وما نقلته من فهمك لكلام ابن القيِّم فلعلَّه مختص بالاسم أو الوصف لله تعالى.
* وجزاكم الله خيراً على هذا التواضع والأدب البالغ.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 12 - 02, 10:50 م]ـ
• قال شاعر الحجاز المضحك (أحمد قنديل) رحمه الله ناصحاً:
يا نافشاً كالديك حسبُكَ جَعْصَةً ••• واذكر زماناً كنتَ فيه حَقَاويْ
الجَيْبُ فاضٍ، والمَدََاسُ مُرقَّعٌ ••• والثوبُ بَفتَا، والكُفيَّةُ جاويْ
وعواطف الأصحاب حولك كالدبا ••• حطَّت على كتفٍ كرأسك خَاويْ
وسط الفلاح وأنت فيها صَائِعٌ ••• أو بالحراج وأنت فيه غَاويْ
حقاً عليك وقد غدوت مُفَلْغَمَاً ••• شكرَ الإله وذكر بيْت الصاويْ
فاخفض جناحك للأَوَادِمِ كلهم ••• لا فرق بين مشاهد أو حَاويْ
وبَلاشِيْ - يا كوكو - تُطَرْطِِرُ حولنا ••• فكفايا عَنْطَزَةً كفايا بَلاويْ!
• شرح المفردات والأبيات:
1 - البيت الأول:
يا نافشاً كالديك حسبُكَ جَعْصَةً ••• واذكر زماناً كنتَ فيه حَقَاويْ
• نافشاً: من النفش،وهو: تشعيث الشيء بأصابعك حتى ينتشر، والمقصود به ههنا: التكبر والتباهي على الغير بنعم الله.
• الديك: الطائر المعروف؛ يضرب به المثل في التباهي بالقوة.
• الجعصة عند أهل مكة: التكبر والغطرسة والتباهي، يقال: فلان فيه جَعْصَة، وهو مَجْعُوص.
• ولم أقف لها على أصل في كلام العرب؟!
• حقاوي: نسبة - على غير القياس المشهور - إلى الحق، ويلفظها أهل مكة أيضاً على (حقَّاني)، ويقصدون بهذا الوصف (الحقاوي، والحقَّاني): الذي يعرف حقَّه وحقَّ غيره، فلا له ولا عليه.
•• والمعنى العام من البيت: ينصح هذا الذي يتكبَّر على الناس بالارعواء عن هذا الكبر والغرور، وأن يتذكَّر ماضيه الذي كان فيه صاحب حق، يعرف ما له وما عليه، ثم بيَّن أوصافه في ذلك الزمان في الأبيات التالية.
======================================
2 - البيت الثاني:
الجَيْبُ فاضٍ، والمَدََاسُ مُرقَّعٌ ••• والثوبُ بَفتَا، والكُفيَّةُ جاويْ
• الجيب: يقصدون به: الفتحة التي في الثوب؛ توضع فيها الحوائج كالنقود وغيرها.
• ولها أصل: فالجيب في لغة العرب: هو المدخل عموماً؛ كجيب القميص: مدخل الرأس منه، وجيب الأرض: مدخلها.
• فاضٍ: يعني: فارغ، يقول أهل مة: هذا كأس فاضي، أي: فارغ.
• وله أصل في كلام العرب: إذ هو مأخوذ من (الفضاء): الأرض التي لا بناء فيها ولا شجر، فالجيب فاضٍ أو فضاء لأنه لا مال فيه؟!
• المداس: الحذاء أو النعل، مأخوذ من الدوس؛ وهو الدعس والدهس، وكلها فصيحة، وقد تقدَّم ذكرها.
• والدوس لفظ عربي؛ ففي اللسان: ((وداس الشيء برجله يدوسه دوسا و دياسا: وطئه)).
• مرقَّع من الرقاع، وهو ظاهر.
• الثوب معروف، والـ (بفتا): نوع من القماش، موجود إلى الآن، واسألوا القمَّاشين!
• الكفيَّة: أصلها: كوفية، والكوفية: ما يلبس على الرأس؛ كالقلنسوة والبرنس، ويسمِّيها أهل مكة أيضاً: طاقية.
• ولعل أصلها من (الكوفة) لذا نسبت إليها، ثم غلبت على اسمها؛ كما هو الحال في (اليماني): سيف يصنع باليمن، والمهند: سيف يصنع بالهند؛ ثم غلبت التسمية أو الوصفية عليهما.
• جاوي: نسبة إلى نوع من أنواع الكوافي (القلنسوات)، اشتهر بصناعتها الوافدون على مكة من أهل (جاوة)، وهي جزيرة بإندونيسيا.
• وصفة هذه الكوفية (القلنسوة): بيضاء اللون - غالباً -، على هيئة القبة، إذْ هي مكعَّبة على شيءٍ من الاستدارة، ومرتفعة إلى الأعلى.
• المعنى العام للبيت: ذكر أوصاف هذا المنصوح لما كان في عهد سلف.
======================================
3 - البيت الثالث:
وعواطف الأصحاب حولك كالدبا ••• حطَّت على كتفٍ كرأسك خَاويْ
• الدبا: لعله يقصد الذُّبَّان؛ مفرد ذباب.
• الخاوي: الفارغ، من الخواء: الفراغ والخلاء؛ قال الله تعالى: ((وهي خاوية على عروشها))؛ أي: خالية.
• المعنى العام للبيت: ذكر أوصاف هذا المنصوح لما كان في عهد سلف.
======================================
4 - البيت الرابع:
وسط الفلاح وأنت فيها صَائِعٌ ••• أو بالحراج وأنت فيه غَاويْ
¥