ألممت بمسائل لكن في مذهب مَنْ الحنابلة؟ بحيث لو جاءك سائل وقال لك: ما رأيك في مسألة لو أن رجلاً قضى رمضان في شوال قضى يوماً من رمضان فجامع أهله في هذا اليوم الذي هو قضاء لرمضان هل تجب عليه الكفارة في قول الإمام أحمد؟ تقول: لا لأن الأصل عند الإمام أحمد-رحمه الله- أنه لا يوجب الكفارة في الجماع إلا في نهار رمضان، ولا ينزل القضاء منزلة الأداء هذا يعتبر البعض يسميه قاعدة هذا يسمى ضابط؛ لأنه متعلق بمسألة أو باب معين فيفرقون بين الضابط والقاعدة من هذا الوجه، فتارة يقولون: ضابط، وتارة يقولون: قاعدة.
فهذه أمور لها ضوابط معينة ولها أصول معينة ولا يمكن أن يتقحمها، لماذا احتاج العلماء إلى وضع علم القواعد هذا السؤال؟ كأنك عندما تقرأ الفقه تتناثر عندك الأدلة تتناثر عندك المسائل فيعطوك قواعد معينة تمشي عليها يصبح تستطيع أن تفتي في أكثر من مسألة وأكثر من باب وإذا جاءتك المسألة تستطيع أن تعرف ضابطها أو تعرف قاعدتها تيسيراً للفتوى وتيسيراً للقضاء وتيسيراً للتعليم هذا أصل مسألة التقعيد ولا يقدم عليه إلا من كان عنده إلمام بالأدلة من الكتاب والسُّنة وعنده أيضاً إلمام بأسلوب القواعد لأن بعض الأحيان توضع القاعدة فيعترض عليها في اللفظ وفي العبارة التي تخُتار، وتجد بعض العلماء يقول: هذه عبارة مكررة يعني حينما قالوا: قاعدة أن الشريعة قامت على جلب المصلحة ودرء المفسدة " قال بعض العلماء: هذه القاعدة فيها تكرار قيل لماذا؟ قال: لأن جلب المصلحة تكفي لأنه لما قيل لنا إن الشريعة قامت على جلب المصالح فإن جلب المصالح يتضمن معنى درء المفاسد لأن كل مفسدة تدرءها تُحَصَّل بها مصلحة فقالوا أبداً تقول كلمة واحدة وهي أن الشريعة قامت على جلب المصلحة ويكفي هذا فن أو ذوق وضع القواعد يحتاج إلى الألفاظ إلى العبارات إلى الجمل التي يستطيع الإنسان؛ لأنه لابد أن يكون يعرف في المصطلحات ما هي المصطلحات: كلمات وعبارات معينة يستخدمها العلماء للدلالة على أشياء مخصوصة في فن الفقه فإذا جاء يقعد مثلاً لما جاء وقال كل ما كانت له منفعة مباحة يجوز بيعه يجوز بيعه فحينئذٍ انصب على المنفعة وأهمل العين التي تولدت منها المنفعة فهذه قاعدة قاصرة لأنه ليس في الشريعة أن تبني الحكم على جواز بيع الأعيان بناءً على المنافع هذا ليس على كل حال فقد يكون الشيء مما تجوز منافعه ولا يجوز بيعه.انتهى كلامه حفظه الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 06:58 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك، وجزاك الله خير الجزاء.
هذه مسألة يغفل عنها كثير من طلبة العلم، وهي أن القواعد وضعت لتيسير العلم، وجمع منثور المسائل، ولم توضع لتكون سيفا مصلتا على كلام أهل العلم، فتصفهم بالوهم والخطأ لأنهم خالفوا القاعدة!!
هؤلاء هم الذين وضعوا لك القاعدة أصلا كي يسهلوا عليك حفظ العلم! وهم ليسوا بحاجة ماسة إليها؛ فعلمهم أكبر منها، وقدرهم أعلى منها، وقد عرفوا من المسائل ما يغنيهم عنها، ونهلوا من عين الشريعة ما يرفع درجتهم عن الاحتياج إليها!
يأتي طالب علم صغير ما أكمل كتابا واحدا في علم الحديث يقول: أخطأ البخاري!!
لماذا؟ لأنه أعل هذا الحديث، مع أن راويه ثقة، وزيادة الثقة مقبولة!!
يأتي غمر لا يفرق بين الكوع والكرسوع ليقول: أخطأ الخليل وسيبويه!
لماذا؟ لأنهما لم يقفا على قول الشاعر كذا وكذا!!
يأتي طفل فيقول: كلام الإمام أحمد خطأ!
لماذا؟ لأنه لم يقف على هذا الحديث (وهو الأربعين النووية!!)
ليس المراد من القواعد والضوابط أن تكون مثل القرآن والسنة بحيث نحتكم إليها، وإنما المراد منها التقريب والتيسير والتسهيل عليك يا أيها المبتدئ!! فكيف تريد أن تقابل الإحسان بالإساءة!
أحسن إليك هؤلاء العلماء بمثل هذا الصنيع الذي يختصر عليك مجلدات في أسطر معدودة، فتريد أن تجعل هذا التقريب حجة لك في هدم كلامهم؟!!
نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يستعملنا في طاعته، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، إنه على كل شيء قدير.
ـ[حمد الهاشمي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 09:46 م]ـ
أثابك الله أخي الكريم
¥