ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:10 م]ـ
أخي أبو عمر السمرقندي: السلام عليكم ورحمة الله.
بخصوص كلمة (دوبو) لا زال البحث جاريا لم ينقطع، وقد رجعت سراعا للجزء الأول من معجم تيمور الكبير فلم أجدها، ونظرت في معجم أنيس فريحة للألفاظ العامية في حرفي الدال والذال فلم أقف عليها، أخي العزيز إن كانت لك معرفة بالفارسية فانظرها – غير مأمور - في بعض قواميسها، فقد طرق سمعي أنها فارسية ولم أتحققه، والذي ذكر هذا له اهتمام قوي بمفردات اللغة العربية وعلاقتها بغيرها من اللغات. أو انظرها في معجم (دوزي) ففيه فوائد لا توجد في غيره، فهو ليس بين يدي الآن.
أخي العزيز شكرا على ترحيبك، وفتح المجال لي لمشاركتك في الاستفادة من هذه الدرر. و فيما أذكره غالبا ما أعتمد على بعض المصادر المكتوبة. فإن كان غير ذلك صدرته بقلت، تشبها بأئمة أعلام، فإن التشبه بهم فلاح.
استفتوحة
كلمة يقولها الناس عندنا والتجار خاصة، عند أول شيء يبيعونه، ولا يخفى أنها مأخوذة من الفتح، قال تعالى: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}، ثم لا يخفى عليكم ما في الكلمة من معنى الفأل الحسن المحمود شرعا.
استانس
نقول في كلامنا الدارج استانس – بتسهيل الهمز - فلان بفلان بمعنى انسجم معه، واطمأن إليه وأذهب وحشته، ونقول فلان مَوَنّسْنِي، وبيت مونس، أي ذهبت وحشته، ونقول عند اللقاء: آنِسْتْ بمدة على الألف وليس بالهمز. كل ذلك من فعل: أنس في العربية.
ولعلي آنستك - أخي أبا عمر - فمقامك هنا أخف وطأة، وأقل ضررا، والخطأ فيه مغفور سلفا. فمن الممكن أن يطول اللقاء، فأرجو ألا أكون (رزينا) عليك وهي الثالثة، وما أحببت ذكرها ولكن جرتها المناسبة، وأصلها يطلق على معنى حسن يليق بك شيخي وهو الآتي:
رزين
نقول في حديثنا: (قداش) رزن ها الصندوق، أي كم ثقله ووزنه، ونقول فلان: رزين أي ثابت، وصاحب رأي، وهذا وصف شيخي أبي عمر – إن شاء الله – وأما ما أخافه فهو المعنى الآخر، وهو أنا نطلق على الرجل أحيانا أنه رزين بمعنى ثقيل ثقلا معنويا، وهو من يمل منه ويستثقل لسبب.
على معنى قول الشاعر:
اشتكت الأرض وقالت يا جليل جبالك الرواسي لا عبدك الثقيل
فاللهم اجعلنا ممن يألف ويؤلف، وممن يحب الناس لقاءه.
- قِدّاش
وردت هذه الكلمة في عبارتي السابقة، و نقولها للسؤال عن الكم أو العدد كيلا أو وزنا، نقول:
قداش كيلو، وقداش متر.
ولا يخفى عليكم أنها منحوثة من: قدر أي شيء.
هَلْبَة
فإذا وجد أحد الكيل أو العد كثيرا قال: هلبة عليّ. ومن بعدنا من أهل المغرب العربي الإسلامي، يقولون هنا: بَرْشَة، ومن يليهم يقولون: بالزاف.
ولا يخفى عليكم – شيخي – أن أصل كلمة أهلي من قول العرب: هلبت السماء إذا مطرت بجود، كما في اللسان.
وأضع القلم لأن ما ذكرته يبدو (هلبة) على إخواني، فلعلهم (يسترزنوه)
والسلام.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 11 - 04, 08:05 م]ـ
أخي الفاضل أبا عمر: أين أنت؟ يبدو أنك استرزنت مقامي حقا؟
البحث لا زال جاريا على لفظة (دوبو) وقد نظرت في الجزء الأول من معجم دوزي المكمل للمعاجم العربية، فوجدته لم يتجاوز حرف الباء، هذا المتوفر بين يدي الآن، فلا أدري هل صدر باقيه أم لا؟ ونظرت في بعض أجزاء مجلة المجمع اللغوي، وكذا المجمع العلمي بالعراق، فلم أظفر بطلبي. فالله المستعان.
نقول في تخاطبنا للرجل الكريم الموسع على أهله:
- بَحْبُوح
ونقول فلان عايش (مَبْحَبْح) إذا كان ذا سعة ويسار، ولا يخفى أصلها العربي.
- بَحلق
نقول للرجل إذا أمعن لأحد النظر (يِبحلق) فيه، ذكر الزبيدي في مستدرك التاج: بحلق عينيه: إذا قلبهما- عامية. ويؤكد البعض أنها عربية أصلها حملق، أبدلت الميم باء فصارت حبلق، ثم حدث قلب مكاني فأصبحت بحلق.
وأما الأمير شكيب أرسلان – رحمه الله – فيرى أن أصلها بالهاء، ورد في اللغة: جاء بِهلّقا أي مواجهة لا يستتر، والبحلقة العامية بمعناها: النظر مواجهة بدون استتار.
وذهب أحمد رضا وأنيس فريحة: إلى أن فصيح الكلمة حملق.
- بدري و بكري
نقول في كلامنا: الخريف بدري هذه السنة، نعني جاء أول الوقت لم يتأخر، وفي المعاجم البدري من الغيث ما جاء قبل الشتاء، ويسمي الناس عندنا أول أبنائهم أحيانا بدري، لأنه جاء أول. ونقول في بعض المناطق: جيت بدري أي قبل الموعد، وفي مناطق أخرى يقولون: جيت بكري، ولا يخفى أن أصل الكلمتين من المبادرة ومن البكور.
برّاح
نقول للرجل الذي ينادي للإعلان عن دخول رمضان، أو على أمر عام آخر مما ينبغي إظهاره للعموم (برّاح) يسمى المنادي بالمشرق، وهذا مأخوذ من برح الخفاء بمعنى زال.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 11 - 04, 09:22 م]ـ
ايضا:
6 - (الجُفْرة): هي الحفرة الواسعة وجعها جِفار، قال ذو الرمة:
كَثير لِما يَتْركنَ في كلِ جُفْرةٍ ... زفيرُ القواصي نَحْبُها وسُعَالُها
7 - (جَفِس): يقال فلان جفس لا تقربه فهو لايعرف المزاح، والجفاسة الغلظة والجفوة في النفس والعمل، وفي اللسان " وفي النوادر فلان جِفْس وجَفِس أي ضخم جاف ".
8 - (حثاريب): هي بقية الماء المختلط بالطين والحصى، يقال مافي البئر إلا حثاريب.
9 - (حَرْبَشَ): يقال حربش فلان يحربش حربشة إذا حرك شيئا له صوت من آنية وماشابهها، ولعلهم أرادوا بتلك الحركة أنها تشبه صوت الأفعى.
10 - (الحس): الحس الصوت الخفي، والعبارة المشهورة (ماله حس ولا رس) سائرة على كل لسان، فالحس الصوت الخفي، والرس أول الخبر، وقد قال الأفوه الأودي:
بمَهْمَهٍ ما لأنيس به ... حِسٌ ومافيه له من رسَيْسِ
¥