تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

18. قد يكون هناك معارض لما حُثَّ عليه في الصف الأول: إن كانت هناك حلقة علم في آخر المسجد, وإن جلس في هذه الحلقة فاتته الصفوف الأولى, وإن تقدم إلى الصف الأول لم يتمكن من سماع الدرس, أو إن تقدم إلى الصف الأول وهو في آخر المسجد فاتته تكبيرة الإحرام, أو إن تقدم إلى الصف الأول وهو في آخر المسجد فاتته ركعة أو ركعات - ومعلوم أن من يقضي الصلاة لا سيما في الأماكن المزدحمة يحصل له ما يحصل من مرور الناس بين يديه وتشويشهم عليه – أو إن تقدم إلى الصف الأول وهو في آخر المسجد ترتب على تقدمه فوات صلاة الجنازة بسبب قضائه الركعات التي فاتته, كل هذا من باب تعارض النوافل فماذا يقدم؟ هل الأولى تقديم التقدم إلى الصفوف المتقدمة بغض النظر عما يفوت من السنن وبغض النظر عما يحصل من تشويش أثناء قضاء الصلاة أو الأولى تقديم إدراك تكبيرة الإحرام والصلاة كاملة والبعد عن التشويش بغض النظر عن التقدم إلى الصفوف المتقدمة؟ أهل العلم يقررون قاعدة (المحافظة على الأجر المرتب على العبادة نفسها أولى من المحافظة على الأجر المرتب على مكانها أو زمانها ما لم يكن المكان أو الزمان شرطاً).

19. الصلاة في الصف الأول في الأماكن المزدحمة يترتب عليها إضاعة أشياء كثيرة, فأحياناً الإنسان لا يكمل صلاته من شدة الزحام وقد لا يتيسر له ركوع ولا سجود, فهل مثل هذا نقول له: زاحم في الصفوف الأولى ولو ترتب على هذا ما يترتب عليه من خلل في الصلاة؟!!! أو نقول له: احرص على الصلاة من أولها إلى آخرها وأدها في مكان وأنت مرتاح ولو صار بينك وبين الإمام مفاوز كما في الحرمين مثلاً على ألا تصلي منفرداً بل تصلي ومعك مجموعة داخل سور المسجد وصلاتك صحيحة بالإجماع لكن فاتك أجور؟ على كل حال المسألة مسألة فضائل, ولا بد أن نوازن بين هذه الفضائل, نعم هناك سنن رُغب فيها لكن علينا أن نفقه كيف نطبق هذه السنن بما لا يتعارض مع ما هو أقوى منها, فلو افترضنا أن يمين الصف الأول لم يُفرَش وفيه بقايا إسمنت لا يرتاح الإنسان إذا جلس عليها, فأيهما أفضل: يمين الصف الأول أو الصف الثاني؟ الصف الثاني أفضل على القاعدة, لأن فيه محافظة على لب الصلاة الذي هو الخشوع, وأما يمين الصف الأول ففيه محافظة على مكانها.

20. على المسلم أن يحرص على تطبيق جميع السنن وعلى الفقه في كيفية تطبيق هذه السنن, ولا بد من الموازنة, فهناك سنن تتعارض في مثل هذه الصور, والمفاضلة لا بد منها على ألا نعرض جوهر الصلاة للخلل.

21. ذكر الشيخ في معرض كلامه على القاعدة السابقة مسألة التعارض بين الطواف بجوار الكعبة مع الزحام وعدم حضور القلب وبين الطواف من وراء الناس مع حضور القلب وذكر أن الطواف من بعيد أولى.

22. من كان في محيط المسجد داخل سور المسجد فإن صلاته صحيحة إذا لم يكن فذاً, لكن إن صلى في أدنى مكان مع مجموعة فاته الأجر والفضل بسبب هذا التأخر.

23. تمام الحديث (لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل) وفي بعض الروايات (في النار): من كان ديدنه التأخر عن الصلاة من غير عذر فإن فيه وصف راسخ من أوصاف المنافقين.

24. بعض الناس يتذرع في التأخر عن الصلاة وعدم التقدم إليها بأنه بصدد تحصيل مصالح - كتأليف أو تعليم أو قراءة قرآن في البيت - ولا يخرج إلا إذا سمع الإقامة, من فعل هذا لا يقال إنه أفضل ممن يتقدم إلى الصلاة ويبكر إليها.

25. ينبغي على من يقتدي به الناس ألا يتأخر, ولذا شرعت الصلاة في المساجد من أجل أن يقتدي الجاهل بالعالم, وشرعت النوافل في البيوت من أجل أن يقتدي بالرجال أهل البيت من نساء وأطفال.

26. (وليأتم بكم من بعدكم): اللفظ يحتمل من بعدكم في الزمان, ويحتمل من بعدكم في المكان.

27. من كان في صف بحيث لا يرى الإمام فإنه يأتم بمن أمامه, والإمام يأتم به من يراه من المصلين, لكن من لا يراه من المصلين يقتدي بمن يرى, وإلا لو قلنا إنه لا يقتدي بالإمام إلا من يراه ويسمع صوته - والمسألة مفترضة بدون مكبرات – فإن الاقتداء ينقطع في المساجد الكبيرة, لكن في هذا الحديث ما يدل على أن المأمومين بعضهم يصلح أن يكون قدوةً لبعض, وعلى هذا يرى بعضهم أنه إذا كبر للركوع وركع قبل أن يرفع الصف الذي أمامه فإنه يدرك الركعة ولو كان الإمام قد رفع, لكن الجمهور عندهم الاقتداء مرتبط بالإمام فإذا رفع الإمام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير