مثال حذف الخبر، قولك: (زيدٌ) في جواب من سأل: (مَن عندكما؟). وتقدير المحذوف: (زيد عندنا).
ومثال حذف المبتدأ، قولك: (دنفٌ) في جواب من سألك: (كيف زيدٌ؟). والتقدير: (زيدٌ دنفٌ). (الدنف هو المريض).
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 11 - 05, 10:54 م]ـ
138 - وبعدَ لولا غالبا حذفُ الخبرْ ... حتمٌ، وفي نصِّ يمين ذا استقرْ
139 - وبعدَ واو عيّنتْ مفهومَ معْ ... كمثلِ (كلُّ صانع ٍ وما صنعْ)
140 - وقبل حالٍ لا يكون خبرا ... عن الذي خبرُه قد أُضمرا
141 - كضَربيَ العبدَ مُسيئا ً، وأتمْ ... تبيينيَ الحقَّ مَنوطا ًبالحِكمْ
ذكر الناظم في البيتين السابقين متى يحذف كل من المبتدأ والخبر جوازا.
وفي هذه الأبيات ذكر المواضع التي يجب فيها حذف الخبر، ولم يذكر المواضع التي يجب فيها حذف المبتدأ.
ومواضع حذف الخبر وجوبا هي:
- أن يكون الخبرُ لمبتدأ بعد (لولا)، نحو: (لولا زيد لأكرمتُك). (زيد) مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: (موجودٌ). ويجوز إبقاء الخبر في مثل هذا على سبيل الشذوذ.
وهنالك مذهب آخر للنحويين في هذه المسألة، وهو التفريق بين حالين للخبر:
أولاهما: أن يكون كونا مطلقا – أي دالا على مجرد الوجود، دون زيادة أخرى – فيجب حذفه كما في المثال السابق.
والثانية: أن يكون كونا مقيدا، فيجب ذكره إن لم يوجد ما يدل عليه. نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا قومك حديثٌ عهدهم بكفر لنقضتُ الكعبة .. ) قومك: مبتدأ، و (حديثٌ .. ) خبره. ومثاله أيضا: (لولا زيدٌ سالمنا ما سَلِم): (زيد) مبتدأ، والجملة الفعلية (سالمنا) خبر. ومثاله قول الشافعي:
ولولا الشعر بالعلماء يزري ... لكنت اليوم أشعر من لبيدِ
الشعر مبتدأ، وجملة (بالعلماء يزري) خبر.
أما إذا وجد ما يدل عليه، فيجوز حذف الخبر وذكرُه، نحو: (لولا أنصار زيد حَموهُ ما سَلم).
فحذفُ الخبر هنا - وهو جملة (حَمَوه) – وذكره سيان من جهة المعنى.
- أن يكون المبتدأ صريحا في اليمين، نحو: (لَعمرُك لأفعلن) أو (يمينُ الله لأفعلن).
- أن يكون المبتدأ معطوفا عليه اسم بواو هي نص في المعية، نحو: (كلُّ صانع وما صنع)، ونحو: (كلُّ رجل وضيعتُه) والتقدير: (كلُّ رجلٍ وضيعتُه مقترنان).
(تنبيه: المراد بالمعية مشاركة ما بعد الواو لما قبلها، بحيث يجتمعان فيه، ولا يفترقان، وعلامة ذلك صحة وضع كلمة (مع) مكان الواو، دون تغير في المعنى. والواو هنا غير تلك التي ينصب بعدها الاسم على أنه مفعول معه).
- أن يكون المبتدأ مصدرا، وبعده حال سدت مسد الخبر، ولا تصلح أن تكون خبرا. مثاله: (ضربي العبدَ مسيئا).
فضربي: مبتدأ، و (العبد) مفعول به للمصدر، و (مسيئا) حال سدت مسد الخبر المحذوف وجوبا وأغنت عنه.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 11 - 05, 10:55 م]ـ
142 - وأخبروا باثنين أو بأكثرا ... عن واحدٍ كهم سَراة ّشعرا
اختلف في جواز تعدد الخبر، ومذهب الناظم وآخرين الجوازُ مطلقا، وهذا يشمل حالتين:
- أن يكون الخبران بمعنى خبر واحد نحو: (زيد طويل قصير) وتقصد أنه متوسط الطول، فالخبران أفادا معًا معنى واحدا، ولا يصح الاقتصار على أحدهما. ومثاله أيضا (الرمان حلو حامض) أي حلو فيه حموضة.
- ألا يكونا في معنى خبر واحد، نحو: (المتنبي شاعر حكيم) ويجوز في مثل هذا العطفُ فتقول: (المتنبي شاعر وحكيم).
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 11 - 05, 10:57 م]ـ
انتهى باب (الابتداء)، ويليه باب (كان وأخواتها)
والحمد لله على نعمه السابغة.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 12 - 05, 02:12 م]ـ
ملخص باب الابتداء
- المبتدأ قسمان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له فاعل سد مسد الخبر.
- و الوصف إما أن يتطابق مع فاعله في الإفراد والتثنية والجمع وإما أن لا يتطابقا. والإعراب يختلف بحسب اختلاف تلك الحالات.
- المبتدأ مرفوع بعامل معنوي هو الابتداء، وأما الخبر فمرفوع بعامل لفظي هو المبتدأ.
الخبر:
- الخبر قسمان: جملة ومفرد.
- فالجملة إن كانت هي نفس المبتدأ في المعنى، فإنها لا تحتاج إلى رابط يربطها بالمبتدأ. وإن لم تكن هي نفس المبتدأ في المعنى، فلا بد من رابط يربطها بالمبتدأ.
- والمفرد إن كان جامدا فإنه يكون فارغا من الضمير، وإن كان مشتقا يجري مجرى الفعل فإنه يتحمل ضميره. ويجب إبراز هذا الضمير مطلقا – عند الناظم ومن وافقه.
- وأما شبه الجملة، فمذهب الناظم أنه متعلق بمحذوف واجب الحذف هو الخبر. وهذا المحذوف يقدر مفردا أو جملة.
- لا يخبر باسم الزمان عن أسماء الذوات، إلا إن أفاد.
المبتدأ:
- يجوز الابتداء بالنكرة إن حصل بها فائدة. ومن أمثلة ذلك: أن يتقدم الخبر عليها، ويكون ظرفا أو جارا ومجرورا؛ وأن يتقدم عليها استفهام؛ وأن يتقدم عليها نفي؛ وأن تكون نكرة موصوفة؛ وأن تكون عاملة عمل الفعل؛ وأن تكون مضافة.
ترتيب المبتدأ والخبر:
- الأصل أن المبتدأ يتقدم على الخبر، ويجوز تقديم الخبر، إذا أمن اللبس.
- يجب تأخير الخبر في خمسة مواضع: أن يكون المبتدأ والخبر كلاهما معرفة أو كلاهما نكرة، ولا يوجد دليل يبين المبتدأ من الخبر؛ وأن يكون الخبر فعلا رافعا لضمير مستتر؛ وأن يستعمل الخبر منحصرا بإنما أو إلا؛ وأن يقترن المبتدأ بلام الابتداء؛ وأن يكون المبتدأ له صدر الكلام.
-ويجب تقديم الخبر في أربعة مواضع: أن يكون المبتدأ نكرة، والخبر ظرفا أو جارا ومجرورا؛ وأن يعود على الخبر ضمير من المبتدأ؛ وأن يكون الخبر مما يلزم صدر الكلام؛ و أن يكون المبتدأ محصورا بإلا بعد النفي، أو بإنما.
حذف المبتدأ والخبر:
- يجوز حذف كل من المبتدأ والخبر إذا كان معلوما.
- يجب حذف الخبر في مواضع، هي: أن يكون الخبرُ لمبتدأ بعد (لولا)؛ وأن يكون المبتدأ صريحا في اليمين؛ وأن يكون المبتدأ معطوفا عليه اسم بواو هي نص في المعية؛ وأن يكون المبتدأ مصدرا، وبعده حال سدت مسد الخبر، ولا تصلح أن تكون خبرا.
تعدد الخبر:
- يجوز تعدد الخبر عند الناظم وآخرين مطلقا.
¥