تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال النووي – رحمه الله تعالى – في " شرح صحيح مسلم " 3/ 122 بعد ذكره هذه الوجوه الثلاثة: فهذه أحاديث في بعضها " يده "، وفي بعضها " يديه "، وفي بعضها " يده وضم إليها الأخرى، فهي داله على جواز الأمور الثلاثة، وأن الجميع سنة، ويجمع بين الأحاديث بأنه – صلى الله عليه وسلم – فعل ذلك في مرات.

2ـ الوضوء: مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا:

أ ـ الوضوء ثلاثا ثلاثا: روى البخاري ومسلم في " صحيحيهما " حديث عثمان ـرضي الله عنه ـ في صفة وضوء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "وأنه توضأ ثلاثا ثلاثا".

ب ـ الوضوء مرتين مرتين: روى البخاري في " صحيحه " عن عبد الله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ قال: " توضأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرتين مرتين ".

ج ـ الوضوء مرة مرة: روى البخاري في " صحيحه " عن ابن عباس _ رضي الله عنهما _ قال: " توضأ النبي _ صلى الله عليه وسلم _ مرة مرة".

تنبيه: التي يشرع فيها التكرار إنما هي الأعضاء المغسولة كالوجه، واليدين، والرجلين، وأما الممسوحة كالرأس، والخفين والخمار، والعمامة فلا يشرع فيها التكرار، لأن الممسوحات مبنيات على التخفيف والسهولة.

فائدة: من السنة – أحيانا - أن يخالف المتوضىء في غسل أعضاء الوضوء، ـ فمثلا ـ يغسل الوجه ثلاث مرات، واليدين إلى المرفقين مرتين، والرجلين مرة كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ في صفة وضوء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

4 - غسل الرجلين في الغسل:

أ - يتوضأ وضوءاً كاملاً بما فيه غسل الرجلين. لحديث عائشة - رضي الله عنها – " أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى استبرأ حثا على رأسه ثلاث حثيات، ثم أفاض الماء على سائر جسده، ثم غسل رجليه " متفق عليه.

ب - يؤخر غسل رجليه إلى آخر الغسل. لحديث ميمونة - رضي الله عنها - قالت: " وضعت للنبي - صلى الله عليه وسلم – ماء يغتسل به، فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثاً، ثم أفرغ يمينه على شماله فغسل مذاكيره، ثم دلك يده بالأرض، ثم مضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ويديه، ثم غسل رأسه ثلاثاً، ثم أفرغ على جسده، ثم تنحى عن مقامه فغسل قدميه " متفق عليه ".

4 - الوضوء لكل صلاة أو أداء صلوات بوضوء واحد:

أ - الوضوء لكل صلاة: لما روى البخاري من حديث عمرو بن عامر قال: سمعت أنسا – رضي الله عنه – قال: " كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يتوضأ عند كل صلاة، قلت: كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث ".

وأخرج الدارمي عن عكرمة: أن سعدا كان يصلي الصلوات كلها بوضوء واحد، وأن عليا كان يتوضأ لكل صلاة، وتلا هذه الآية: (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم) > المائدة: 6 < ورجاله ثقات.

ب- أداء أكثر من صلاة بوضوء واحد: عن بريدة – رضي الله عنه – " أن النبي – صلى الله عليه وسلم - صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه، فقال له عمر: لقد صنعت اليوم شيئاً لم تكن تصنعه. قال: عمداً صنعته يا عمر " رواه مسلم.

5 - الأذان والإقامة:

أ - أذان بلال – رضي الله عنه - خمس عشرة جملة، والإقامة إحدى عشرة جملة، وهذا الذي رآه عبد الله بن زيد – رضي الله عنه – في المنام، ورواه أحمد وأبو داود. فالأذان: التكبير في أوله أربع، والشهادتان أربع، والحيعلتان أربع، والتكبير في آخره مرتان. والإقامة: التكبير في أولها مرتان والشهادتان مرتان، والحيعلتان مرتان، وقد قامت الصلاة مرتان والتكبير مرتان، والشهادة في آخره مرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير