تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

([5]) ومن أبين الأمثلة لهذا التقرير الآية التي نحن بصددها فالوقف فيها على أحد الموضعين من المتشابه، لكنه ليس من المنهي عن تتبعه لأن الآية تحتمل الوقفين فمن قال بأحدهما له وجهه الموافق لظواهر الشرع، ومن قال بالآخر فمثله أيضا، يقول ابن تيمية رحمه Q : فَيَجِبُ الْقَطْعُ بِأَنَّ قَوْلَهُ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}. أَنَّ الصَّوَابَ قَوْلُ مَنْ يَجْعَلُهُ مَعْطُوفًا وَيَجْعَلُ الْوَاوَ لِعَطْفِ مُفْرَدٍ عَلَى مُفْرَدٍ أَوْ يَكُونُ كِلَا الْقَوْلَيْنِ حَقًّا وَهِيَ قِرَاءَتَانِ وَالتَّأْوِيلُ الْمَنْفِيُّ غَيْرُ التَّأْوِيلِ الْمُثْبَتِ. ا. هـ أما من نفى العلم بالتأويل مطلقا للوصول إلى تجهيل الأنبياء وتعطيل الصفات فهذا غلط كمن أثبت العلم به مطلقا ليتوصل به إلى التمثيل، وهذا هو المتشابه الذي يتبعه يقول ابن تيمية أيضا: وَلَفْظُ " التَّأْوِيلِ " فِي كَلَامِ السَّلَفِ لَا يُرَادُ بِهِ إلَّا التَّفْسِيرُ أَوْ الْحَقِيقَةُ الْمَوْجُودَةُ فِي الْخَارِجِ الَّتِي يُؤَوَّلُ إلَيْهَا: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} الْآيَةَ. وَأَمَّا اسْتِعْمَالُ التَّأْوِيلِ: بِمَعْنَى أَنَّهُ صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ الِاحْتِمَالِ الرَّاجِحِ إلَى الِاحْتِمَالِ الْمَرْجُوحِ لِدَلِيلِ يَقْتَرِنُ بِهِ أَوْ مُتَأَخِّرٍ أَوْ لِمُطْلَقِ الدَّلِيلِ؛ فَهَذَا اصْطِلَاحُ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ؛ وَلَمْ يَكُنْ فِي لَفْظِ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ مَا يُرَادُ مِنْهُ بِالتَّأْوِيلِ هَذَا الْمَعْنَى. ثُمَّ لَمَّا شَاعَ هَذَا بَيْنَ الْمُتَأَخِّرِينَ: صَارُوا يَظُنُّونَ أَنَّ هَذَا هُوَ التَّأْوِيلُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ}. ثُمَّ طَائِفَةٌ تَقُولُ: لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: بَلْ يَعْلَمُهُ الرَّاسِخُونَ. وَكِلْتَا الطَّائِفَتَيْنِ غالطة. ا. هـ

([6]) أحيانا يقع بعض الفضلاء في نحو هذا فلا ينبغي أن يلحقوا بأهل الهوى لأنه ثمة فرق بين الخطأ يقع والمنهج المتبع.

([7]) كما قال سليمان عليه السلام لما رأى العرش مستقراً عنده: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[11 - 05 - 09, 04:43 م]ـ

فصل

النسخ في القرآن

? النسخ: رَفْعُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ مُتَقَدِّمٍ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ مُتَرَاخٍ عَنْهُ. وَقَدْ يُرْفَعُ اللَّفْظُ فَقَطْ دُونَ حُكْمِهِ. أو هما مًعًا

- فَالْآيَةُ قَدْ تَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ Qِ e فَيُعْمَلُ بِحُكْمِهَا مَا شَاءَ Qُ أَنْ يُعْمَلَ، ثُمَّ يَنْزِلُ الْوَحْيُ بِتَرْكِ الْحُكْمِ بِمَا سَبَقَ مِنَ الْوَحْيِ لِلْعَمَلِ بِأَحْكَامِ الْوَحْيِ الْمُحْدَثِ.

- وَقَدْ يَنْزِلُ النَّسْخُ لِلَّفْظِ وَحْدَهُ دُونَ الْحُكْمِ.

- وَأَحْيَانًا يَصْحَبُ نَسْخَ الْحُكْمِ نَسْخُ اللَّفْظِ أَيْضًا. وَكُلُّ ذَلِكَ لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ عِنْدَ Q.

وَفِيمَا يَلِي سَوْفَ تَمُرُّ عَلَى نَاظِرَيْنَا أَمْثِلَةُ ذَلِكَ.

مبحث

أدلة النسخ

? ثَبَتَ النَّسْخُ فِي القُرآنِ بِالنّصِّ وَالْإِجمَاعِ، وَخَالَفَ فِيهِ مَنْ لَا دَلِيلَ لَهُ، وَهَاكَ أَدِلَّةَ وُقُوعِ النَّسْخِ فِيهِ:

· يَقُولُ تَعَالَى ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))

· وَيَقُولُ U (( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير