ـ[عصام البشير]ــــــــ[31 - 07 - 05, 03:55 م]ـ
باب الابتداء:
مبتدأ زيدٌ وعاذر ٌ خبرْ ... إن قلتَ: زيد ٌ عاذر ٌ منِ اعتذرْ
وأوّلٌّ مبتدأٌ والثاني ... فاعلٌّ اَغنى في أسار ٍ ذان
وقسْ، وكاستفهامٍ النفيُ، وقدْ ... يجوز نحو: فائز ٌ أولو الرَّشد
- المبتدأ قسمان:
1 - مبتدأ له خبر نحو: (زيد عاذر من اعتذر): زيد مبتدأ، وعاذر خبره.
2 - مبتدأ له فاعل سد مسد الخبر، وهو كل وصف استند إلى نفي أو استفهام ورفع مكتفىً به (أي ما تم الكلام به).
والمقصود بالوصف اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة.
مثال المعتمد على استفهام:
(أقائم الزيدان؟): قائم مبتدأ، والزيدان فاعل سد مسد الخبر.
(أسار ذان؟): سار مبتدأ، وذان فاعل سد مسد الخبر.
ومثال المعتمد على نفي:
(ما قائم الزيدون؟): قائم مبتدأ، والزيدون فاعل سد مسد الخبر.
فإن لم يتم الكلام به، لم يكن مبتدأ، نحو: (أقائم أبواه زيد). فالوصف هنا رفَع فاعلا هو (أبواه)، ولكنه لم يستغن به، إذ لا يتم الكلام إن وقفت على (أقائم أبواه)، وعليه فالمبتدأ هو (زيد)، و (قائم) خبره.
واعلم أن اشتراط أن يكون المبتدأ معتمدا على نفي أو استفهام هو مذهب البصريين إلا الأخفش. وأما الأخفش والكوفيون – ووافقهم الناظم – فجوزوا استعمال الوصف مبتدأ من غير تقدم نفي ولا استفهام.
فيجوز عندهم أن تقول: (فائز أولو الرَّشد): (فائز) مبتدأ، و (أولو) فاعل سد مسد الخبر.
والثانِ مُبْتدا وذا الوصفُ خبرْ ... إن في سوى الإفراد طبقا ً استقر
- الوصف إما أن يتطابق مع فاعله في الإفراد والتثنية والجمع وإما أن لا يتطابقا.
مثال التطابق في الإفراد: (أقائم زيد)، فيجوز في الإعراب وجهان: الأول: (قائم) مبتدأ، و (زيد) فاعل سد مسد الخبر؛ والثاني: (قائم) خبر مقدم، و (زيد) مبتدأ مؤخر.
ومثال التطابق في التثنية والجمع: (أقائمان الزيدان)، و (أقائمون الزيدون): فالوصف خبر مقدم، وما بعده مبتدأ مؤخر.
ومثال عدم التطابق: (أقائم الزيدان؟) و (أقائم الزيدون؟): فيتعين كون الوصف مبتدأ، وما بعده فاعل سد مسد الخبر.
ورفَعوا مبتدأً بالاِبتدا ... كذاك رفع خبر ٍ بالمُبتدا
- المبتدأ مرفوع بعامل معنوي وهو الابتداء، وأما الخبر فمرفوع بعامل لفظي وهو المبتدأ.
وهذا مذهب سيبويه وجماعة، وفي المسألة أقوال أخرى.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - 08 - 05, 12:17 ص]ـ
والخبرُ الجزءُ المتمُّ الفائده ... كاللهُ برٌّ والأيادي شاهده
- الخبر هو الجزء الذي تمت به الفائدة بعد المبتدأ الذي ليس وصفا.
مثاله:
الله برٌّ: فلفظة (برٌّ) خبر المبتدأ لأنه الجزء الذي تمت به الفائدة المرجوة من الكلام.
الأيادي شاهدة: (شاهدة) خبر المبتدأ.
ومفردا ً يأتي ويأتي جمله ... حاوية ً معنى الذي سيقت له
وإن تكن إيّاه معنىً اكتفى ... بها، كنطقي الله حسبي وكفى
- والخبر قسمان: جملة ومفرد.
فأما الجملة فنوعان:
الأول: أن تكون هي نفس المبتدأ في المعنى، كقولنا مثلا: (نطقي الله حسبي):
نطقي مبتدأ، وجملة (الله حسبي) خبره. وهذا الخبر هو نفسه معنى المبتدأ (المراد بالنطق المنطوق به).
ففي هذه الحالة لا تحتاج الجملة إلى رابط يربطها بالمبتدأ.
والثاني: ألا تكون هي نفس المبتدأ في المعنى، فلا بد من رابط يربطها بالمبتدأ.
وهذا الرابط قد يكون ضميرا، مثاله: (زيد قائم أبوه): (الهاء في (أبوه) ضمير عائد على (زيد)).
وقد يكون إشارة، مثل قوله تعالى: (ولباسُ التقوى ذلك خير)، فعلى قراءة الرفع في (لباس) يكون مبتدأ، خبره (ذلك خير)، وفي الخبر اسم الإشارة (ذلك) يعود على المبتدأ.
وقد يكون غير ذلك.
والمفرد الجامد فارغ ٌ وإنْ ... يشتقَّ فهْو ذو ضمير ٍ مستكنْ
- وأما المفرد فنوعان أيضا:
الأول: أن يكون جامدا، نحو: (هذا زيد)، فإنه يكون فارغا من الضمير.
وفي هذه المسألة خلاف.
والثاني: أن يكون مشتقا يجري مجرى الفعل كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأفعل التفضيل، فإنه يتحمل ضميره.
مثال: زيد قائم: الخبر يتحمل ضميرا مستترا تقديره (هو).
وأبرزَنْه مُطلقا ً حيثُ تلا ... ما ليس معناه له محصَّلا
ويجب إبراز هذا الضمير الرابط مطلقا – أي سواء أمن اللبس أم لم يؤمن – إذا وقع الخبر بعد مبتدأ، لا يكون معنى هذا الخبر محصِّلا – أي حاويا - لمعناه، وذلك إذا جرى الوصف على غير من هو له.
مثال الحالة التي لا يؤمن فيها اللبس:
تأمل هذا التركيب:
(غلام زيد ضاربه هو). تريد أن تخبر أن زيدا هو الضارب، وأن غلامه هو المضروب.
غلام: مبتدأ، وضارب: خبر، مع أن معنى هذا الخبر متعلق بزيد (لأنه هو الضارب) لا بالمبتدأ (غلام).
فلا بد من إبراز الضمير، لأنك لو لم تبرزه، فقلتُ (غلام زيد ضاربه) لانقلب المعنى المراد، وأصبح التركيب يفيد أن الغلام هو الضارب لا المضروب. فهنا لم يؤمن اللبس.
مثال الحالة التي يؤمن فيها اللبس:
(غلامُ هند ضاربته هي): تريد أن تخبر أن هند هي الضاربة، وأن غلامها هو المضروب.
فهنا أيضا جرى الوصف (ضاربته) على غير ما هو له، وهو الغلام.
لكن هنا أمن اللبس، لأن تاء التأنيث تدل على أن الوصف في المعنى لـ (هند) لا للغلام.
ومذهب البصريين – ومعهم الناظم هنا – أنه يجب إبراز الضمير في الحالتين معا. أما غيرهم، فإنما يوجبونه في حالة عدم أمن اللبس.
¥