تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تسع من الهجرة، والأشبه أنه سنة خمس من الهجرة وأنه وقع في غابة المدينة شمالي المدينة إلى غربها كان على فرسه-صلوات الله وسلامه عليه- فاصصدم بأصل نخلة قد جذ أو قص أعلاها فسقط من على فرسه فجحش شقه الأيمن-صلوات الله وسلامه عليه- وانفكت قدمه-عليه الصلاة والسلام- وحدثت هذه الحادثة وسنبين إن شاء الله ما في الحديثين من فوائد نسأل الله أن ييسر ذلك بمنه وكرمه، والله - تعالى - أعلم.

@ @ @ @ @ الأسئلة @ @ @ @ @

السؤال الأول:

إذا كان إمام المسجد يتغيب ويتأخر عن الصلاة فهل هذا يعتبر مسوغاً لجماعة المسجد أن يكرهوه علماً بأن قراءته وخطبته ليس فيها قصور؟

الجواب:

بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:

فالتأخر عن الإمامة لا يخلو من حالتين:

الحالة الأولى: أن يكون الإمام معذوراً وعنده ظروف يُعذر بسببها مثل أن يُعرف عنه أنه مواظب وهذا ليس في الإمام بل حتى في الدروس والمواعظ والمحاضرات إذا عُرف أن الإنسان محب للخير وأن الإمام حريص على الإمامة؛ ولكنه مشغول أو طرأت عليه ظروف كان معروف بالانضباط ثم طرأت عليه ظروف أو جاءته شواغل فالمنبغي على الناس أن تتسع صدورهم وأن يعذروه وما من أحدٍ منهم إلا وعنده ما عند الإمام أو أكثر فهو لو نظر في نفسه لوجد أنه قل أن يأتي صلاة عند تكبيرة الإحرام فإذا كان الإمام في غالب حاله يصلي وتأتيه ظروف ويتأخر فمثل هذا يُعذر ما دام أن عنده العذر؛ لكن الإمام الذي يغلب على ظنه أنه لا يستطيع أن يقوم بحقوق الإمامة وعنده ظروف وظروفه مستمرة ينبغي أن يتخلى عن هذا المنصب إذا وُجد غيره ممن يقوم بحقوقه ولا يتخلف؛ لأن هذا له أثر على الناس فنحن نقول للإمام لا تحرج الناس إلى كراهيتك فإذا وجد غيرك ممن هو أهل وكفأ فاترك له المجال وتفرغ لشواغلك مادمت لا تستطيع أن تقوم بالإمامة على وجهها هذا إذا كانت الظروف مستمرة وغيابه مستمراً، وأما إذا كان متقطع جاءته ظروف في بعض الأئمة مثلاً نعرف منه الحرص والمواضبة مرضت زوجته، مرض والده، مرض ابنه، مرض قريب له لا عائل له فانشغل بذلك القريب وقام يمرضه ويقوم ... نكره؟! نكرهه وهو على باب خير وعلى باب رحمة مثل هذا يدعا له، ودائماً ما صفت الحياة وما جملت ولا كملت إلا بحفظ العهد لا تجمل الحياة ولا تكمل إلا بحفظ العهد، ولن تجد الإنسان كاملاً فاضلاً نزيهاً كريماً إلاَّ إذا وجدته حافظاً للعهد، حفظ العهد أنك تحفظ ود أهل الود فإذا رأيت الإمام ما قصر ثم طرأت له ظروف تذكرت أيام جده واجتهاده وقلت: هذا التقصير أنساه في خضم الحسنات وخضم تلك الأيام الطيبات التي أمتعنا فيها بقراءته وبصلواته وبخطبه وبمواعظه، فالعدل من ينصف ودائماً لا تستقيم أمور الناس إلا بهذا؛ ولكن-نسأل الله السلامة والعافية- في هذه العصور لماّ عظمت الفتن والمحن تجد الناس سلب من قلوبهم الرضا-إلا من رحم الله-، المرأة في بيت زوجها تتسخط وتتذمر تعيش حياة من أسعد ما تكون فإذا مرت على زوجها ظروف مؤقته أقامت الدنيا وأقعدتها ونسيت المعروف كله، الرجل يكون مع زوجته تخدمه وتقوم عليه وترعاه وتحفظ ودّه وتحُسن إليه فيأتيها مرض أو يأتيها شيء أو يأتيها شاغل فإذا به ينسى ذلك المعروف كله ثم يتهجم عليها ويتسخط عليها، وهكذا تجد الصغير مع الكبير لا يقدر أحدٌ معروف أحد-نسأل الله السلامة والعافية- لأنه نزع من القلوب الرضا؛ لكن العبد الصالح الموفق الذي يزن الأمور بميزانها ويقول: نعم فلان مقصر الآن لكن طالما أحسن إليَّ فإن الله من حكمته وعلمه بعباده وخبرته بخلقه أنه يبتليهم فتجد الإنسان مثلاً في مسجد إمامه مواظب وقائم بحقوق المسجد في صلواته وخطبه ومحاضراته ودروسه والكل راضٍ لكن قل أن تجد من يذكر نعمة الله- U- بهذا الإمام، فيريد الله أن يذكرهم هذه النعمة فيسلط على الإمام شاغلاً أو يسلط عليه بلاءً حتى يرجعوا إليه-سبحانه- بالشكر ويعرفوا قيمة العلم الذي كانوا فيه والخير الذي كانوا يجدونه؛ لكن الأمر بالعكس-نسأل الله السلامة والعافية- فإذا بسلب النعمة يزيدهم نقمة وتسخطاً-والعياذ بالله- وتذمراً ونسياناً للمعروف، ولذلك قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحديث الصحيح: ((حفظ العهد من الإيمان))، سماحة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير