ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:11 ص]ـ
الضوابط الشرعيّة للعمليات التجميليّة
هاني بن عبد الله بن محمد الجبير
الخميس 06 شوال 1428
الموافق 18 أكتوبر 2007
عدد القراء: 15
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن من روائع الإعجاز في ديننا الإسلامي، ومن آيات عمومه وخلوده أنّه لم يدع جانبًا من جوانب الحياة الإنسانية إلاّ كان له فيه موقف.
وإن من جملة ما حدد قيوده، وبيّن موقفه منه، ما يتعلّق بالزينة والتجمّل، استطبابًا وعلاجًا، حرصًا منه على مصلحة البشر، وتحقيق التوازن لديهم، لئلا تنطلق غرائزهم على خلاف مقتضى المصلحة.
ولقد كانت دعوة كريمة أن أكتب ورقة علمية بعنوان: (الضوابط الشرعيّة للعمليات التجميليّة) لتقدّم في الندوة المعنونة بـ (العمليات التجميليّة بين الشرع والطب). فجزى الله القائمين عليها خيرًا.
وقد جاءت هذه الورقة في خمس فقرات أساسية، كانت خاتمتها عرض لثمانية ضوابط لهذه العمليات.
أسأل الله تعالى أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أوّلاً: مفهوم العمليات التجميليّة:
العمليات: جمع عمليّة.
والعمليّة لفظ مشتق من العمل، وهو عام في كل فعل يفعل. ([1])
والعمليّة كلمة محدثة تطلق على جملة أعمال تحدث أثرًا خاصًّا، يقال: عملية جراحية، أو حربيّة. ([2])
والتجميل: هو التحسين. ([3])
وقد عرفت العمليات التجميليّة بأنها: مجموعة العمليات التي تتعلّق بالشكل والتي يكون الغرض منها علاج عيوب طبيعيّة أو مكتسبة في ظاهر الجسم البشري. ([4])
وعرفت جراحة التجميل بأنها: جراحة تجرى لتحسين منظر جزء من أجزاء الجسم الظاهرة، أو وظيفته إذا طرأ عليه نقص أو تلف أو تشويه. ([5])
وعرف بأنها: فن من فنون الجراحة يرمى إلى تصحيح التشوّهات الخلقيّة، أو الناجمة عن الحوادث المختلفة. ([6])
وعرفت بإصلاح أو إعادة تشكيل أجزاء معطوبة من الجسم. ([7])
والتعريفات السابقة متقاربة المدلول ظاهرة المعنى وهي تدل على أن العمليات التجميليّة مجموعة أعمال يقوم بها طبيب مختص تتعلق بتحسين الشكل سواء كان يرافقه إصلاح خلل في وظيفة العضو أو لا، وسواء كان التحسين لتشوّه خلقي أو ناتج عن حادث، أو لتغيير المنظر، أو استعادة مظهر الشباب.
وعلى هذا فإنّ الأعمال التي لا يقوم بها الأطباء من أنواع الزينة لا تدخل في هذا البحث.
كما لا يدخل في بحثنا الأعمال الطبيّة المنصبة على استعادة الصحّة أو حفظها دون مراعاة تحسين الشكل.
ولا فرق في العمليات التجميليّة بين أن تتم بالجراحة أو بدونها.
ويطلق على هذا النوع من العمليات: العمليات التقويميّة وإعادة البناء والترميم؛ لأنها تتضمّن إصلاح وإعادة تشكيل أجزاء من الجسم.
ثانيًا: أنواع العمليات التجميليّة:
تنقسم العمليات التجميليّة عند المتخصصين إلى نوعين ([8]):
1) عمليات لابد من إجرائها، لوجود الداعي لذلك إما لإزالة عيب يؤثر على الصحّة، أو على استفادته من العضو المعيب أو لوجود تشوّه غير معتاد في خلقة الإنسان المعهودة.
ومن أمثلة هذه العمليات: العمليات التي تجرى لإزالة العيوب التالية:
1 - الشفة الأرنبيّة (الشق الشفي)، والشق الحلقي.
2 - التصاق أصابع اليد أو الرجل.
3 - انسداد فتحة الشرج.
4 - المبال التحتاني.
5 - إزالة الوشم والوحمات والندبات.
6 - إزالة شعر الشارب واللحية عن النساء.
7 - إعادة تشكيل الأذن.
8 - شفط الدهون إذا رافقها إصابة أو مرض يستدعيه.
9 - تصغير الثدي إذا رافقه مرض يستدعيه (كأمراض الظهر مثلاً).
10 - زراعة الثدي لمن استؤصل منها.
11 - تصحيح الحاجز الأنفي أو الأنف المصاب بتشوه.
12 - تشوه الجلد بسبب الحروق أو الآلات القاطعة أو الطلقات الناريّة.
13 - تصحيح كسور الوجه (بسبب الحوادث مثلاً).
وغيرها من أنواع العيوب التي يجمعها ويضبطها أن لها دافعًا صحيًّا أو أنها لإصلاح تشوّه حادث أو عيب يخالف أصل خلقة الإنسان أو صورته المعهودة.
¥