تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أبو نعيم: قال الثوري: لولا بضيعتنا تلا عب بنا هؤلاء -يعني الملوك.

وعنه قال: أُحب أن يكون صاحب العلم في كفاية , فإن الآفات إليه أسرع , والألسنة إليه أسرع. الذهبي"سير أعلام النبلاء" (7/ 254)

ولذلك ربما نقض سقف بيته , أو أساسه إذا اضطر إليه , فباعه دون أن يسأل أحد.

فعن محمد بن عبيد قال: كان سفيان الثوري إذا أبطأت عليه بضاعته؛ نقض جذوع بيته , فباعها , فإذا رجعت بضاعته؛ أعادها. ابن أبي حاتم " مقدمة الجرح والتعديل" (99)

ونظر إليه رجل وفي يده دنانير , فقال: يا أبا عبد الله تُمْسِكُ هذه الدنانير؟! قال: اسكت! فلولاها لَتَمَنْدَل بنا الملوك. الذهبي"سير أعلام النبلاء" (7/ 241)

عن عبدالرزاق قال: لما قدمنا مع سفيان من اليمن فكان أقام عندهم أربعين يوما , قال: كنا عنده فجاء ابن عيينه فسلم عليه , ورد وهو متكىء على عصاه فقال: يا أبا عبدالله عاب الناس عليك خروجك إلى اليمن فقال: عابوا غير معيب , طلب الحلال شديد خرجت أريده. ابو نعيم "الحلية" (7/ 80)

وقال رواد بن الجراح: سمعت الثوري يقول: كان المال فيما مضى يُكره، فأما اليوم فهو ترس المؤمن. ابو نعيم "الحلية" (6/ 381)

وربما أهدي له بعض الشيء من إخوانه ومن يحب كما ورد أنه كان يقبل الهدية ويثيب عليها. الذهبي"سير أعلام النبلاء" (7/ 266)

وعن زيد بن الحباب: قال سمعت سفيان يقول: الحلال تجارةٌ بَرَّةٌ، أو عطاء من إمام عادل، أو صِلةٌ من أخ مؤمن، أو ميراثٌ لم يخالطه شيء. الذهبي "تاريخ الإسلام" (4/ 558)

وقيل كان ابن المبارك يصله ويُهدي إليه؛ كما ذُكر عن ابن المبارك: لولا خمسة ما أتجرت السفيانان وفضيل وابن السماك وابن عليه , فيصلهم. ابن حجر "تهذيب التهذيب" (1/ 177)

عن حسين بن روح قال: أتى سفيان الثوري رجلٌ , فقال: إني مررت بفلان , فأعطاني صُرَّة فيها ألف دينار أعطيك إياها , فقال له سفيان فمررت بأختي فأعطتك شيئا من دقيق؟ قال: نعم. قال: فأتني بصره الدقيق، ورُدَّ صُرَّة الدنانير , قال: فكان يختبز منها أقراصا ويأكل. ابن أبي حاتم " مقدمة الجرح والتعديل" (101)

عن سفيان بن عيينة قال: جاع سفيان الثوري جوعا شديدا , مكث ثلاثة أيام لا يأكل شيئا , فمر بدار فيها عُرس فدعته نفسه إلى أن يدخل فعصمه الله , ومضى إلى منزل ابنته فأتته بقرص، فأكله وشرب ماء ثم تجشى , وجعل يتمثل بهذه الأبيات:

سَيَكْفِيكَ عَمَّا أُغْلِقَ البَابُ دُونَهُ وَضَنَّ بِهِ الأَقْوَامُ مِلْحٌ وَجَرْدَقُ

وَتَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فُرَاتٍ وَتَغْتَدِي تُعَارِضُ أَصْحَابَ الثَّريدِ الْمُلَبَّقُ

تَجَشَّى إِذَا مَا هُمْ تَجَشَّوا كَأَنَّمَا ظَلَلْتَ بِأَنْوَاعِ الخَبِيصِ تفتَّقُ

ابن أبي حاتم " مقدمة الجرح والتعديل" (98)

ولا يعني هذا أن سفيان كان يحرِّم الطيبات من الرزق! كلا إنما كان يتحرَّى الحلال , فإن وُسِّع عليه في غير إثم ولا استشراف نفس , وَسَّع على نفسه وإخوانه.

فهو يرى حل هذه الأشياء، ولكنه رحمه الله كان يترك ما يشغله عن سيره إلى الله , فإن رزقه الله من طيبات الرزق بلا تعطل عن الآخرة وبلا استشراف نفس؛ أكله هنيئا مريئا.

قال مؤمل: دخلت على سفيان وهو يأكل طباهج ببيض - وهو شرائح اللّحم المقلية بالبيض - فكلَّمته في ذلك , فقال: لم آمركم أن لا تأكلوا طيبا , اكتسبوا طيبا وكلوا. الذهبي"سير أعلام النبلاء" (7/ 277)

وعن أبي منصور الواسطي قال: زارني سفيان إلى واسط، فأتيته بثريدٍ فأكل , وأتيته بطبيخٍ فأكل , وأتيته برُطبٍ فأكل , وأتيته بعُنبٍ فأكل , وأتيته برمّان فأكل , فلما رآني أنظر إليه , قال: يا أبا منصور إنما هي أكلة , فإذا اختلفا فاشبع. ابو نعيم "الحلية" (6/ 389)

وقال أحمد بن يونس: أكلت عند سفيان ناطفا معقودا بلوز وبجوز وخشكنانج (دقيق معجون بالسكر والفستق واللوز وماء الورد , وعجن وخبز) فقال: أما إنا لم نفعله إنما أهدي لنا. ابن الجعد "المسند" (1845)

عن عبد الله بن عبد الله بن الأسود قال: كنا عند سفيان الثوري في بيته فجاء بقدر فيه لحم ومرق , فأكفأه , وصبَّ عليه سمنا , فقلت يا أبا عبد الله أليس يُكره الخليطان؟ فقال: كان يكره لشِدَّةِ العَيْش. ابو نعيم "الحلية" (7/ 22)

وكان رحمه الله يحمد النعمة ويشكر عليها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير