تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأميط تعقيداته فأجعله بسيطا،

وأجعله منبسطا لا اعوجاج فيه،

وإن كان الكلام بسيطا (مبالغة من مبسوط) في مظانه،

وهذا من المباسطة معك حبيبَنا العتيبي،

جعل الله وجهك بسيطا منيرا،

وزادك بسطة في العلم والجسم، ما انبسطت أيامك.

وهذا كل ما في الأمر ببساطة

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 07:34 ص]ـ

اللهم بارك

وابسط لأخي الفاسي في رزقه وأحسن عمله

ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - 10 - 04, 12:53 م]ـ

اشتهر عند طلبة العلم إنكار استعمال البسيط بمعنى السهل، وأول من أنكر هذا الاستعمال – فيما أعلم – هو الشيخ اللغوي تقي الدين الهلالي رحمه الله.

قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في ''تقويم اللسانين'' ص32 - 34:

يقال: هذا شيء بسيط، وتكلم ببساطة، وهذا لا يعتقده إلا البسطاء، وذلك كله خطأ. قال صاحب اللسان: ورجل بسيط: منبسط بلسانه، وقد بسط بساطة. الليث: البسيط المنبسط اللسان، والمرأة بسيط. ورجل بسيط اليدين: منبسط بالمعروف، وبسيط الوجه متهلل، وجمعهما: بسط اهـ

أقول: فقد رأيت أن البسيط والبساطة لا يدلان على ما يريد الكتَّاب بهما، فإنهم يريدون بالبسيط من الناس الغِر والمغفل، ويريدون بالبسيط من الأمور السهل الهين، وذلك كله بعيد عن استعمال العرب، بل هو ضده، لأن البسيط في اللغة العربية، هو الواسع، ومن أجل ذلك سميت الأرض البسيطة لسعتها.

والبساطة كما تقدم في كلام العرب طلاقة الوجه. وأصل هذا الخطأ آت من اصطلاح الأطباء في تسميتهم الدواء الذي هو من مادة واحدة بسيطا، ويقابله: المركب الذي يتألف من أجزاء، كل جزء من مادة.

وقد استعمله الفلاسفة أيضا فقسموا الجهل إلى قسمين: جهل بسيط، وجهل مركب، فالجهل البسيط هو أن يكون الشخص جاهلا، ويعلم أنه جاهل. والجهل المركب أن يكون الشخص جاهلا، ويجهل أنه جاهل، فجهله مركب من جهلين. قال بعض الشعراء على لسان حمار الطبيب توما:

قال حمار الحكيم توما لو أنصفوني ما كنت أُركب

لأن جهلي غدا بسيطا وراكبي جهله مركَّب

ومما يحكى من أخبار هذا الطبيب أنه قرأ في كتاب (الحبة السوداء شفاء من كل داء) فقرأها خطأ (الحية السوداء شفاء من كل داء) فأخذ حية سوداء وصار يعالج بها المرضى، فكانوا يموتون من سمها.

وليس بالكاتب حاجة إلى أن يترك اللغة الفصحى ويستعمل اصطلاحا طبيا ليعبر به عما يريده إلا إذا كان باقِليًّا من أهل العيِّ والحصر.

وقد ارتقى الكتاب من ذلك إلى خطأ آخر، وهو استعمال التبسيط فيقولون: كتاب مبسَّط، يعني أنه أُلف بلغة سهلة غير معقدة. ويقولون: يجب تبسيط قواعد النحو، أي تسهيلها وتيسيرها، فانتقلوا من خطأ إلى خطأ، لأن التبسيط هو التوسيع، فهو بمعنى البسط، إلا أن التبسيط فيه مبالغة كالتقتيل بمعنى القتل، أي كثرته. وفعل المضاعف إذا اشترك مع الثلاثي في معنى واحد دل الرباعي على الكثرة والمبالغة في اللغة العربية، وفي أختيها العبرانية والآرامية.

اهـ كلام الشيخ تقي الدين.


وكتابه هذا - تقويم اللسانين – نفيس جدا، ومن الأخطاء الشائعة التي أنكرها فيه، واشتهر الإنكار عند طلبة العلم أيضا، مسألة ''الكاف الاستعمارية''، ولعل الوقت يسعف بنقل كلامه فيها لاحقا.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[15 - 10 - 04, 04:55 ص]ـ
يكثر الناس من استعمال قول "ألمّ يُلم إلماما "

فيقولون: فلان مُلِمٌّ بعلم الأصول، وهم يريدون: متبحر في علم الأصول.
أو يقولون: لا بد لطالب العلم أن يُلِمّ بعلوم الحديث، يريدون: أن يتعمق فيه.

يقول ابن منظور: إِلْمام الرجل بأَهله يسمى إِعراساً أَيام بنائه عليها، 6/ 135

وقال 12/ 550: وفي حديث الإفْكِ: ((وإن كنتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فاستغْفرِي الله)).
أي: قارَبْتِ، وقيل: الَّلَمَمُ: مُقارَبةُ المعصية من غير إِيقاعِ فِعْلٍ، وقيل: هو من اللّمَم: صغار الذنوب.
وفي حديث أبي العالية: ((إن اللَّمَم ما بين الحَدَّين حدِّ الدنيا وحدِّ الآخرة)).
أي: صغارُ الذنوب التي ليس عليها حَدٌّ في الدنيا ولا في الآخرة، والإلْمامُ: النزولُ.
وقد أَلَمَّ به أي: نزل به.
ابن سيده: لَمَّ به وأَلَمَّ والتَمَّ: نزل.
وألَمَّ به: زارَه غِبّاً.
الليث: الإلْمامُ: الزيارةُ غِبّاً، والفعل أَلْمَمْتُ به وأَلْمَمْتُ عليه.

جاء في المعجم الوسيط: (2/ 840)
ألمّ بالأمر: لم يتعمق فيه.

قلت إذن:

إن الإلمام من ألمّ

1. يراد به:مقاربة الفعل، ألم فلان قاربة البلوغ، ألمت النخلت قاربت الإرطاب.

2. ويراد به: باشر القليل من الشيء، مثال: ألمَّ فلان بعلم الحديث أن أنه أخذ القليل منه (اللمم).
ألمَّ الشيئُ: قرب، ألم بالطعام لم يسرف فيه. وألم: أي باشر اللمم أي صغار الذنوب

3. يراد به النزول: ألم به المرض نزل به.
وهذا عكس مرادات الكثيرين وفقهم الله

4. وجاء كذالك ألم بالمعنى: عرفه (المعجم الوسيط 2/ 840، المنجد ص: 732)

فإن قال قائل: ها هو ذا يراد به المعرفة وهذا مرادنا أن نُلم أي أن نعرف؟
قلت بل تستعملون الإلمام وتريدون الجمع والإحاطة، ثم إن القرائن تدل على أن المراد بالإلمام هو ما ذكرنا من معانٍ في (1، 2، 3)، ولم يتطرق إلى هذا المعنى ابن منظور وهو من هو في التوسع.

ولذلك يستحسن منّا أن نقول: على طالب العلم أن يَلُم هذا العلم أي يجمعه.
أو نغيّرَ فنقولَ: عليه الإحاطة بعلم كذا .. ، عليه الإكثار من دراسة علم كذا ...

والله تعالى أعلم

جعلني الله وإياكم من هداة مهتدين.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير