مطلقا إنما يحكمون بغلبة الظن؛ لأنهم لا يقطعون بأن هذا الثقة لا يمكن أن يخطئ، وإنما يغلب على ظنهم أن أكثر حال الثقة أن لا يخطئ، والذين يرفضون زيادة الثقة إن خالفت الأكثر يحكمون بغلبة الظن أيضا؛ لأنهم يقولون: احتمال صدور الخطأ من واحد أكبر من احتمال صدوره من الجمع، فعلى كلا الحالين قد حكمت بغلبة الظن.
والذين يحسنون الأحاديث بالشواهد والمتابعات يحكمون بغلبة الظن؛ لأن الراوي الضعيف إذا كان هو مظنة للخطأ، فإن هذا الظن يضعف إذا تابعه راو آخر، ويغلب على الظن حينئذ أن يكون للحديث أصل، وهذا حكم بغلبة الظن.
والذين يردون حديث الراوي خفيف الضبط إذا تفرد عن إمام مشهور لأن أصحابه المعروفين عنه لم يرووا ذلك؛ إنما يحكمون بغلبة الظن؛ لأننا لا نستطيع أن نقطع بخطئه في نفس الأمر، بل من المحتمل أن يكون قاله، ولكن هذا الاحتمال بعيد، والغالب على الظن عكسه، وهذا عمل بغلبة الظن.
فحاصل الكلام أن الحكم بغلبة الظن أمر لا بد منه في جميع العلوم، وفي علوم الحديث خصوصا؛ لأن معظم قواعد هذا العلم مبنية على غلبة الظن، والاستقراء غير التام، وتغليب الأكثر على الأقل.
وانظر هذا الرابط لمزيد الفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108517
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 11 - 07, 07:39 م]ـ
ولكن انضمام الأدلة إلى بعضها، ومجموع القرائن قد يفيد القطع بأن المعنى الفلاني مراد أو غير مراد.
وأنا أشهد على ذلك بمناسبة كوني طالب علم، وهذا ما يظهر فعلا لمن يدرس المسائل.
وهذا ما سار عليه سلفنا الصالح كما ذكر أهل العلم، فقد كانوا يعتدون باجتماع القرائن، ومن تعمق في منهجهم في تصحيح الأحاديث وتضعيفها علم ذلك.
والله أعلم وأحكم.
شيخنا الكريم أبو مالك زادك الله علما وفضلا.
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 04:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[10 - 11 - 07, 10:22 م]ـ
للشيخ وليد بن راشد السعيدان رسالة مختصرة مفيدة في هذا الموضوع اسمها "رسالة الاكتفاء بالعمل بغلبة الظن في مسائل الفقه" ( http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=1406)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[12 - 11 - 07, 10:45 ص]ـ
حكى القرافي الإجماع على وجوب الأخذ بالظن للمجتهد .. فإذا كان كذلك فهو أنهض حجة!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 12:28 م]ـ
وفقك الله
إن كان المقصود بذلك الإجماع القطعي، فهذا الاحتجاج صحيح.
وإن كان المقصود الإجماع الظني، فالاستدلال بذلك لا يتم؛ لأن قبول الإجماع الظني أصلا مبني على غلبة الظن، وحجية الإجماع الظني كذلك مبنية على غلبة الظن، ففي الاستدلال بذلك دور.
والعمل بغلبة الظن أوضح في العقل من الإجماع؛ والاستدلال بالبعيد على القريب لا يسوغ.
وليس المقصود بذلك الطعن في هذا الإجماع، وإنما المقصود بيان مراتب الاحتجاج.
فمثلا لا يصح الاستدلال على صحة نبوة النبي بدليل من القرآن؛ لأن حجية القرآن أصلا مبنية على تسليم أنه نبي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 12:29 م]ـ
مكرر .............
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[12 - 11 - 07, 02:32 م]ـ
فمثلا لا يصح الاستدلال على صحة نبوة النبي بدليل من القرآن؛ لأن حجية القرآن أصلا مبنية على تسليم أنه نبي.
أليس القرآن هو المعجزة الكبرى التي أكدت نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 02:44 م]ـ
نعم، ولكن المعجزة في عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن، أو بسورة من مثله، وأنا كلامي عن الاستدلال على شيء بنص آية من آياته، كأن تستدل مثلا بقوله تعالى: {محمد رسول الله} على أنه رسول الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 02:46 م]ـ
نعم، ولكن المعجزة في عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن، أو بسورة من مثله، وأنا كلامي عن الاستدلال على شيء بنص آية من آياته، كأن تستدل مثلا بقوله تعالى: {محمد رسول الله} على أنه رسول الله.
¥