تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

990 حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا حسين بن الحسن قال حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال (اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)

قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث

فتح الباري (2\ 521)

قوله (باب ما قيل في الزلازل والآيات)

قيل لما كان هبوب الريح الشديدة يوجب التخوف المفضى إلى الخشوع والإنابة كانت الزلزلة ونحوها من الآيات أولى بذلك لا سيما وقد نص في الخبر على أن أكثر الزلازل من أشراط الساعة

وقال الزين بن المنير وجه إدخال هذه الترجمة في أبواب الاستسقاء أن وجود الزلزلة ونحوها يقع غالبا مع نزول المطر وقد تقدم لنزول المطر دعاء يخصه ((فأراد المصنف أن يبين أنه لم يثبت على شرطه في القول عند الزلازل ونحوها شيء))

وهل يصلي عند وجودها؟

حكى ابن المنذر فيه الاختلاف وبه قال أحمد وإسحاق وجماعة وعلق الشافعي القول به على صحة الحديث عن على وصح ذلك عن ابن عباس أخرجه عبد الرزاق وغيره

وروى ابن حبان في صحيحه من طريق عبيد بن عمير عن عائشة مرفوعا صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات) انتهى كلام الحافظ رحمه الله.

ومن الأدلة على الصلاة عند الزلزال

ماروى أبو داود في سننه (1198) عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سجد لموت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم و قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا رأيتم آية فاسجدوا)

ولاشك أن الزلازل من الآيات

والآيات يصلى عندها، كما في صلاة الكسوف والخسوف (وهما آيتان من آيات الله)

ومما يدل على أن المقصود بالصلاةللآيات أوسع من كونها للكسوف والخسوف فقط عدة أدلة منها

منها ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما صلى بالناس صلاة الخسوف قال بعدها (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا)

وجاء عن عائشة كما عند البخاري في كتاب العلم

حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت سبحان الله

قلت آية فأشارت برأسها أي نعم

وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه كما عند عبدالرزاق في المصنف (3\ 98 - 104) أنه صلى في الزلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع، ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع ثم سجد ثم صلى الثانية، وكذلك فصارت صلاته ثلاث /ركعات وأربع سجدات،

وقال هكذا صلاة الآيات

قال البيهقي في السنن الكبرى (3\ 343) (هو عن ابن عباس ثابت).

وجاء في مصنف ابن أبي شيبة (2\ 220)

في الصلاة في الزلزلة

حدثنا الثقفي عن خالد عن عبد الله بن الحارث أن ابن عباس صلى بهم في زلزلة كانت أربع سجدات فيها ست ركعات

حدثنا حفص عن ليث عن شهر قال زلزلت المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه (ضعيف مرسل)

حدثنا ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن صفية ابنة أبي عبيد قال زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر فوافق ذلك عبد الله بن عمر وهو يصلي فلم يدر قال فخطب عمر للناس فقال أحدهما لقد عجلتم قال ولا أعلمه إلا قال لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم

وقد تكلم على هذه المسألة الحافظ ابن رجب في فتح الباري (9\ 244 - 255) بكلام نفيس

ومما ذكر (وقد اختلف العلماء في الصلاة للآيات، فقالت طائفة: لايصلي لشيء منها سوى الشمس والقمر، وهو قول مالك والشافعي0000

وقالت طائفة: يصلي لجميع الايات في البيوت فرادى، وهو قول سفيان، وأبي حنيفة، وأصحابه، وكذلك (نقل) إسماعيل بن سعيد الشالنجي، عن أحمد قال: صلاة الايات وصلاة الكسوف واحد، 00والذي نقله الجوزجاني في كتاب المترجم عن إسماعيل بن سعيد قال سألت أحمد عن صلاة كسوف الشمس والقمر والزلازل؟ قال: تصلى ثمان ركعات وأربع سجدات، وكذلك الزلزلة، قال وبذلك قال أبو أيوب -يعني سليمان بن داود الهاشمي-وأبو خيثمة

قال ابن أبي شيبة: نرى فيها الخطبة وجماعة0000

فالمنصوص عن أحمد إنما يدل على الصلاة للزلزلة خاصة، وهو الذي عليه عامة اصحابنا، وخصوه بالزلزلة الدائمة التي يتمكن من الصلاة مع وجودها

وروى عن ابن عباس أنه صلى للزلزلة بعد سكونها وانقضائها

وحكى بعض اصحاب الشافعي قولا أنه يصلي للزلزلة، ومنهم من حكاه في جميع الآيات

وحكى ابن عبدالبر عن أحمد وإسحاق وأبي ثور الصلاة للزلزلة والطامة والريح الشديدة

وهذا يدل على استحبابها لكل آية كالظلمة في النهار، والضياء المشبه للنهار بالليل سواء في السماء أو انتثار الكواكب وغير ذلك، وهو اختيار ابن أبي موسى من أصحابنا وظاهر كلام أبي بكر عبدالعزيز في الشافي أيضا000

وروي عن طائفة من علماء الشام أنهم كانوا يأمرون عند الزلزلة بالتوبة والاستغفار ويجتمعون لذلك، وربما وعظهم علمائهم وأمرهم ونهاهم، واستحسن ذلك الإمام) انتهى

والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير