ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[01 - 04 - 10, 01:58 م]ـ
سمعت من بعض مشايخنا أثراً
وأبحث عن تخريجه
إذا بُعِجتْ جبال مكة كظائمَ وتطاول أهلها في البنيان فانتظر الساعة
الكظيمة: بيت الأسد يكون في سفح جبل (ولعلها إشارة إلى الأنفاق)
أرجو ممن وجد له أصلا أن يفيدنا
قلت (القائل عبد القادر مطهر):
ومعنى الكظائم؛ قال المرتضى الزبيدي رحمه الله تعالى:
والكظامة، بالكسر: فم الوادي، الذي يخرج منه الماء، حكاه ثعلب.
وقيل: أعلى الوادي بحيث ينقطع.
وأيضًا: مخرج البول من المرأة.
وأيضًا: بئر بجنب بئر.
وفي الصحاح: إلى جنبها بئر، وبينهما مجرى في بطن الأرض، أينما كانت، كذا في المحكم.
وفي الصحاح: في باطن الوادي. وفي بعض نسخه: في بطن الوادي كالكظيمة، كسفينة، عن ابن سيده، والجمع: الكظائم.
وقيل الكظامة: القناة تكون في حوائط الأعناب.
وقيل: ركايا الكرم، وقد أفضى بعضها إلى بعض، وتناسقت كأنها نهر.
وقيل: قناة في باطن الأرض، يجري فيها الماء.
قال أبو عبيدة: سألت الأصمعي عنها، وأهل العلم من أهل الحجاز، فقالوا:
هي آبار متناسقة تُحفر ويباعد ما بينها، ثم يُخرق ما بين كل بئرين بقناة، تؤدي الماء من الأولى إلى التي تليها تحت الأرض، فتجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها، فتسيح على وجه الأرض.
وفي التهذيب: حتى يجتمع الماء إلى آخرهن، وإنما ذلك من عَوَزِ الماء، ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها، للشرب وسقى الأرض، ثم يخرج فضلها إلى التي تليها، فهذا معروف عند أهل الحجاز.
وفي حديث عبد الله بن عمرو: إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم، وساوى بناؤها رؤوس الجبال، فاعلم أن الأمر قد أظلك؛
أي: حفرت قنوات. اهـ.
تاج العروس من جواهر القاموس 33/ 363 - 364.
ومثلُهُ في لسان العرب 12/ 519.
وقريبٌ منه، ما جاء في غريب الحديث لابن سلام 1/ 269.
ومعنى القنوات؛ قال المرتضى الزبيدي رحمه الله تعالى:
والقناة: الرمح، قال الليث: ألفها واو.
وقال الأزهري: القناة من الرماح، ما كان أجوف كالقصبة.
ولذلك قيل للكظائم التي تجري تحت الأرض: قنوات.
ويُقال لمجاري مائها: القصب، تشبيهًا بالقصب الأجوف. والجمع: قنوات.
تاج العروس من جواهر القاموس 39/ 349.
وقال ابن عباس رضي الله عنه:
معنى النفق: السَرَبُ. اهـ.
تفسير ابن أبي حاتم - 7279.
وقال ابن منظور:
النفق: سَرَبٌ في الأرض مشتق إلى موضع آخر.
وفي التهذيب: له مَخْلَصٌ إلى مكان آخر.
وفي المثل: ضل دريص نفقه، أي جحره.
وفي التنزيل: فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض. والجمع: أنفاق. اهـ.
لسان العرب 10/ 357.
وهكذا يتبين أن الكظائم غير الأنفاق!
وعليه فحتى لو صح الأثر، فإن تفسير الكظائم أخي الكريم، التي هي قنوات الماء، بتلك الأنفاق الأرضية في جبال مكة وتحت أرضها، مما لا دليل عليه!
كيف وهذا الأثر لا يصح،
والله المستعان!
وانظر:
رد على: الأحاديث الصحيحة ممَّا ورد في المخترعات الحديثة - ال 5 والأخير:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=195674 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=195674)
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[01 - 04 - 10, 02:35 م]ـ
ووثقه ابن حبان
تفرد الحافظ ابن حبان رحمه الله تعالى بتوثيق عطاء العامري الليثي،
لا يُعتد به أخي الكريم،
لأنه قد اشتهر في كتابه الثقات، بتوثيق المجاهيل.
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى:
القاعدة الخامسة: عدم الاعتماد على توثيق ابن حبان:
قد علمت مما سبق آنفًا، أن المجهول بقسميه لا يقبل حديثه عند جمهور العلماء. وقد شذ عنهم ابن حبان، فقبل حديثه واحتج به، وأورده في صحيحه.
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:
قال ابن حبان: من كان منكر الحديث على قلته، لا يجوز تعديله إلا بعد السبر، ولو كان ممن يروي المناكير، ووافق الثقات في الأخبار، لكان عدلا مقبول الرواية، إذ الناس أقوالهم على الصلاح والعدالة، حتى يتبين منهم ما يوجب القدح [فيجرح بما ظهر منه من الجرح].
هذا حكم المشاهير من الرواة، فأما المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا الضعفاء، فهم متروكون على الأحوال كلها.
الضعفاء 2/ 192 – 193. والزيادة من ترجمة عائذ الله المجاشعي.
ثم قال الحافظ: قلت:
وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان، من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة حتى يتبين جرحه، مذهبٌ عجيبٌ، والجمهور على خلافه. وهذا مسلك ابن حبان في كتاب الثقات الذي ألفه، فإنه يذكر خلقًا نص عليهم أبو حاتم وغيره، على أنهم مجهولون، وكان عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور، وهو مذهب شيخه ابن خزيمة، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره.
هذا كله كلام الحافظ.
ومن عجيب أمر ابن حبان، أنه يورد في الكتاب المذكور بناءً على هذه القاعدة المرجوحة، جماعة يصرح في ترجمتهم بأنه: " لا يعرفهم ولا آباءهم " فقال في الطبقة الثالثة: سهل يروي عن شداد بن الهاد، روى عنه أبو يعفور، ولست أعرفه، ولا أدري من أبوه ".
ومن شاء الزيادة في الأمثلة فليراجع الصارم المنكي ص 92 – 93. وقد قال بعد أن ساقها: " وقد ذكر ابن حبان في هذا الكتاب خلقًا كثيرًا من هذا النمط، وطريقته فيه أنه يذكر من لم يعرفه بجرح، وإن كان مجهولا لم يُعرف حاله،
وينبغي أن ينتبه لهذا، ويُعرف أن توثيق ابن حبان للرجل، بمجرد ذكره في هذا الكتاب، من أدنى درجات التوثيق.
ولهذا نجد المحققين من المحدثين كالذهبي والعسقلاني وغيرهما، لا يوثقون من تفرد بتوثيقه ابن حبان، وستأتي أمثلة كثيرة على ذلك، عند الكلام على الأحاديث الضعيفة التي وثق المؤلف - أو من نقل عنه – رجالها، مع أن فيها من تفرد ابن حبان بتوثيقهم من المجهولين. اهـ المقصود من كلامه.
تمام المنة في التعليق على فقه السنة ص 20 - 22.
¥