زاد على ذلك فضحك، والمكروه من ذلك إنما هو الإكثار منه أو الإفراط فيه لأنه يذهب الوقار،
قال ابن بطال: والذي ينبغي أن يقتدى به من فعله ما واظب عليه من ذلك، فقد روى البخاري في ” الأدب المفرد ” وابن ماجه من وجهين عن أبي هريرة رفعه ” لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب.
فتح الباري شرح صحيح البخاري
بابُ التَّبَسُّمِ والضَّحكِ
أي: هذا باب في بيان إباحة التبسم والضحك، التبسم ظهور الأسنان عند التعجب بلا صوت، وإن كان مع الصوت فهو إما بحيث يسمع جيرانه أم لا، فإن كان فهو القهقهة وإلاَّ فهو الضحك.
وقال أصحابنا: الضحك أن يسمع هو نفسه فقط، والقهقهة أن يسمع غيره، والتبسم لا يسمع هو ولا غيره، فالضحك يفسد الصلاة لا الوضوء، والقهقهة تفسد الصلاة والوضوء جميعاً، والتبسم لا يفسدهما.
ويقال: التبسم في اللغة مبادىء الضحك، والضحك انبساط الوجه التي تظهر الأسنان من السرور، فإن كان بصوت بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة وإلاَّ فالضحك، وإن كان بلا صوت فهو التبسم، وتسمى الأسنان في مقدم الفم: الضواحك.
وقالَتْ فاطِمَةُ عَلَيْها السَّلامُ: أسَرَّ إلَيَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَضَحِكْتُ هذا التعليق طرف من حديث لعائشة عن فاطمة رضي الله عنها، قد مضى في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها حين أشرف على الموت: إنك أول من يتبعني من أهلي.
الموضع الرابع: في أن النبي ما كان يضحك إلا تبسماً، وهنا ضحك حتى بدت نواجذه، وهو قهقهة.
قال الكرماني: كان التبسم هو الغالب، وهذا كان نادراً، أو: المراد بالنواجذ الأضراس مطلقاً.
عمدة القاري
كان سيد ضحكه التبسم وروي البخاري عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: ما رأيته صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً أي مقبلاً على الضحك بكليته إنما كان يتبسم، والذي يدل عليه مجموع الأحاديث ان تبسمه عليه الصلاة والسلام أكثر من ضحكه وربما ضحك حتى بدت نواجذه.
وكونه ضحك كذلك مذكور في حديث آخر أهل النار خروجاً منها وأهل الجنة دخولاً الجنة. وقد أخرجه البخاري. ومسلم. والترمذي. وكذا في حديث أخرجه البخاري في المواقع أهله في رمضان، وليس في حديث عائشة السابق أكثر من نفيها رؤيتها إياه صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً وهو لا ينافي وقوع الضحك منه في بعض الأوقات حيث لم تره. تفسير الألوسى
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 12 - 08, 10:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً .... ورزقكم السعادة في الدارين
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 09:33 ص]ـ
صلاح الدين الشريف .. وجزاك ووقاك ربي عذاب السموم
تبسمه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته [/ COLOR][/U][/B]
قوله: (كان لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم) فيه استحباب الذكر بعد الصبح وملازمة مجلسها ما لم يكن عذر،
قال القاضي: هذه سنة كان السلف وأهل العلم يفعلونها ويقتصرون في ذلك الوقت على الذكر والدعاء حتى تطلع الشمس، وفيه جواز الحديث بأخبار الجاهلية وغيرها من الأمم وجواز الضحك، والأفضل الاقتصار على التبسم كما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في عامة أوقاته، قالوا: ويكره إكثار الضحك وهو في أهل المراتب والعلم أقبح والله أعلم. شرح النووي على صحيح مسلم
الضحك هل يصاحبه شئ؟ كالتمايل أو سقوط الرأس؟
نرى أن ضحك النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن مستجمعا ولم يكن يصاحبه أمرا أخر مثل التمايل أو سقوط الرأس على الحجر أو ضرب الكف بالكف وإن بعض هذه الأمور قد صدرت من بعض الصحابة أمامه ولم ينكر عليهم ومن عظيم الفائدة أن هذه الصورة للضحك وقعت للصحابة تعبيرا عن فرط سعادتهم برضا الله ورسوله ولم تكن لأمر الأخرة
عن المقداد رضى الله عنه "فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ قَدْ رَوِيَ، وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى? أُلْقِيتُ إِلَى الأَرْضِ.
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ «إِحْدَى? سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ»
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا. وَفَعَلْتُ كَذَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ «مَا هَـ?ذِهِ إِلاَّ رَحْمَةٌ مِنَ اللّهِ. أَفَلاَ كُنْتَ آذَنْتَنِي، فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا»
¥