تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد كنت أتلقى كل يوم من الصواعق ما يجعلني في دهشة لا أملك لها حلاً، وسؤال يلح علي: أيعقل ما أرى؟!! أيعقل ما أسمع؟!! وألخص ما لمسته في النقاط التالية:

- في الدبلوم كان يمكنني حسن الظن، فما زالت تلك القواعد مجرد رأي ومازال الجهل يلفني، لكن في الممارس لا تملك إلا أن تقول (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) فكثرة المخالفات تقودك إلى أن تراجع ما سبق لتتأكد أنه ليس بالأقل سوءاً لولا جهلنا، فإذا ما رفعت يدك لتنكر منكراً في مفرداتهم وقناعاتهم، أو ترد على شبهة، أو تفند اتهاماً لم يمكنوك. كل من حولي، ومن كل اتجاه، بل وجميع المتدربات الراغبات في السؤال أو التعقيب يسألن ويعقبن إلا واحدة هي أنا، لماذا؟ لأني كما سبق أخالف أهوائهم، أقف أمام إعجاب واندهاش الحاضرين باختراعهم وعلمهم؟! لأنهم لا يملكون الرد على ما أضعه أمامهم من نقد يُظهر ضحالة برمجتهم وسخفها ومخالفتها لمراد الله ورسوله، ولما تعلمناه من أمور دينا من قواعد وقوانين في التعامل مع النفس والآخرين!! وسنن الله في خلقه؟!! وخذ مثلاً أنهم لا يجعلون للمعاصي أدنى تأثير في حياة المرء!! فلو أن أحدنا أمر الله بعقوبة تحل عليه لذنب ارتكبه، فإن البرمجيين يجزمون لك بقدرتك على تخطي هذه العقوبة إما بـ (خط الزمن – أو نموذج ميلتون – أو ... ) غيرها من الشعوذات وصكوك الغفران!! وينسون {أو لمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم: أنّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم} وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه}، ويزعمون قدرتهم على التسوية بين الناس في قدرتهم على استجلاب السعادة والنجاح، وأن الأمر يخضع لسعي المرء فقط – أي لتطبيقه نظريات البرمجة – وينسون قوله تعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم؟ ساء ما يحكمون}، ومن أين يستمدون طاقاتهم وقوتهم في مواجهة الصعاب؟! من العقل والنفس فيعليان من شأنهما فبدلاً من ترديد (يا حي يا قيوم) يرددون (أنا قوي .. أنا ناجح)!!، ويوجبون عليك إحسان الظن حتى بالشيطان في قاعدتهم التي يطلق عليها البعض استتاراً (فرضية) وهي كالدستور لديهم (وراء كل سلوك نية إيجابية)!! ويقضون على الولاء والبراء وكأنه لا تصنيف أنزله الله للناس (مؤمن وكافر ومنافق) حين يدرسونك قاعدتهم (احترام وتقبل الآخرين كما هم)!! وينفون تفضيل الله لبعض الناس على بعض وحكمته وقضاءه وقدره وتصريفه في عباده بقاعدتهم (إذا كان أي إنسان قادراً على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله) ولا يعقبونها بـ (إذا شاء الله) ولا يجرؤون على تغيير هذه المنكرات ولو في دوراتهم، باختصار، هم لا يجعلون لله أي تأثير في عباده تماماً مثل كهنتهم الكفرة الذين أخذوا عنهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فأي استسلام وانهزامية وتبعية هذه!! وغير هذا كثير مما لا يطول تفنيده وقد وضحته الدكتورة فوز كردي ونجاح الظهار والأستاذ / أحمد بن ناصر الزهراني وفقهم الله.

- كنت أجد أن العملية تسويقية أكثر من أي شيء آخر، فالمهم أن تنتهي الدورة .. فهمت أو لم تفهم، أتقنت التدريب أم كنت أجهل الناس به .. يكفي لديهم أنك استمعت إلى المدرب وبذا تحصل على شهادة ممارس يمكنك بها تتطبيق ما سمعته!! نعم هم يقولون لك لا تقل أنا معالج ولا تفعل ذلك حتى تدرس (تستمع وتدفع) أكثر وأكثر!! ومن يمكنه منع هؤلاء من التطبيق لما استمعوا له؟!! لقد صارحني القائمات على المركز واشتكين من أن مشكلة البرمجة أن غالب من يدرسها يبدأ في تطبيقها وهو لم يتأهل بعد أو لم يحسن الفهم بعد، فكم أفسدوا من أناس وأساءوا لهم، وقد عرفوا ذلك ممن يأتي للمدرب ليعالجه من أخطاء المدربين الأقل شهرة (وعلماً)، أشياء هم أنفسهم تقض مضجعهم ولا يملكون لها حلاً، لقد كانوا هم أنفسهم أي من روج للبرمجة يدركون خطرها لأن المتدربين عليها لا يحسنون تطبيقها فيفسدون أكثر مما يصلحون!! والأكثر مرارة أن غالب من بلغ حد التدريب لها هو أحوج ما يكون للتقويم فكيف بمن مازال طالباً فيها!! وهذا ليس رأيي فقط ومشاهداتي، بل ورأي كثير من زوجات المدربين ممن عرفت. فلم تنفعهم برمجتهم التي يدّعون قدرتها على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير