تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

([1]) مَنْ قَالَ إِنَّ الْوَاوَ اسْتِئْنَافِيَّةٌ وَ {وَالرَّاسِخُونَ} مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ جُمْلَةُ {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} وَالْوَقْفَ تَامٌّ عَلَى قَوْلِهِ "إِلَّا Q"، فَإِنَّهُ يُفَسِّرُ الْمُتَشَابِهَ بِأَنَّهُ مَا اسْتَأْثَرَ Qُ بِعِلْمِهِ، لِأَنَّ الضَّمِيَر فِي قَوْلِهِ " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّاQُ" رَاجِعٌ إِلَى مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ.

([2]) يقول شيخ افسلام: وَلَفْظُ " التَّأْوِيلِ " فِي كَلَامِ السَّلَفِ لَا يُرَادُ بِهِ إلَّا التَّفْسِيرُ أَوْ الْحَقِيقَةُ الْمَوْجُودَةُ فِي الْخَارِجِ الَّتِي يُؤَوَّلُ إلَيْهَا: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} الْآيَةَ. وَأَمَّا اسْتِعْمَالُ التَّأْوِيلِ: بِمَعْنَى أَنَّهُ صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ الِاحْتِمَالِ الرَّاجِحِ إلَى الِاحْتِمَالِ الْمَرْجُوحِ لِدَلِيلِ يَقْتَرِنُ بِهِ أَوْ مُتَأَخِّرٍ أَوْ لِمُطْلَقِ الدَّلِيلِ؛ فَهَذَا اصْطِلَاحُ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ؛ وَلَمْ يَكُنْ فِي لَفْظِ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ مَا يُرَادُ مِنْهُ بِالتَّأْوِيلِ هَذَا الْمَعْنَى. ثُمَّ لَمَّا شَاعَ هَذَا بَيْنَ الْمُتَأَخِّرِينَ: صَارُوا يَظُنُّونَ أَنَّ هَذَا هُوَ التَّأْوِيلُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ}. ثُمَّ طَائِفَةٌ تَقُولُ: لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: بَلْ يَعْلَمُهُ الرَّاسِخُونَ. وَكِلْتَا الطَّائِفَتَيْنِ غالطة

([3]) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا لَمَّا رَجَعَ مِنْ الْأَحْزَابِ لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمْ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرَدْ مِنَّا ذَلِكَ فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ. الحديث. فلا يقال إن تأخير الصلاة متشابه فلا يجوز تتبعه لإحكامه والعمل به كما لا يقال ترك ظاهر أمر النبي من المتشابه الذي لا يجوز تتبعه لإحكامه وفهمه. بل يمدح متتبع ذلك برده إلى ما عنده من محكم العلم وإن أخطأ. والله أعلم

([4]) عَنْ أَبِى حَرْبِ بْنِ أَبِى الأَسْوَدِ الدِّيلِىِّ: أَنَّ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِىَ بِامْرَأَةٍ قَدْ وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَهَمَّ بِرَجْمِهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهَا رَجْمٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) وَقَالَ (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا) فَسِتَّةُ أَشْهُرٍ حَمْلُهُ حَوْلَيْنِ تَمَامٌ لاَ حَدَّ عَلَيْهَا أَوْ قَالَ لاَ رَجْمَ عَلَيْهَا قَالَ فَخَلَّى عَنْهَا ثُمَّ وَلَدَتْ. ا. هـ فعلي هنا تتبع خفي العلم ليحكم ما تشابه منه فهل يقال علي تتبع المتشابهات التي قال Q فيه {وأما الذين في قلوبهم مرض فيتتبعون ما تشابه منه ابتغاء} أما يقال والراسخن في العلم يعلمونه تأويله مؤمنين به قبل وبعد التأويل. ولا ننسى في هذا المقام تأويل ابي بكر t رؤيا الرجل أمام النبي فقال له النبي {أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا} ومنها أيضا فهم ابي بكر قول النبي {إِنَّ اللهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللهِ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ} فقال أبو سعيد " فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ" وايضا منها فهم ابن عباس وتأويله لسورة النصر في حضرة أشياخ بدر حيث وقف على ما لم يقفوا عليه وغير ذلك كثير وكله يدل على جواز تتبع خفي العلم بغرض إحكامه والعمل به. والله تعالى أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير