تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[02 - 05 - 08, 03:22 م]ـ

جزاك الله خيرا اخي الكريم فوائد مفيدة جدا وأرجوا ان لاتتوقف عن ايراد المذيد

نسأل الله ان لايحرمك الاجر والمثوبه

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 01:49 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد:

الفائدة السابعة: ((علو الهمة بحديث رؤية الله بعد دخول الجنة)):

قال الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الشهير بالساعاتي في "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد حنبل الشيباني" (1/ 22 - 23):

[المقصد السابع: في تاريخ تأليف الكتاب (الفتح الرباني)، وقراءتي مسند الإمام أحمد جملة مرات وسبب ذلك

اعلم رعاك الله أني ابتدأتُ العملَ في ترتيبِ الْمُسندِ سنة أربعين وثلاثمائة وألف مِن الهجرة، فقرأته للمرة الأولى، حتى انتهى تسويده في يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، وكنتُ في أثناء عملي في المسودة أُجْمِل الأبواب في الكتبِ، أعني لا أُكْثِر مِن ذِكْر الأبوابِ، لأنَّ غَرَضي كان إذ ذاك حصر الأحاديث في كتبها، ككتاب الوضوء مثلاً اجعلُ كل حديث يتعلق بالوضوء في هذا الكتاب، مع ذكرِ أبواب قليلة مجملة، عازِماً على تفصيلها في التبييض، فلما انتهت الْمُسودة وشرعتُ في التبييض، وجدتُ صعوبة شديدة في تفصيل الأبواب وتراجمها، لأني أريدُ وضعها بِحِكْمَة، وازدادت الصعوبة حينما تذكرتُ أنَّ في الْمُسْنَدِ زوائدَ لعبد الله بن الإمام أحمد غفلتُ عن تمييزها مِن أحاديث المسند أثناء العمل في المسودة، وهي لا تظهر إلا من السند، فكل حديث يقال في أول سنده (حدثنا عبد الله، حدثنا أبي) فهو من المسند، وكل حديث يقال في أول سنده (حدثنا عبد الله، حدثنا فلان - بغير لفظ أبي-) فهو من زوائد عبد الله، وكل حديث يقال في أول سنده (حدثنا فلان - غير عبد الله وأبيه -) فهو من زوائد القطيعي، فهذه قاعدة عظيمة ينبغي أن تعرفها، فبقيت بين عاملين:

1 - إما أنْ أسيرَ في العملِ مع ترك تمييز الزوائد والتساهل في وضع الأبواب.

2 - أو أترك العمل فيه خوفاً مِن التساهل.

ففضلتُ الترك، وتركتُ العمل مدة وجيزة، لا تزيد عن شهر، واكتفيتُ بالمسودة، وقلتُ تنفعني في المراجعة.

وفي يوم ما سألني بعض العلماء عن حديث في المسند، لم يهتد إلى مكانه فيه، فراجعت المسودة، واستخرجته بسرعة مدهشة، فسُرَّ بذلك الرجل سروراً عظيماً.

وبعد ذلك اعتراني أسفٌ شديد لعدم إتمام هذا العمل الذي تعبتُ فيه تسع سنين.

وكان بين يدي الجزء الأخير مِن المسودة، فتصفحته، حتى أتيت على آخره، كل ذلك وأنا غارق في بحار الأسف والغمِّ الشديد.

وبينا أنا كذلك إذا وقع نظري على آخر حديث في الْمسودة، في باب رؤية الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة، فقرأتُه بإمعان وتأمل، وإذا نصه:

عن صهيب بن سنان - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِداً لَمْ تَرَوْهُ.

فَقَالُوا: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ وَتُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ؟ وَتُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ؟

قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ - وفي رواية: مِن النَّظَرِ إليه -.

ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ})).

وما كدت أفرغ مِن قراءته حتى اعتراني غشية، تصحبها لذة، أعقبها فرح وسرور، لم أر مثله فيما مضى مِن عمري، أتدري لم ذلك؟!

لأنَّ هذا الحديث وقع خاتمة كتابي بطريق الصدفة، وبإرادة الله - عز وجل - لا بإرادتي، وجاء هذا الحديث نفسه في الجزء الرابع من المسند، وقد بقيَ مِن الكتاب أكثر مِن ثلثه، أعني مجلدين فأكثر، وكنت أتوقع وجود أحاديث في رؤية الله تعالى في المجلدين الباقيين، أضعها بعد هذا الحديث في الباب نفسه، ولكن لم أجد بعده حديثاً في الرؤية مطلقاً، فبقي هذا الحديث آخر الكتاب بإرادة الله تعالى واختياره، وقد أراد الله جل شأنه أن يختم كتابي بِهذا الحديث الصحيح - الذي رواه أيضاً مسلم والترمذي وأبو داود -، بل بآية قرآنية يؤخذ منها أعظم تبشير وأحسن فأل، هذا سبب سروري واغتباطي، واستئنافي العمل بكل نشاط واجتهاد لا يعرف الملل.

فابتدأتُ قراءة المسند للمرة الثانية، لأجل وضع الرموز على زوائد عبد الله وتمييزها عن المسند، وفي هذه المرة ألهمني الله تعالى وضع رموز أيضاً على زوائد القطيعي، وما وجده عبد الله بخط أبيه، إلى آخر ما أشرتُ إليه في المقصد السادس، حتى انتهى الكتاب.

ثم قرأته للمرة الثالثة في التبييض، وفي هذه المرة أحكمتُ وضع الأبواب، وترتيب الأحاديث بروية وإتقان.

وكنت كلما اعتراني ملل أنظر إلى حديث الرؤية، فأنشط للعمل.

وما زلت كذلك حتى انتهيتُ من تبييضه عام (1351هجرية).

وإذ ذاك ألهمني الله تعالى عمل التعليق وذِكر السند إلى آخر ما أشرتُ إليه في مقدمة التعليق، وهذا يستلزم قراءته، فتكون المرة الرابعة، وسأقرؤه - إن شاء الله تعالى - للمرة الخامسة عند تصحيحه أثناء الطبع، والله الموفِّق]. انتهى كلام الشيخ - رحمه الله تعالى -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير