تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? مِنَ الْحَقَائِقِ الْمُسَلَّمِ بِهَا أَنَّ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ مُحْكَمٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مُتَشَابِهٌ؛ قَالَ Qُ تَعَالَى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ e هَذِهِ الْآيَةَ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ، فَاحْذَرُوهُمْ.

متفق عليه

? مَعنَى الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ: اخْتَلَفَ السَّلَفُ وَالْخَلَفُ فِي مَعْنَى الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ، وانْبَنَى هَذَا الِاخْتِلَافُ عَلَى أَصْلَيْنِ:

الأصل الأول: مَعْنَى الْوَاوِ فِي قَوْلِهِ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} هَلْ هِيَ اسْتِئْنَافِيَّةٌ ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1004322#_ftn1)) فَيَكُونَ Qُ هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِتَأْوِيلِ الْمُتَشَابِهِ دُونَ غَيْرِهِ أَوْ هِيَ عَاطِفَةٌ فَيَعْلَمَهُ الرَّاسِخُونَ أَيْضًا.

الأصل الثاني: مَعْنَى التَّأْوِيلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} فَقِيلَ هُوَ التَّفْسِيرُ وَالْبَيَانُ فَيَكُونُ كَسَائِرِ التَّفَاسِيرِ الْمَنْسُوبَةِ لِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، أَوْ هُوَ وَاقِعُ الَأَمْرِ وَحَقِيقَتُهُ، فَيَكُونُ Qُ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الْمُسْتَأْثِرُ بِعِلْمِهِ، أَوْ هُوَ صَرْفُ اللَّفْظُ عَنْ ظَاهِرِهِ لِقَرِينَةٍ مُوجِبَةٍ لِذَلِكَ. مَعَانٍ كُلُّهَا نَاقَشَهَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ فِي نَحْوِ مُجَلَّدٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا Qُ ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1004322#_ftn2)) وَهِيَ مَنْثُورَةٌ فِي مَجْمُوعِ فَتَاوِيهِ.

وَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ أَمْرٍ فَإِنَّا نُورِدُ هُنَا مَا يَدْخُلَ ضِمْنَ أَبْوَابِ هَذَا الْعِلْمِ الْجَلِيلِ، وَنَضْرِبُ صَفْحًا عَمَّا لَا يُفِيدُ أَصْلًا شَرْعِيًّا يُعْمَلُ بِهِ، أَوْ نُشِيرُ إِلَيْهِ بِإِيجَازٍ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِطْرَادِ الْمُتَمِّمِ لِلْبَابِ. وَيُمْكِنُ أَنْ نُوَجِّهَ اخْتِلَافَ الْعُلَمَاءِ فِي مَعْنَى الْمُتَشَابِهِ تَوْجِيهَيْنِ:

التوجيه الأول: أَنَّهُ-الْمُتَشَابِهُ- مَا اسْتَأْثَرَ Qُ بِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَعَلَى هَذَا يَرِدُ الْمُتَشَابِهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ نُصُوصِ الْغَيْبِيَّاتِ وَلَاسِيَّمَا صِفَاتُ Qِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا مِنْ جِهَةِ مَعَانِيهَا -فَإِنَّهَا أَلْفَاظٌ عَرَبِيَّةٌ مُدْرَكَةُ الْمَعَانِي كَمَا قَالَ الْإِمَامُ مَالِكٌ: الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ-يَعْنِي مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ-وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ - وَإِنَّمَا الِاشْتِبَاهُ فِي إِدْرَاكِ كَيْفِيَّاتِهَا وَكُنْهِهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} يَقُولُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: وَمَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ إنَّ الْمُتَشَابِهَ لَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ فَقَدْ أَصَابَ أَيْضًا وَمُرَادُهُ بِالتَّأْوِيلِ: مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ مِثْلُ وَقْتِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير