تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقيل: لأنَّ البرد تقدم ذكر الامتنان بوقايته صريحاً في قوله: (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها)، وفي قوله: (وجعل لكم من الجبال أكناناً)، وفي قوله تعالى: (والانعام خلقها لكم فيها دفء).

ومن أمثلة هذا النوع: (بيدك الخير) أي: والشر، وإنما خصَّ الخير بالذكر لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم، أو لأنه أكثر وجوداً في العالم، أو لأنَّ إضافة الشرِّ إلى الله ليس من باب الآداب كما قال: (والشر ليس إليك)، ومنها: (وله ما سكن في الليل والنهار) أي: وما تحرك، وخص السكون بالذكر لأنه أغلب الحالين على المخلوق من الحيوان والجماد، ولأن كل متحرك يصير إلى السكون.

ومنها: (الذين يؤمنون بالغيب)، أي: والشهادة؛ لأن الإيمان بكل منهما واجب، وآثر الغيب لأنه أمدح، ولأنه يستلزم الإيمان بالشهادة من غير عكس.

ومنها: (ورب المشارق) أي: والمغارب.

ومنها: (هدى للمتقين) أي: وللكافرين، قاله ابن الأنباري.

ويؤيدُه قوله: (هدى للناس ومنها إن امرؤ هلك ليس له ولد أي ولا والد بدليل أنه أوجب للأخت النصف وإنما يكون ذلك مع فقد الأب لأنه يسقطها.

النوع الثالث ما يسمى بـ (الاحتباك)، وهو من ألطف الأنواع وأبدعها، وقلَّ من تنبَّه له، أو نبَّه عليه من أهل فنِّ البلاغة، ولم أره في شرح بديعية الأعمى لرفيقه الأندلسي، وذكره الزركشي في البرهان، ولم يسمِّه هذا الاسم، بل سمَّاه: (الحذف المقابلي).

وأفرده بالتصنيف من أهل العصر العلامة: برهان الدين البقاعي.

قال الأندلسي في شرح البديعية: من أنواع البديع: (الاحتباك) وهو نوع عزيز وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول.

كقوله تعالى: (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق) الآية.

التقدير: ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به.

فحذف من الأول (الأنبياء) لدلالة الذي ينعق عليه، ومن الثاني: الذي ينعق به، لدلالة الذين كفروا عليه).

وقوله: (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء) التقدير: تدخل غير بيضاء وأخرجها تخرج بيضاء، فحذف من الأول غير بيضاء، ومن الثاني: وأخرجها.

وقال الزركشي: هو أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون التقدير إن افتريته فعلي إجرامي وأنتم برآء منه وعليكم إجرامكم وأنا بريء مما تجرمون.

وقوله: (ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم) التقدير: ويعذب المنافقين إن شاء فلا يتوب عليهم أو يتوب عليهم فلا يعذبهم ... )).

- يتبع إن شاء الله تعالى ...

- تنبيه: لم أنشط لنقل جميعه (وتنسيقه) الآن فلعلَّ ذلك المرَّة القادمة .. والله المستعان.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 10 - 04, 06:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(45): الحُقُّ:

- أخبرني أحد الأخوة – على وجه التندُّر بكلام العامة- أنه رأى رجلاً شيخاً كبيراً من أهل مكة الأقدمين يخاصم آخر وهو يقول له: أخرج خرجَت عيونك من (حُقُّها).

• يعني: خرجت من أصلها ومكانها!

- وللكلمة أصلٌ:

• قال في القاموس المحيط: ((والحُقَّة - بالضم -: وعاءٌ من خشبٍ ... والجُحْرُ من الأرض)).

• وقال ابن منظور: ((ويقال: أصبت حاقَّ عينه، وسقط فلان على حاقِّ رأسه، أي: وسط رأسه ... )).


(46): الخرَّاط:
- يقول أهل مكة عن الكذَّاب المكثر منه: خرَّاط.
• يعني: أنَّه كذَّاب كثير الكذب.
- وللكلمة أصلٌ:
• إذ لعلَّ ذلك من جهة الإبدال: حيث أبدلت الصاد مكان الطاء، فأصل الكلمة (خرَّاص)، فصارت العامة تنطقها: (خرَّاط).
• قال ابن منظور في اللسان: (خَرَصَ يخرُصُ - بالضم – خرْصاً وتخَرَّصَ: أي كذب، ورجل خرَّاصٌ: كذَّاب، وفي التنزيل: (قُتِلَ الخرَّاصونَ) قال الزَّجَّاج: الكذَّابون ... ).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير