ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:48 م]ـ
– على ظاهر اللة فتبقى على دلالتها اللغوية حتى ياتى ما يصرفها عنه كالدلالة الشرعية او العرفية او نحوها وهذا هو المتمشى مع الاصل الذى سار عليه علماء الاصول.
كما كان رحمه اله كثيرا ما يعلق على ملحوظات لغوية ونحوية مما تسامح فيه الآمدى وذلك غيره من الشيخ رحمه الله على اللغة وحرصا على الالتزام بها وبعدا عن اللحن فيها.
والنماذج على ذلك كثيرة لا يسمح المقام بسردها ولذلك فسأكتفى بالاحالة على اماكن وجودها.
ولاختم هذا المعلم بهذه الطيفة اللغوية فقد أورد الآمدى لفظه " ذات " على الله سبحانه وتعالى فعلق الشيخ رحمه الله على ذلك بقوله:" جرى علماء الكلام والأصول على اطلاق كلمة: " ذات " على نفس الشيء وعينه وحقيقته وان يدخلوا عليها الالف واللام وهذا لا يصح فى اللغة العربية فان كلمة " ذات " مؤنث كلمة " ذو " وكلتاهما لا يدخل عليها الالف والام ولا تطلق على نفس الشيء وحقيقته انما تنسب اليه نسبة الصفة الى الموصوف وتاف الى نا لها به نوع وملابسة واتصال ".
المبحث التاسع: المعلم التاسع: تاثره بمنهج المحققين من الاصوليين:
من المتقرر ان من العلماء من لم يسلك منهجى المتكلمين والفقهاء المعروفين فى علم الاصول بل استفاد من اجابيات كل منهما وجانب المؤخذات عليه والتزم بصحة الدليل وسلام التعليل والعناية بالتطبيق والتمثيل مع وضوح العبارة ومجانبة الولوغ فى الجدل فأخذ اللبا واهتم بالجوهر فكانت طريقته متميزة ومنهجه سليما بل منهم من هو مدون علم الاصول لكن نهج من جاء بعده – فى الغالب – نهج المتكلمين ذلك هو الامام الشافعى رحمه الله.
ولقد اثنى شيخنا رحمه الله عليه فى المقدمة فقال: " وكان اول من عنى بتدوين اصول االفقه فيما اشتهر بين العلماء ابو عبد الله محمد بن ادريس الشافعى فاملى كتابه المعروف بالرسالة .. وقد جمع فيه بين امرين:
الاول: تحرير القواعد الأصولية واقامة الادلة عليها من الكتاب والسنة وايضاح منهجه فى الاستدلال وتاييده بالشواهد من اللغة العربية.
الثانى: الاكثار من الامثلة لزيادة الايضاح والتطبيق لكثير كم الادلة على قضايا فى اصول الشريعة وفروعها مع نقاش للمخالفين تزيده جزالة العبارة وقوة وتكسبه جمالا فكان كتابه قاعدة محكمة بنى عليها من جاء بعده ومنهجه فيه طريقا واضحا سلكه من الف مع هذا العلم ... " وتوسع فيه الى ان قال رحمه الله: " ولو سلك المؤلفون فى الاصول بعد الشافعى طريقته فى الامرين تقعيدا والاستدلالا وتطبيقا وايضاحا بكثرة الامثلة وتركوا الخيال وكثرة الجدل والفروض واطرحوا العصبية فى النقاش والحجاج ولم يزيدوا الا ما تقتضى طبيعة النماء فىالعلوم اضافته من مسائل وتفاصيل لما اصل فى الابواب والا ما تدعو اليه الحاجة من التطبيق والتمثيل من واقع الحياة للايضاح ... لسهل هذا العلم على طالبيه ولا نتهى بمن اشتغل به الى صفوف المجتهدين من قريب ".
وممن استفاد منه شيخنا رحمه الله الامام ابو محمد ابن حزم رحمه الله فقد أثنى عليه وعلى كتابه فىالاصول من حيث العناية بالادلة النقلية والاكثار منها وربطها بالفروع غير انه راى انه لا يبلغ مبلغ الشافعى رحمه الله انه اخذ عليه الجمود على الظاهر واغفال المقاصد والحكم الشرعية مع شدته فىالمعارضة والنقاش.
واليك ما قاله الشيخ رحمه الله عنه وعن كتابه والمقارنه بينه وبين الشافعى فيقول: " وقد تبعه – يعنى الشافعى – فىالامرين وهما العناية بالقواعد الأصولية والاستدلال عليها والتمثيل والتطبيق – ابو محمد على بن حزم فىكتابه الاحكام فىاصول الاحكام بل كان اكثر منه سردا للادلة النقلية مع نقدها وايرادا للفروع الفقهية مع ذكر مذاهب العلماء فيها وما احتجوا به عليها ثم يوسع ذلك نقدا ونقاشا ويرجح ما يراه صوابا غير ان ابا محمد وان كان غير مدافع فى سعة علمه واطلاعه على النصوص وتمييز صحيحها من سقيمها والمعرفة بمذاهب العلماء وادلتها وايراد ذلك فى اسلو اسلوب رائع وعبارات سهلة واضحة لم يبلغ مبلغ الشافعى فقد كان الشافعى اخبر منه بالنقل واعرف بطرقه واقدر على نقده واعدل فى حكمه وادرى بمعانى النصوص ومغزاها وارعى لمقاصد الشريعة واسرارها وبناء الاحكام عليها مع جزالة فى العبارة تذكر بالعربية فى عهدها الاول ومع
¥