تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 05 - 07, 10:22 م]ـ

قال الشيخ عبدالرحمن البراك في شرح العقيدة الطحاوية:

... لكن ما الفرق بين النبي والرسول؟

فإن الله سبحانه وتعالى قال: ((ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وأتينا داود زبوراً)) وقال سبحانه وتعالى: ((تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)) فنجد آيات فيها ذكر الأنبياء وآيات فيها ذكر الرسل.

والفرق المشهور بين النبي والرسول: أن النبي من أوحي إليه بشرعٍ ولم يؤمر بتبليغه.

والرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه.

فلفظة نبي لا تشعر بالتبليغ، وكأن هذا التعريف مستمد من لفظة (نبي)، ولفظة (رسول) ليس إلا، وهذا تعريف غير مستقيم؛ لأن قولهم: إن النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.

فيه ملاحظتان:

الأولى: أنه أوحي إليه بشرع يدل على أنه يكون على شريعة يستقل بها.

وثانيا: أنه لا يؤمر بالتبليغ؛ بل إنما هو مكلف بنفسه؛ فكأن الشريعة التي أوحي بها إليه مختصةٌ به فيتدين بدين يخصّه، هذا ما يفيده هذا التعريف، ومعناه أنه لا يؤمر، ولا يدعو، ولا ينهى! وهذا خلاف ما وصف الله به الأنبياء؛ كأنبياء بني إسرائيل، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ} [(44) سورة المائدة] فكان أنبياء بني إسرائيل يحكمون بالتوراة، وكانوا يسوسون الناس كما جاء في الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي). [رواه البخاري (3455)، ومسلم (1842)]

والصواب: أن كل نبي رسولٌ مأمور بالتبليغ، لكن الإرسال على نوعين:

الإرسال إلى قوم مؤمنين بتعليمِهِم، وفتواهُم، والحكمِ بينهم.

والإرسال إلى قوم كفار مكذبين لدعوتهم إلى الله.

وبهذا يحصل الفرق بين النبي، والرسول.

وهذا هو التعريف الذي اعتمده شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب «النبوات» [2/ 714].

إذًا؛ فالإرسال الشرعي فيه هذا التفصيل قال الله تعالى: ((وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي)) فأثبت الإرسال للنبي أيضا، فإذا ورد ذكر الأنبياء بإطلاق فإنه يشمل الرسل، وإذا ذكر الرسل بإجمال فإنه يشملهم كلهم.

فإذا جاء ذكر نبي ورسول فلا بد من هذا التفصيل، كما قال الله تعالى: ((تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)) وهذا يشمل نوحا ومن بعده، وكذلك قول الله تعالى: ((ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض)) يشمل نوحا ومن بعده.

ولذا سمّى الله تعالى أنبياء بني إسرائيل رسلا: ((ولقد أتينا موسى بالكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جائكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم))

فإذا أردنا أن نصنف في ضوء التعريف المختار؛ فنوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب، وموسى، وعيسى؛ هؤلاء رسل قص الله علينا أخبارهم مع أممهم.

وزكريا، ويحيى، وداود، سليمان وأيوب أنبياء.

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:24 م]ـ

بارك الله فيك أخانا عبد الرحمن السديس، لكن لازلنا لم نفهم الفرق بينهما بخلاصة ...

ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 09:54 م]ـ

عفوا

أريد أن أعرف الأثر المترتب على التفريق بين النبي والرسول

وماهي فائدة التفريق بينهما؟

ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:41 ص]ـ

ناصر دوارة من الجمهورية العربية السورية يقول: ما الفرق بين النبي والرسول؟

فأجاب رحمه الله تعالى: المشهور عند أهل العلم أن الفرق بينهما: أن النبي أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، هذا هو الفرق عند جمهور أهل العلم. وقيل: إن الفرق أن النبي لم يأت بشرع جديد، وإنما يكون مبلغاً بشرع من قبله، أي: إنه يحكم بشريعة من قبله بدون وحي جديد يوحى به إليه، كما في قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ). يحكم بها النبيون الذين أسلموا، وهم يحكمون بما في التوراة. فأما إذا أتى بشرع فحينئذٍ- ولو كان تكميلاً لشرع من قبله- يكون رسولاً، ولا يرد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير