تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التفسير وكيف تشرح في الفتاوى كما كنا مع مشائخنا، ووالله إنك تبلغ في بعض الأحيان لما تعتني بهذه الطريقة أنك تتذكر حتى شيخك وهو يلقي هذه المسألة، أما هذا الانفلات أن الإنسان يريد أن يدرسّ علم الفقه وعلم القواعد وهو لا في العير ولا في النفير ولا حصّل أو حتى من يتلقى عليه ما تأهل لهذا كله فهذا تحميل للإنسان ما لا يتحمل وهذا من التعالم وهذا من الاشتغال بكبار المسائل قبل صغارها، ولذلك أوصي طلبة العلم ألا يشتغلوا بهذا العلم إلا بعد ضبط الفقه، ومن باب الأمانة لا يجوز شرعاً أن يتلقى علم القواعد فضلاً عن غيره؛ لكن علم القواعد من أنفس العلوم لا يتلقى إلا ممن يجيده لأننا ابتلينا بذلك ورأيناه وقد نصحني علماؤنا ومشائخنا-رحمهم الله- ممن أتقن علم القواعد وممن لم يتقنه حتى إننا لما كنا في بداية الطلب في قراءة علم القواعد وكنا نعرضه على بعض المشايخ الذي انشغلوا فيه كان يشدد علينا يقول: لا تذهب إلا لفلان فلان نراه يتقن هذا الشيء أو يحسن ذلك-رحمة الله عليهم جميعاً- فكانوا ملمين بالأصول والضوابط في علم القواعد، أما هذا الانفلات وعدم التقيد بضوابط العلماء وتدريس علم القواعد لمن لم يقرأ الفقه بعد فهذا ليس بسديد وعواقبه وخيمة، وأظن أن من سمع مثل هذه الأشياء أو جلس في مجالس مثل هذه المجالس أنه إذا جلس ثلاثة مجالس سيرى بإذن الله صدق ما نقول وحقيقته حتى يجد نفسه بعد ثلاثة أو أربعة مجالس لا يدري السماء من الأرض؛ لأنه إنهالت عليه كم هائل من الأمثلة بدون ضوابط وبدون أصول وعندها لا تحمد العاقبة؛ لأن هذا علم ضياع وشتات.

أما إذا أصّل وقرأ الفقه أولاً وضبطه فلا شك أن الله سيفتح عليه، أوصى طالب العلم أن يقرأ الفقه أولاً، وأنا أقولها كلمة: أن طالب علم يحفظ المتن ويحفظ الدرس قبل الحضور، ثم يركز قدر ما يستطيع أثناء الحضور، ثم يرجع بعد الدرس لكي يلخص جميع المسائل التي قرأها ويهيئ نفسه أنه سيُسأل يوماً من الأيام عنها أو سيشرحها يوماً من الأيام أظن إن هذا سيبارك له في علمه كثيراً ومثل هذا هو الذي يتأهل بهذه الدراسة التي حفظ فيها العلم وضبطه بعلم القواعد وغيره - نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله إن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح -

انتهى بالنص عنه حفظه الله.

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[13 - 01 - 08, 02:01 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بارك الله فيكم جميعاً

أخي الكريم أبو زيد الشنقيطي وفقني الله وإياك وبارك الله فيك على هذا التنبيه وأعتقد أن ما قررته ينبغي أن يكون معلوماً لدى كل طالب علم وإلا كان عنده خطأ في منهج الطلب والتدرج فيه فمن يتعلم القواعد الفقهية وتخريج الفروع على الأصول ومقاصد الشريعة وعلم الفروق قبل أن يتعلم الفقه هو كمن يطلب علم العلل في الحديث وهو لا يعرف علم الإسناد والمتن وما يتعلق بهما من مباحث وكمن يتعلم علم الفرق والنحل وهو لم يتعلم عقيدة أهل السنة.

ويظهر كون تعلم هذا الفن متأخراً عن علم الفقه من جهات:

الجهة الأولى: أن الفقهاء ذكروا أن علم الفقه متقدم على القواعد الفقهية ولذلك فهم يخاطبون بها الفقيه الذي تعلم علم الفروع ومن هؤلاء:

1 - القرافي المالكي _ رحمه الله _ حيث يقول في مقدمة كتابه الفروق (1/ 1): ( .. فإن الشريعة المعظمة المحمدية زاد الله تعالى منارها شرفا وعلوا اشتملت على أصول وفروع، وأصولها قسمان:

أحدهما المسمى بأصول الفقه وهو في غالب أمره ليس فيه إلا قواعد الأحكام الناشئة عن الألفاظ العربية خاصة وما يعرض لتلك الألفاظ من النسخ والترجيح ونحو الأمر للوجوب والنهي للتحريم والصيغة الخاصة للعموم ونحو ذلك وما خرج عن هذا النمط إلا كون القياس حجة وخبر الواحد وصفات المجتهدين.

والقسم الثاني قواعد كلية فقهية جليلة كثيرة العدد عظيمة لمدد مشتملة على أسرار الشرع وحكمه، لكل قاعدة من الفروع في الشريعة ما لا يحصى ولم يذكر منها شيء في أصول الفقه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير