1 - ما عند البخاري أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول من يدعى يوم القيامة آدم, فتراءى ذريته فيقال: هذا أبوكم آدم, فيقول: لبيك وسعديك, فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك, فيقول: يا رب كم أخرج؟ فيقول أخرج من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا؟ قال: إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود " البخاري 6529. وقد أخرجه أحمد (2/ 378) وروايتا الحديث كلها فيها: (إن أمتي في الأمم).
2 - حديث عمران بن الحصين:
قال الترمذي: (3169) حدثنا محمد بن بشار, قال: حدثنا يحيى بن سعيد, قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله, عن قتادة, عن الحسن, عن عمران بن حصين: قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فتفاوت بين أصحابه في السير فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بهاتين الآيتين .. فبئس القوم, حتى ما أبدوا ضاحكة, فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بأصحابه, قال: " اعملوا وأبشروا, فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه, يأجوج ومأجوج, ومن مات من بني آدم وبني إبليس ", قال: فسري عن القوم بعض الذي يجدون, فقال: " اعملوا وأبشروا, فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة " قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد أخرجه أحمد 4/ 435 بنحو هذا السياق. وقد أخرجه الحاكم في المستدرك (2967) وقال: حديث هشام الدستوائي حديث صحيح, فإن أكثر أئمتنا من المتقدمين: على أن الحسن قد سمع من عمران بن حصين .. وقد وافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم (3500) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, وأكثر أئمة البصرة على أن الحسن قد سمع من عمران, غير أن الشيخين لم يخرجاه. قال الذهبي: وقد مر تصحيحه, ومر في القراءات {وترى الناس سكارى}. وقد قال الألباني كذلك: صحيح. وفي سماع الحسن من عمران بن الحصين خلاف, فراجع تحفة التحصيل وغيره لتجد أقوالا متعددة في نفي سماعه منه, وقد سبق نقل الحاكم عن أئمة البصرة أنهم يرون سماعه من عمران رضي الله عنه, ويحيى بن معين عندما سأل هل لقي الحسن عمران بن حصين قال: " أما في حديث البصريين فلا, وأما في حديث الكوفيين فنعم " المراسيل لابن أبي حاتم ص 39. وهذا الإسناد الذي معنا بصري, ولله أعلم.
3 - حديث أبي الدرداء:
أخرجه الإمام أحمد (6/ 441) فقال: حدثنا هيثم. قال: أخبرنا أبو الربيع, عن يونس, عن أبي إدريس عن أبي الدرداء, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يقول يوم القيامة لآدم عليه السلام: قم فجهز ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار, وواحدا إلى الجنة, فبكى أصحابه وبكوا, ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفعوا رؤوسكم, فوالذي نفسي بيده ما أمتي في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود, فخفف ذلك عنهم.
ولعل هذا الإسناد لا ينحط عن رتبة الحسن, والله أعلم.
4 - حديث معاوية بن حيدة:
قال الترمذي (: حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده, أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: " أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله " قال الترمذي: هذا حديث حسن. قال الأحوذي: " سبعين أمة " أي: يتم العدد بكم سبعين, ويحتمل أنه للتكثير, قاله المناوي.
وقد أخرجه ابن ماجة (4287) من طريق ابن شوذب وأخرجه أيضا (4288) من طريق ابن علية عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.
وقد حسن الحديث الألباني.
6 - حديث عبد الله بن عباس في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب:
وفيه: " عرضت علي الأمم, فجعل النبي والنبيان يمرون ومعهم الرهط, والنبي ليس معه أحد, حتى رفع لي سواد عظيم, قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه .. " متفق عليه. البخاري 5705 ومسلم 220.
فيدل أن في الأنبياء من أتباعهم سواد عظيم, وليس كلهم أتباعهم قليلون.
الوجه الخامس: كون ما ذكره من كون الأمم السابقة قليلة لا توفي ثلث هذه الأمة مخالفا لظاهر القرآن:
أولا: في قوله تعالى: {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين}.
حيث أن الأولين هنا هم من الأمم السابقة. وهو قول مجاهد والحسن والطبري والقرطبي وغيرهم من أهل التفسير
¥