تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ خَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا فَصَلَّيْنَا مَعَهُ قُعُودًا ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: ((إِنَّمَا الإِمَامُ أَوْ إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ)).

قَالَ: وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَجَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ وَمُعَاوِيَةَ.

قَالَ أَبو عِيسَى-رحمه الله-: وَحَدِيثُ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خَرَّ عَنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ مِنْهُمْ جَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُمْ وَبِهَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ، وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا صَلَّى الإِمَامُ جَالِساً لَمْ يُصَلِّ مَنْ خَلْفَهُ إِلاَّ قِيَاماً فَإِنْ صَلَّوْا قُعُوداً لَمْ تُجْزِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ.

الشرح:

ترجم الإمام المصنف-رحمه الله- لهذا الحديث " باب إذا صلى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً " هذا اللفظ منتزع من حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد قدمنا أن أئمة الحديث-رحمهم الله- كانوا يتأدبون مع السنة شأنهم في ذلك شأن أهل العلم الصادقين فكانوا ينتزعون تراجم الأبواب من ألفاظ أحاديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا صلى الإمام قاعداً إما أن يصلي قاعداً من بداية الصلاة، وإما أن يصلي قاعداً أثناء الصلاة فيطرأ قعوده أثناء الصلاة، وإما أن يصلي قاعداً وهو إمام راتب وهو إمام الحي، وإما أن يصلي قاعداً وهو إمام طاريء ليس بإمام راتب، وقد يصلي قاعداً في جميع هذه الأحوال في صلاة فريضة أو صلاة نافلة كالتراويح وقيام الليل ونحو ذلك، فالترجمة عامة والمسألة عند أهل العلم-رحمهم الله- بعمومها شاملة لإمام الحي وغيره شاملة لصلاة النافلة والفريضة.

والعلماء-رحمهم الله- اختلفوا في هذه المسألة وفيها حديثان مشهوران:

الحديث الأول: الذي صدر به المصنف-رحمه الله- حديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أصله في الصحيحين أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سقط من على فرس فجحش شقه الأيمن كما في لفظ لمسلم.

والحديث الثاني: حديث صلاته-عليه الصلاة والسلام- في مرض الوفاة حينما مرض مرض الوفاة واستمر مرضه اثنتي عشرة ليلة-صلوات الله وسلامه عليه-، وقيل ثلاث عشرة ليلة، ثم قضى-عليه الصلاة والسلام- ففي أثناء هذه المدة وقعت هذه الحادثه، واختلف العلماء-رحمهم الله- قيل: إنها تكررت، وقيل: إنها لم تتكرر والأشبه أنها تكررت ولاشك أنها تقرب من ستين صلاة وقعت في مرضه-عليه الصلاة والسلام- منها ما قدر على الخروج فصلى وكان مأموماً وراء أبي بكر، ومنها ما قدر على الخروج وصلى إماماً وأبو بكر يأتم به 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه-، ومنها ما عجز فيه عن الخروج-صلوات الله وسلامه عليه- حتى إنه هَمّ بالخروج وانتظره الناس فهم بالخروج فغشي عليه-صلوات الله وسلامه عليه- ثم اغتسل وهم بالخروج فأغشي عليه-صلوات الله وسلامه عليه-، ثم اغتسل وهَمّ بالخروج فأغشي عليه-صلوات الله وسلامه عليه- ثم قال: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس)) فهذه أحواله -عليه الصلاة والسلام- خلال مرض الوفاة وسنفصل إن شاء الله في المجلس القادم بإذن الله عز وجل خلاف أهل العلم في هذه المسألة ونبين كلا الحديثين حديث سقوطه-عليه الصلاة والسلام- من على فرسه، وكان في سنة خمس من الهجرة على أصح قولي العلماء-رحمهم الله- قيل: إنه السنة الخامسة، وقيل: في سنة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير