تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد ". قلت: و نحوه: (التغرب): السفر إلى بلاد الغرب و الكفر , من البلاد الإسلامية إلا لضرورة و قد سمى بعضهم بـ (الهجرة)! و هو من القلب للحقائق الشرعية الذي ابتلينا به في هذا العصر , فإن (الهجرة) إنما تكون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام. و الله هو المستعان.

وجوب الوفاء بالنذر المباح

2261 - (إن كنت نذرت فاضربي , و إلا فلا).

أخرجه الترمذي (3691) و ابن حبان (4371 - الإحسان) و البيهقي (10/ 77) و أحمد (5/ 353) من طريق الحسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت بريدة يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه , فلما انصرف , جاءت جارية سوداء , فقالت: يا رسول الله! إني نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف و أتغنى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (فذكره) , فجعلت تضرب , فدخل أبو بكر و هي تضرب , ثم دخل علي و هي تضرب , ثم دخل عثمان و هي تضرب , ثم دخل عمر , فألقت الدف تحت استها , ثم قعدت عليه ,

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ليخاف منك يا عمر! إني كنت جالسا و هي تضرب , فدخل أبو بكر و هي تضرب , ثم دخل علي و هي تضرب , ثم دخل عثمان و هي تضرب , فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف". و قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

قلت: و إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم و في الحسين كلام لا يضر قال الحافظ في "التقريب": "صدوق له أوهام". و لحديث الترجمة شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم , فقالت: يا رسول الله! إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف , قال: "أوفي بنذرك".

(تنبيه): جاء عقب حديث بريدة في "موارد الظمآن" (493 - 494/ 2015) زيادة: "و قالت: أشرق البدر علينا , من ثنيات الوداع , وجب الشكر علينا , ما دعا لله داع , و ذكر محققه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله تعالى في الحاشية أن هذه الزيادة من الهامش , و بخط يخالف خط الأصل. و كم كنت أتمنى على الشيخ رحمه الله أن لا يطبعها في آخر الحديث , و أن يدعها حيث وجدها: "في الهامش" و أن يكتفي بالتنبيه عليها في التعليق , خشية أن يغتر بها بعض من لا علم عنده , فإنها زيادة باطلة , لم ترد في شيء من المصادر المتقدمة و منها "الإحسان" الذي هو "صحيح ابن حبان" مرتبا على الأبواب الفقهية , بل ليس لها أصل في شيء من الأحاديث الأخرى , على شهرتها عند كثير من العامة و أشباههم من الخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بذلك من النساء و الصبيان حين دخل المدينة في هجرته من مكة , و لا يصح ذلك كما كنت بينته في "الضعيفة" (2/ 63/598) , و نبهت عليه في الرد على المنتصر الكتاني (ص48) و استندت في ذلك على الحافظ العراقي , و العلامة ابن قيم الجوزية. و قد يظن بعضهم أن كل ما يروى في كتب التاريخ و السيرة , أن ذلك صار جزءا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي , لا يجوز إنكار شيء منه! و هذا جهل فاضح , و تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع , الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح , و هي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث الصحيح من الضعيف , ألا و هو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف: لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. و لذلك لما فقدت الأمم الأخرى هذه الوسيلة العظمى امتلأ تاريخها بالسخافات و الخرافات , و لا نذهب بالقراء بعيدا , فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة , اختلط فيها الحامل بالنابل , فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم , و لا معرفة شيء من تاريخ حياتهم , أبد الدهر , فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون , و في دياجير الظلام يتيهون! فهل يريد منا أولئك الناس أن نستسلم لكل ما يقال: إنه من التاريخ الإسلامي. و لو أنكره العلماء , و لو لم يرد له ذكر إلا في كتب العجائز من الرجال و النساء ?! و أن نكفر بهذه المزية التي هي من أعلى و أغلى ما تميز به تاريخ الإسلام ?! و أنا أعتقد أن بعضهم لا تخفى عليه المزية و لا يمكنه أن يكون طالب علم بله عالما دونها , و لكنه يتجاهلها و يغض النظر عنها سترا لجهله بما لم يصح منه , فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي ,

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير