تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 01 - 06, 06:00 م]ـ

المسألة 33:

منعوا أن تكون النكرة عطف بيان للمعرفة.

اتفق النحويون على وجوب التطابق تعريفا وتنكيرا في عطف البيان, فلا تكون النكرة عطف بيان للمعرفة , ولا المعرفة عطف بيان للنكرة, كما أن النعت كذلك.

وبناء على هذا ردوا على الزمخشري جعله (مقام ابراهيم) من قوله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ... } عطف بيان على (آيات) ,لأن (مقام) معرفة بالاضافة إلى إبراهيم و (آيات) نكرة.

والصواب أن يجعل (مقام) مبتدأ حذف خبره, أو خبرا حذف مبتدؤه أي: هي مقام إبراهيم, أو بدلا, لأن البدل يصح التخالف فيه تعريفا وتنكيرا.

كما ردوا قول الزمخشري في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ} (46) سورة سبأ. حيث جعل المصدر المؤول من (أن) وما بعدها عطف بيان على (واحدة) , وهي نكرة, والمصدر المؤول هنا معرفة لأنه على تأويل: قيامكم. والصواب جعله بدلا من (واحدة) , أو يكون مرفوعا على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي قيامكم.

وبناء على هذه القاعدة أيضا منعوا أن تكون (نفحات) عطف بيان من (ذا) بسبب اختلاف التنكير والتعريف في قول جرير:

وحبذا نفحات من يمانية*******تأتيك من قبل الريان أحيانا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 10:42 ص]ـ

أخي الكريم

لي رأي آمُل أن تأخذه بصدر رحب

أرى أن هذه المسألة نظرية وليست عملية، فهي تعتمد على الاختلاف الاصطلاحي بين البدل وعطف البيان، وليست من قبيل الممنوع نحويا، بمعنى أنه لو تكلم متكلم فخالف بين عطف البيان وما عطف عليه، فيمكنه أن يقول: هو بدل وليس عطف بيان، وكذلك يمكن التأويل في كل شاهد ورد في هذا الباب.

أرجو أن يكون مرادي واضحا

وجزاكم الله خيرا

وبارك الله فيك ونفعنا بك

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 01 - 06, 01:12 ص]ـ

أخي العزيز .... يسرني متابعتك للموضوع ......

ولي على كلامك -لو فهمته على الوجه الذي أردته- تعقيبات ثلاثة:

1 - ظاهرقولك "فهي تعتمد على الاختلاف الاصطلاحي بين البدل وعطف البيان" أن الفرق بين الوجهين ليس فرقا حقيقيا وإنما هو فرق لفظي فقط يتعلق بالاختلاف الاصطلاحي ..... وهذا غير مسلم لا نحويا ولا بلاغيا ويوضحه المثال التالي:

لو قيل لرجل "رأيت ابنك زيدا" فماذا ستفهم من الجملة؟ أعني كيف ستعرب "زيدا".لا يجوز أن تقول إن شئت قلت هو بدل وإن شئت قلت هو عطف بيان بل لا بد من التحري والاستفسار .... لأن لكل مقام مقالا ولكل معنى إعرابا ..... فالغرض من عطف البيان رفع اللبس ولهذا يجب أن يكون أحد الاسمين يزيد على الآخر في كون الشخص معروفا به ليخصه من غيره لأنه لا يكون إلا بعد اسم مشترك ... وبناء عليه لو قلت زيد عطف بيان لفهمنا منه أن للرجل عدة أبناء وخصصت زيدا منهم بالرؤية ..... فإن لم يكن له إلا ولد واحد كان بدلا ولم يكن عطف بيان لعدم الاشتراك.

نعم ,هناك مواضع نكون فيها على الخيار لكن هذا التقاطع لا يعني التماهي بين البدل وعطف البيان.

قال صاحب اللباب:

باب عطف البيان:

وهو أن تجري الأسماء الجامدة مجرى المشتقة في الإيضاح إذا كان الثاني أعرف من الاوَّل كقولك مررت بزيد أبي عبدالله إذا كان بالكنية أعرف وبأبي عبدالله زيد إذا كان الاسم أعرف وليس هو ههنا ببدل لأنَّه كالموصوف في التعريف والتنكير وجميع ما ذكرناه في الصفة وليس البدل كذلك

وفي بعض المواضع يجوز أن يكون عطف بيان وأن يكون بدلاً وفي بعضها يتعين أحدُهما كقولك جاءني زيد أبو محمد يحتملها وفي قولك ياأيَّها الرجل زيد يتعين أن يكون عطف بيان وفي قولك يا أخانا زيداً إنْ نصبت كان بياناً وإن أردت البدل ضممت (زيداً) لأنَّ حرف النداء يقدر عوده مع البدل.

باب البدل:

الغرضُ من البدل هو الغرض من الصفه وقد ذكر والفرق بين البدل والصفه أنَّ الصفه بالمشتقَّ والبدل بغير المشتقّ وأنَّ الصفة كالموصوف في التعريف والتنكير وغيرهما والبدل يجوز أن يخالفُ الْمُبْدَلَ منه في التعريف والتنكير والإظهار والإضمار وأنَّ البدل يكون ببعضً من كلّ وبمعنى يشتمل عليه الأوَّلُ والصفة بخلافِه والفرقُ بْيَن البدل وعطفِ البيان قد تقدَّم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير