تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهو بذلك غاية في منهج أهل السنة والجماعة، وعمدة في بيان طريقة السلف، والكتاب يحتاج إلى تخريج آثاره وفهرسة مباحثه ومطالبه، وحقيق بدراسة تبرز محاسنه، وتفصح عن منهج مؤلفه ومصادره فيه ومقاصده منه.

وفي هذه المرحلة أيضًا ظهرت لبعض علماء أهل السنة مؤلفات أصولية، إلا أنها على وجه العموم تأثرت بمنهج المتكلمين جملة.

وهذا التأثر يختلف من كتاب إلى آخر.

وفي المقابل قد حافظت هذه المؤلفات في الجملة على منهج السلف، وهذه المحافظة أيضًا تختلف من كتاب إلى آخر.

ولعل مدى التأثر بمنهج المتكلمين، ومقدار المحافظة على منهج السلف في هذه المؤلفات يظهر بما سيأتي بيانه فيما يتعلق بالكلام على كتاب "الروضة" لابن قدامة (66) وكتاب "شرح الكوكب المنير" للفتوحي (67).

فمن هذه المؤلفات (68):

1 - "قواعد الأصول ومعاقد الفصول" للإمام صفي الدين عبد المؤمن الحنبلي. المتوفى سنة (739هـ).

2 - "المختصر في أصول الفقه" للإمام علاء الدين ابن اللحام البعلي الحنبلي (69) المتوفى سنة (803هـ).

3 - "شرح مختصر ابن اللحام في أصول الفقه" للإمام تقي الدين أبي بكر ابن زيد الجراعي الحنبلي. المتوفى سنة (883هـ).

4 - "تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول" للإمام علاء الدين علي بن سليمان المرداوي الحنبلي. المتوفى سنة (885هـ).

5 - "مختصر التحرير" للإمام تقي الدين محمد بن أحمد، ابن النجار الفتوحي، الحنبلي. المتوفى سنة (972هـ).

6 - "شرح مختصر التحرير" المشتهر بـ"شرح الكوكب المنير" له أيضًا.

والملاحظ على هذه الكتب:

أن جميعها لعلماء حنبليين، وأن بعضها شرح لبعض:

فـ "مختصر ابن اللحام" شرحه الجراعي، و"التحرير" للمرداوي اختصره الفتوحي ثم شرح المختصر.

وأن آخرها وقتاً وأكبرها حجماً كتاب "شرح الكوكب المنير"، لذا فقد اجتمعت هذه الكتب في هذا الكتاب وعادت إليه، فأمكن بهذا الاعتبار أن يجعل ختاماً لهذه المرحلة، ولذلك حسن إفراد هذا الكتاب بالدراسة كما سيأتي لاحقاً إن شاء الله (70).

وبذلك يسدل الستار على هذه المرحلة الزمنية، والتي قصر الكلام فيها على الإمامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم وعلى بعض علماء الحنابلة (71).

وخلاصة القول:

أن هذه المرحلة تميزت بجهد علمي جليل قام على ركيزتين:

الأولى: إيضاح وإبراز القواعد الأصولية على منهج السلف الصالح.

والثانية: توجيه النقد، وتصحيح الخلل لدى المتكلمين في قواعدهم الأصولية، وقد تم هذا الجهد المشكور على يد الإمام ابن تيمية، ومن بعده ابن القيم. وقد بنى هذان الإمامان ذلكم الجهد على تلكم الثروة العلمية التي تركتها للأمة الإمام الشافعي ومن سار على نهجه من بعده.

ويضاف إلى ذلك ظهور مؤلفات لبعض علماء الحنابلة كابن اللحام، والرمداوي، والفتوحي، وكأن هذه المؤلفات امتداد لكتاب الروضة لابن قدامة الذي كان نقلةً جديدة ظهر فيها بوضوح التأثر بمنهج المتكلمين، إلا أن المؤلفات في هذه المرحلة استجابت ولا شك، واستفادت ولا ريب من جهود ابن تيمية وابن القيم، فظهر تأثر هذه المؤلفات –مع التفاوت في ذلك- بما قرره هذان الإمامان وبيَّناه جليًّا واضحًا.

هذه هي المراحل التي مرت بها المسيرة المباركة لأهل السنة والجماعة في أصول الفقه، وقد ظهرت بعد ذلك مؤلفات أخرى لبعض أئمة أهل السنة، إلا أن هذه المؤلفات ترجع في الجملة إلى المراحل التي سبقتها.

فمن هذه المؤلفات:

1 - "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" (72)، للشيخ عبد القادر بن بدران الدومي الدمشقي المتوفى سنة (1346هـ).

2 - "نزهة الخاطر العاطر (73) شرح كتاب "روضة الناظر وجنة المناظر"، له أيضًا.

3 - رسالة لطيفة في أصول الفقه (74) للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (75) المتوفى سنة (1376هـ).

4 - "وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول (76) للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي (77) المتوفى سنة (1377هـ).

5 - "مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر" (78)، للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، المتوفى سنة (1393هـ).

(*) مختار من رسالة الباحث لنيل الدكتوراة: "معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير