ـ[محمد العزام]ــــــــ[18 - 01 - 08, 11:45 م]ـ
قال الشافعي:
[26] فكان خيرته:
المصطفى لوحيه ..... المنتخب لرسالته ......... المفضل على جميع خلقه بفتح رحمته وختم نبوته ..
وأعم ما أرسل به مرسل قبله
المرفوع ذكره مع ذكره في الأولى
والشافع المشفع في الأخرى
أفضل خلقه نفسا، وأجمعهم لكل خلق رضيه، في دين ودنيا، وخيرهم نسبا ودارا:
محمدا عبده ورسوله (خبر كان)
فشريعة محمد صلى الله عليه وسلم هي أعم شريعة لأنها خاتمة الشرائع، ونبينا خاتم الأنبياء، ولأنها الدين الذي أُمر جميع الخلق أن يدينوا به، وهي الشريعة التي سوف تحكم الناس الأبيض والأسود شرق الأرض وغربها، وهي جاءت بجلب المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها، وهي التي سوف تحكم الأرض حين ينزل عيسى عليه السلام، ليست المذهبية الضيقة ولا خرافات وصاية الروافض ولا خزعبلات القبور والتعلق بها من دون الله.
بل هي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال تعالى فيه: ورفعنا لك ذكرك
وهو صلى الله عليه وسلم خير الناس أشجعهم وأتقاهم وأكرمهم صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد العزام]ــــــــ[19 - 01 - 08, 01:33 ص]ـ
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
[27] وعرفنا، وخلقَه، نعمَه الخاصة، العامة النفع في الدين والدنيا
[28] فقال {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}
[30] وقال {لتنذر أم القرى ومن حولها} وأم القرى مكة وفيها قومه
[31] وقال {وأنذر عشيرتك الاقربين}
[32] وقال {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}
[33] قال الشافعي أخبرنا بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وإنه لذكر لك ولقومك} قال يقال: ممن الرجل؟ فيقال من العرب، فيقال من أي العرب؟ فيقال من قريش
[34] قال الشافعي: وما قال مجاهد من هذا، بَيِّنٌ في الآية مستغنى فيه بالتنزيل عن التفسير
[35] فخص جل ثناؤه قومه وعشيرته الأقربين في النذارة، وعم الخلق بها بعدهم ورفع بالقرآن ذكر رسول الله ثم خص قومه بالنذارة إذ بعثه فقال {وأنذر عشيرتك والاقربين}
[36] وزعم بعض أهل العلم بالقرآن أن رسول الله قال يا بني عبد مناف إن الله بعثني أن أنذر عشيرتك الأقربين وأنتم عشيرتي الاقربون
[37] قال الشافعي أخبرنا بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {ورفعنا لك ذكرك} قال لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
[38] يعني والله أعلم ذكره عند الإيمان بالله والآذان ويحتمل ذكره عند تلاوة الكتاب وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية
شرع الشافعي رحمه الله في بيان فضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما ذكره الله في حق نبينا عليه الصلاة والسلام، إذ هو مصدر البيان للقرآن وتفسيره وتفصيله كما قال تعالى:
وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون.
وهو صلى الله عليه وسلم مصدر كل خير، وما فعل الناس من خير إلا وكان له صلى الله عليه وسلم مثل أجر فاعله.
ـ[محمد العزام]ــــــــ[19 - 01 - 08, 02:11 ص]ـ
قال الشافعي:
[39] فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وصلى عليه في الأولين والآخرين أفضل وأكثر وأزكى ما صلى على أحد من خلقه وزكانا وإياكم بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحد من أمته بصلاته عليه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلا عن من أخرجت للناس دائنين بدينه الذي ارتضى واصطفى به ملائكته ومن أنعم عليه من خلقه فلم تمس بنا نعمة ظهرت ولا بطنت نلنا بها حظا في دين أو دفع بها عنا مكروه فيهما وفي واحد منهما إلا ومحمد صلى الله عليه سببها القائد إلى خيرها والهادي إلى رشدها الذائد عن الهلكة وموارد السوء في خلاف الرشد المنبه للأسباب التي تورد الهلكة القائم بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد
وهذه الحقيقة مذكورة في القرآن الكريم، قال تعالى:
إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر
فبارك الله تعالى في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي أتباعه إلى يوم القيامة، وما من أحد عمل عملاً صالحاً إلا وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أجر من فعله، وما من أحد فعل مثل فعله صلى الله عليه وسلم إلا نال نصيباً من الذكر كما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم من رفع الذكر والفضل والمنزلة، فصلى الله عليه وسلم من نبي كريم أرسله الله رحمة للعالمين
ـ[محمد العزام]ــــــــ[19 - 01 - 08, 02:32 ص]ـ
قال الشافعي:
[40] وأنزل عليه كتابه فقال {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} فنقلهم من الكفر والعمى إلى الضياء والهدى وبين فيه ما أحل منا بالتوسعة على خلقه وما حرم لما هو أعلم به من حظهم في الكف عنهم في الآخرة والأولى وابتلى طاعتهم بأن تعبدهم بقول وعمل وإمساك عن محارم حماهموها وأثابهم على طاعته من الخلود في جنته والنجاة من نقمته ما عظمت به نعمته جل ثناؤه
يبين الشافعي رحمه الله تعالى أن الحلال أصل وهو الأوسع في الشريعة وأن الحرام يكون بدليل وأن الله تعالى إنما حرم ما حرمه من المحرمات رحمة للناس وحماية لهم من الضرر والأذى ومقابل ذلك يدخلهم الجنة جزاء طاعته سبحانه.
وفي هذا أصل عظيم يؤكده الشافعي وهو أن أحكام الشريعة معللة وأن الله تعالى شرع لنا الشرع بحكمة ومعنى معلوم علمه من علمه وجهله من جهله ولاحجة للجاهل على العالم بتلك الحكمة.
والمعنى الآخر هو معنى الابتلاء فإن الابتلاء والأجر على البلاء يتحقق مع التكليف والشدة فإن الفاعل للخير مع حاجته مأجور، وكذلك الذي يترك عمله ومصالحه الدنيوية لأجل أداء الصلاة أو الحج مأجور، وترك الشهوة في الصيام كذلك.
¥