تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأظهر عندي في هذه المسألة هو ما اختاره العلامة أبو العباس ابن تيمية في منسكه، وهو إفراد الحج بسفر ينشأ له مستقلاً وإنشاء سفر آخر مستقل للعمرة، وذكر أن عمر رضي الله عنه لم ينه عن المتعة البته وإنما قال: إن أتم لحجكم وعمرتكم أن تفصلوا بينهما، فاختار لهم عمر أفضل الأمور، وهذا هو الأفراد الذي فعله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وكذلك علي، وهو عندهم بهذه الصورة أفضل من القران، والتمتع الخاص بدون سفرة أخرى، وقد نص على ذلك أحمد وأبو حنيفة ومالك والشافعي وغيرهم.

وقد قال عمر وعلي في قوله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله) قالا: إتمامها أن تحرم بها من دويرة أهلك. فإذا رجع الحاج إلى دويرة أهله، فأنشأ العمرة منها واعتمر قبل أشهر الحج وأقام (في دويرة أهله) حتى يحج أو اعتمر في أشهره ورجع إلى أهله ثم حج فهاهنا قد أتى بكل واحد من النسكين من دويرة أهله. وبذلك تعلم أن قول من قال بمنع الافراد مطلقاً مخالف للصواب والعلم عند الله.

السابع: اعلم أن جماعة من أهل العلم يقولون: إن أهل مكة ليس لهم التمتع والقران.

وممن قال بذلك أبو حنيفة وأصحابه، وهو رأي البخاري. ودليلهم: هو أن الاشارة في قوله (ذلك لمن يكن حاضري المسجد الحرام) راجعه الى قوله: (فمن تمتع بالعمرة الى الحج) أي ذلك التمتع لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام والقران داخل في اسم التمتع في عرف الصحابة كما تقدم.

والذين قالوا لاهل مكة تمتع وقران كغيرهم قالوا: إن الإشارة راجعة الى الهدي والصوم، ومفهومه أن من كان أهله حاضري المسجد الحرام، إذا تمتع فلا هدي عليه ولا صوم.

قال الشنقيطي رحمه الله:

اقرب الاقوال عندي للصواب في هذه المسأله: أن أهل مكه لهم أن يتمتهوا ويقرنوا وليس عليهم هدي، لأن قوله تعالى (فمن تمتع بالعمرة الى الحج) عام بلفظه في جميع الناس من أهل مكة وغيرهم، ولا يجوز تخصيص هذا العموم إلا بمخصص يجب الرجوع إليه، وتخصيصه بقوله (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) لايجب الرجوع إليه، لاحتمال رجوع الإشارة إلى الهدي والصوم، لا إلى التمتع، وأن المكي إذا أراد عمرة خرج الى الحل فأحرم منه، لقصة عائشة المشهورة في عمرتها من التنعيم، وهذه القصة لم يثبت فيها دليل على التخصيص , والعلم عند الله.

ـ[أبوسليمان السلفي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 06:57 ص]ـ

ميقات ذات عرق هل وقته النبي عليه الصلاة والسلام ام هو بتوقيت عمر بن الخطاب

اختلف اهل العلم على قولين

الاول: قال أصحابه انها بتوقيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول الحنفيه والحنابلة وجمهور الشافعية واستدلوا بذلك بأحاديث منها ك

1 - مارواه مسلم في صحيحه عن ابي الزبير انه سمع جابر بن عبدالله يسأل عن المهل؟ فقال: سمعت أحسبه رفع الى النبي صلى الله عليه وسلم .... الحديث. وفيه (مهل أهل العراق من ذات عرق). وهذا النص ليس فيه الجزم برفع الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك النووي رحمه الله.

2 - مارواه ابو داود عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل العراق ذات عرق. رواه النسائي والدار قطني واسناده صحيح، وأعله أحمد فقال: تفرد به أفلح بن حميد مع أنه ثقة. وقال الذهبي: هو صحيح غريب

3 - مارواه أحمد وابن شيبه والدار قطني عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت ذات عرق لاهل العراق، من غير شك في الرفع، وفي اسناده ابن لهيعه، والحجاج بن أرطأه وكلاهما ضعيف.

القول الثاني:

قال أصحبه انها بتوقيت عمر بن الخطاب واجتهاده وهو قول مالك والشافعي وقطع به الغزالي والرافعي والنووي واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال: لما فتح هذان المصران اتو عمر فقالوا: يأمير المؤمنين: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حد لاهل نجد قرناً وهو جور عن طريقنا، وإنا إن أردنا قرنا شق علينا قال فانظرو حذوها من قريتكم، قال: فحد لهم ذات عرق). قالوا هذا صريح في أنه اجتهاد من عمر.

قال الشنقيطي:

أظهر القولين عندي دليلاً أن ذات عرق وقتها النبي صلى الله عليه وسلم لاهل العراق والاحاديث الداله على ذلك منها ماهو صحيح ومنها ما في إسناده كلام وبعضها يقوي بعضاً. وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ساق بعض طرق حديث توقيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات عرق لاهل العراق مانصة: وهذا يدل على أن للحديث أصلاً فلعل من قال إنه غير منصوص لم يبلغه من رأى ضعف الحديث باعتبار أن كل طريق لايخلوا من مقال. وما يدل على أن توقيت ذات عرق باجتهاد من عمر لايعارض ماذهبنا اليه، لاحتمال أنه لم يبلغه ذلك فاجتهد فوافق اجتهاده توقيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو رضي الله عنه معروف أنه وافقه الوحي في مسائل متعدده فلا مانع من ان تكون هذه منها لاشرعا ولا عقلا ولا عادة.

تنبيه:

قال الشنقيطي رحمه الله: أما إعلال بعضهم حديث ذات عرق بأن العراق لم تكن فتحت يومئذ فقد قال فيه ابن عبدالبر: هي غفلة، لان النبي صلى الله عليه وسلم وقّت المواقيت لاهل النواحي قبل الفتوح لانه علم أنها ستفتح فلا فرق في ذلك بين الشام والعراق.

قلت (سعود الشريم):

وقد أشار ابن عبد القوي رحمه الله في منظومته إلى أن توقيت المواقيت معجزه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بقوله:

وتعيينها من معجزات نبينا ... لتعيينه من قبل الفتح المعدد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير