وينبغي هجر بعض الضرورات مطلقا، وإن ذكرها النحويون، ووجدت لها شواهد في أشعار العرب؛ وذلك مثل: مد المقصور، ومنع صرف المنصرف وفك الإدغام ونحوها.
والله أعلم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[09 - 07 - 05, 10:23 م]ـ
هذا البحر أشهر البحور وأجزلها وأفخمها، وقد نُظمت فيه غرر القصائد العربية، كمعلقات امرئ القيس، وزهير بن أبي سلمى، وطرفة بن العبد، وغيرها من عيون الشعر العربي.
مفتاح هذا البحر:
فَعولن مفاعيلن فَعولن مفاعيلن ... فَعولن مفاعيلن فَعولن مفاعيلن
وله عروض واحدة هي (مفاعلن)، ولها ثلاثة أضرب: (مفاعيلن)، و (مفاعلن)، و (فعولن).
1 - مثال الأول:
قول المتنبي:
فحُب الجبان النفسَ أوردهُ البَقَا ... وحبُّ الشجاعِ النفسَ أوردَه الحَرْبا
فحب الـ / جبان النفـ / س أور / ده البقا ... وحب الشْـ / شجاع النفـ / س أور / ده الحربا
--ه-ه / --ه-ه-ه / --ه- / --ه--ه ... --ه-ه / --ه-ه-ه / --ه- / --ه-ه-ه
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن ... فَعولن مفاعيلن فَعول مفاعيلن
2 - مثال الثاني:
قول امرئ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله ... عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
وليل / كموج البحـ / ر أرخى / سدوله ... عليَّ / بأنواع الـ / هموم / ليبتليْ
--ه-ه / --ه-ه-ه / --ه-ه / --ه--ه ... --ه- / --ه-ه-ه / --ه- / --ه--ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ... فَعول مفاعيلن فَعول مفاعلن
3 - مثال الثالث:
قول حافظ إبراهيم (على لسان العربية):
أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ ... فهل سألوا الغوّاص عن صَدفاتي
أنا البحْـ / رُ في أحشا / ئه الدرْ / رُ كامنٌ ... فهل سـ / ألوا الغوّا / ص عن صَـ / دفاتي
--ه-ه / --ه-ه-ه / --ه-ه / --ه--ه ... --ه- / --ه-ه-ه / --ه- / --ه-ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ... فَعول مفاعيلن فَعول فعولن
تبين لك من خلال هذه الأمثلة، أن العروضة واحدة لا تتغير، وهي (مفاعلن)، وأما الضرب فأحد ثلاثة: (مفاعلن) أو (مفاعيلن) أو (فعولن).
تنبيه: مطلع قصيدة المتنبي التي أخذنا منها المثال الأول:
فديناك من رَبْع، وإن زِدْتنا كربا ... فإنك كنت الشرق للشمس والغَرْبا
فدينا/ ك من رَبْع / وإن زد / تنا كربا ... فإنـ / ك كنت الشر / ق للشمـ / س والغَرْبا
--ه-ه / --ه-ه-ه / --ه-ه / --ه-ه-ه ... --ه- / --ه-ه-ه / --ه-ه / --ه-ه-ه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ... فَعول مفاعيلن فَعولن مفاعيلن
فأنت ترى أن العروضة هنا (مفاعيلن)، لا (مفاعلن)؛ والسبب أن هذا البيت (مُصَرَّع)، والتصريع: تغيير العروض للإلحاق بالضرب، وهذا يكون عادة في مطالع القصائد.
بعد أن تكلمنا على العروض والضرب، بقي أن نعرف ما هي التغييرات الجائزة في الحشو؟
1 - يجوز في الحشو حذف نون (فعولن) فتصير (فعول) (انظر الأمثلة السابقة).
2 - وهذا الحذف مستحسن جدا في (فعولن) التي قبل الضرب الثالث (فعولن)، وإثبات النون فيها مكروه. (انظر المثال الثالث).
وخذ مثالا آخر:
ولا خير في من لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
ولا خيـ/ ر في من لا / يوطـ / ن نفسه ... على نا / ئبات الدهـ / ر حين / تنوب
--ه-ه / --ه-ه-ه / --ه- / --ه--ه ... --ه-ه / --ه-ه-ه / --ه- / --ه-ه
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن ... فَعولن مفاعيلن فَعول فعولن
تأمل: أن التفعيل التي قبل الضرب هي (فعول) لا (فعولن)، وينبغي التزام ذلك في القصيدة كلها.
3 - تنبه: يذكر البعض حذف ياء (مفاعيلن) في الحشو فتصير (مفاعلن)، لكنني أنصحك بالابتعاد عنه، وهو مهجور في قصائد الفحول.
ـ[أبو محمد النحوي]ــــــــ[10 - 07 - 05, 02:20 م]ـ
الله .... الله
زدنا ... زدنا ... فنحن منتظرون ما تكتب
وليهدأ روعك وليطمئن قلبك فما هاهنا غير ذلك.
آمل أنني اجتزت الآن امتحان قبولي مشاركًا بجدارة فلا تحذف مشاركتي.
وليرحم الله العلم والعلماء.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - 07 - 05, 02:45 م]ـ
أخي الحبيب،،
لماذا لا تفتح موضوعاً جديداً، في هذا العلم، وتفيد إخوانك بارك الله فيك؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 07 - 05, 02:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله فضيلة الشيخ عصام البشير
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في هذا الملتقى من المواضيع النافعة،
اسمحوا لي أن أسألكم عن شيء، بارك الله فيكم:
لقد قلتم:
فأنت ترى أن العروضة هنا (مفاعيلن)، لا (مفاعلن)؛ والسبب أن هذا البيت (مُصَرَّع)، والتصريع: تغيير العروض للإلحاق بالضرب، وهذا يكون عادة في مطالع القصائد.
- يقول ابن منظور في اللسان:
--- - والترصيع مصدر رصَّع والنشاط وعند أهل البديع هو أن يقابل الشاعر كل كلمة من صدر البيت بكلمة في عجزه مع تساوي الوزن والروي والإعراب غالبا كقول ابن حجة الحموي من بديعته
فكم ترصَّع شعري واعتلت همي
وكم ترفَّع قدري وانجلت غمي
وقد يقع الترصيع في السجع وهو أن تتفق الفاصلتان في الوزن والتقفية ويكون ما في الفقرة الأولى من الألفاظ مقابلا لما في الثانية كذلك نحو إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
ومنه قول الحريري
يطبع الأسجاع بجواهر لفظه
ويقرع الأسماع بزواجر وعظه
--- - وقال:
التصريع مصدر صرَّع. وعند البديعيين هو أن يتفَّق آخر جزء من صدر البيت مع آخر جزء من عجزهِ في الوزن والإعراب والتقفية. وهو نوعٌ من التسجيع وأحسن ما يكون في أول القصيدة كقول امرئ القيس في مطلع معلَّقتهِ
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
وقد يستعملونهُ في أثنائها كقولهِ بعد أبياتٍ منها
أفاطِمَ مهلاً بعض هذا التدلُّلِ
وإن كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجمِلي
وعند العروضيين هو كذلك في صورتِه واستعمالهِ غير أنهم يشترطون فيهِ أن تكون العروض (أي آخر جزء من صدر البيت) خارجةً عن حكمها الثابت لها في نفسها فتكون مخالفة لبقيّة أعاريض القصيدة كقول امرئ القيس أيضًا
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ وعرفانِ
وربعٍ عفت آثارهُ منذ أزمانِ اهـ
السؤال هو ما هو قول أهل التحقيق: هل هو التصريع أم الترصيع
وخصوصا أنني تعلمتها:الترصيع،
فأعانكم الله على التحقيق وأنتم أهل له
¥