فأمور الآخرة تسأل بوجه الله كقولك مثلا أسألك بوجهك أن تنجيني من النار، والنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بوجه الله لما نزل قوله تعالى: " "قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ " قال: أعوذ بوجهك. " أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ " قال: أعوذ بوجهك. " أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ " قال هذه أهون أو أيسر.
ولو قيل: إنه يحتمل المعنيين لكان له وجه.ا. هـ.
وقال الشيخ بكر ابو زيد في " معجم المناهي اللفظية " (ص183) عند لفظة " بوجه الله " بعد ذكره لحديث أبي داود وضعفه:
لكن يشهد لعموم النهي حديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئُئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا. رواه الطبراني، قال العراقي: إسناده حسن. ... وحاصل السؤال بوجه الله يتلخص في أربعة أوجه:
1 - سؤال الله بوجهه أمرا دينيا أو أخرويا، وهذا صحيح.
2 - سؤال الله بوجهه أمرا دنيويا وهذا غير جائز.
3 - سؤال غير الله بوجه الله أمرا دنيويا وهو غير جائز.
4 - سؤال غير الله بوجه الله أمر دينيا.
والموضوع يحتاج إلى زيادة تحرير؟؟؟.ا. هـ.
والحديث الذي أشار الشيخ بكر - حفظه الله - حسنه أيضا العلامة الألباني في صحيح الترغيب (851، 853).
وقال العلامة الألباني في تعليقه على المشكاة (1/ 605):
الثاني: لو صح الحديث لم يدل على ما ذهب إليه من رأى عدم الجواز، لأن المتبادر منه النهي عن السؤال به تعالى شيئا من حطام الدنيا، أما أن يسأل به الهداية إلى الحق الذي يوصل به إلى الجنة، فلا يبدو لي أن الحديث يتناوله بالنهي، ويؤيدني في هذا ما قاله الحافظ العراقي: وذكر الجنة إنما هو للتنبيه به على الأمور العظام لا للتخصيص؛ فلا يسأل الله بوجهه في الأمور الدنيئة، بخلاف الأمور العظام تحصيلا أو دفعا كما يشير إليه استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم. قال المناوي وأقره.
الثالث: إنما بوب النووي للحديث بالكراهة لا بعدم الجواز فقال: باب كراهة أن يسأل الإنسان بوجه الله غير الجنة. والكراهة عند الشافعية للتنزيه.ا. هـ.
والله أعلم.
عبد الله زقيل
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 05 - 09, 09:36 ص]ـ
ماشاء الله بحث الشيخ عبدالله زقيل شافي وافي
جزاكم الله خيرًا