ـ[محمد العزام]ــــــــ[15 - 02 - 08, 04:34 م]ـ
قال الإمام الشافعي:
49. قال الله تبارك وتعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [ابراهيم: من الآية1].
50. وقال: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}. [النحل: من الآية44]
51. وقال: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]
52. وقال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا، مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ، وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. [الشورى: 52]
ـ[محمد العزام]ــــــــ[15 - 02 - 08, 09:39 م]ـ
وقوله تعالى: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم يفيد أموراً
أن الله أنزل الذكر الذي هو القرآن العظيم على محمد صلى الله عليه وسلم
وأنه تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس وأن يبلغ الناس ما نزل إليه من ربه،
ولاشك أن من أعظم الواجبات إذ ذاك أن يمتثل الناس لذلك البيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا البيان هو كل البيان لكتاب الله تعالى، بيان للمعنى وإزالة الإشكال وتقييد المطلق وتفصيل المجمل وكيفية العمل بآياته الكريمة،
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: لاألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول بيننا كتاب الله، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه.
لذلك فمن صح عنده الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم معناه وجب عليه العمل بموجبه.
ـ[محمد العزام]ــــــــ[15 - 02 - 08, 10:15 م]ـ
والأمر الآخر والأهم لنا هو أن نجتهد في هذا الكتاب العظيم وهذه السنة الشريفة المطهرة، وذلك لقوله تعالى: ولعلهم يتفكرون، أي يتفكرون في هذه الآيات وهذا البيان من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،
وهذا التفكر هو التأمل في الكتاب وتدبره وفهمه والعمل به والدعوة إليه، والاجتهاد فيه قراءته واستنباط معانيه وأحكامه.
هذه كلها لوازم التفكر في هذا الكتاب العظيم: الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه تنزيل من حكيم حميد
ـ[محمد العزام]ــــــــ[15 - 02 - 08, 11:22 م]ـ
وقال: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]
هذه الآية من أعظم الآيات لما تضمنته من معان أساسية، أصولية، عامة، كبيرة النفع، وهي:
أن الله تعالى نزل الكتاب بياناً لكل شيءٍ
أنه عام لكل شيءٍ مما يتعلق بخير الدنيا والآخرة، ولذلك فمن اكتفى به نجا، ومن اعتصم به اهتدى، ومن تدبره وفهمه حقاً حاز خير الدنيا والآخرة،
أن كتاب الله تعالى هدى للناس هدى للقلوب والعقول، فمن الناس من تأسره الآية بتركيبتها العجيبة ولغتها الجميلة وتناسق تكرار بنائها، اقرؤا إن شئتم:
فمن بدله .. بعد ما سمعه .. فإنما إثمه .. على الذين يبدلونه .. إن الله سميع عليم. ...
فمن خاف من موص جنفاً أو إثماً ... فأصلح بينهم .. فلا إثم عليه .. إن الله غفور رحيم.
أو اقرؤا قوله تعالى من سورة الصافات:
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ (60)
لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ (61)
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)
إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63)
إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيمِ (64)
طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)
فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا البُطُونَ (66)
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ (67)
ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الجَحِيمِ (68)
فترى آية تنتهي بالميم وأخرى بالنون وهكذا يتقلب القلب بين الآيات، فإحداها تأخذه للحنين والرجاء والأنس بالله وأخرى تأخذه للخوف والوجل ..
ومنهم من يأسره القصص العظيم الذي جعله الله عبرة لكل عاقل حكيم، بل لكل إنسان أراد الهدى والرشاد.
ـ[محمد العزام]ــــــــ[16 - 02 - 08, 10:20 م]ـ
قال الشافعي:
52. وقال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا، مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ، وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. [الشورى: 52]
وفي هذه الآية يبين الله تعالى أنه عز وجل هدى نبينا عليه السلام بهذا الكتاب العظيم وأنه تعالى علمه الكتاب وهداه للإيمان، وهذا تذكير للمؤمنين بملازمة هذا الكتاب الكريم العظيم الذي فيه الفلاح والهدى والرشاد، وهو في نفس الوقت زجر وذم لمن أعرض عنه وهجره وترك العمل به، وهو لأهل العلم أعظم النور الذي يستضيؤون به في طريق طلبهم للعلم، وفهمهم للدين والشريعة والأحكام وما يتعلق خصوصاً بموضوع كتاب الرسالة وهو الأصول.
فبين الله تعالى أنه أوحى الكتاب إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأنه تعالى هداه بالكتاب وعلمه تفاصيل الإيمان وأنه جعله نوراً للهدى وأنه هدى به من شاء من عباده، وأنه صلى الله عليه وسلم اهتدى به وهدى به، وأن على المؤمنين به أن يفعلوا كما فعل نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم في الدعوة إليه والاهتداء به والهدى إليه.
إن العلم النافع هو علم الكتاب والسنة، وإن أصول الفقه والعقيدة والإيمان وعلم الأحكام والسلوك والزهد والورع والتقوى: لاشك .. لاشك أن هذه العلوم كلها تكتفي بالكتاب والسنة بل أصلها وبدايتها ونهايتها في الكتاب والسنة.