تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعض العلماء يقول: التخفيف هو الأصل خاصةً وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصبحت صلاته في آخر عمره تخفيفاً ويستدلون لذلك بحديث ميمونة-رضي الله عنها-، وزيد بن ثابت ويقولون: إن التخفيف هو آخر أمري النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ويقولون أيضاً: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان قراءته مرتلة ويراعي فيها أحوال الصحابة يعني يطول متى ما وُجِدَ مجال للتطويل وَيُحَبُّ منه ما لا يحب من غيره فقالوا: أما بالنسبة للأئمة فليس فيهم ما في النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من هذا المعنى، ومن هنا أمرو في الأصل بالتخفيف ولاشك أن حديث أبي مسعود عقبة بن عامر البدري في الصحيح أنه قال-عليه الصلاة والسلام-: ((إذا أم أحدكم بالناس فليخفف)) أصل على أنه ينبغي التخفيف.

القول الثاني: يقول التخفيف أن نفعل ما فعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: " ما صليت وراء أحد أخف ولا أتم صلاة من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " فالذي كان يقرأ به في صلواته-عليه الصلاة والسلام- نقرأه، والذي كان يفعله نفعله، وبناءً على ذلك قالوا: إن التخفيف أن نقرأ ما قرأ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإذا نظرنا في القولين الذي يظهر أن الأمر يحتاج إلى تفصيل:

نقول السُّنة الحرص على هدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإن كان الناس عندهم قابلية أن يطول الإنسان طول ويكون التطويل في حدود ما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأما إذا كان عندهم ظروف أو مثلاً إمام في سوق أو إمام في طريق على سفر أو في حال سفر استوقف في محطة أو نحو ذلك فإنه يراعي أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالتخفيف لأن وراءه ذو الحاجة وحينئذٍ يراعي هذه السُّنة هذه سنة وهذه سنة.

يؤكد هذا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما سمع بكاء الصبي أشفق على أمه فدل على أن قراءة الستين إلى المائة في صلاة الفجر شرطها ألا يتضرر الناس وأنها جاءت سنة من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مراعية لأحوال الناس وحينئذٍ نقول: اقرأ ما قرأ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإن طرأ الطاريء إفعل ما فعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من التخفيف، كان يقرأ كما في الصحيح من حديث جابر بن عبدالله في صلاة الفجر من الستين إلى المائة آية قال: فسمع بكاء صبي فقرأ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} من الستين إلى المائة إلى ثلاث آيات!!

وهذا يدل على حكمته-عليه الصلاة والسلام- وكمال رحمته وشفقته بأمته هكذا السُّنة ما تؤخذ السُّنة أجزاءً.

الأمر الثاني الذي نحب أن ننبه عليه وهو أمر مهم جداً ويغفل عنه الكثير: أن السنن تحتاج إلى إنسان يعرف السيرة ويعرف أحوال الزمان الذي كان فيه-عليه الصلاة والسلام- هل كان-عليه الصلاة والسلام- يؤخر الصلاة ما بين الأذان والإقامة في صلاة الفجر إلى نصف ساعة؟

فيجلس الشخص إلى نصف ساعة ينتظر قد يكون مريض بالسكر، وقد يكون مريض في بدنه وقد يتضرر بجلوسه، ثم يأتي ويقرأ بهم من الستين إلى المائة آية، طيب في بعض المساجد التي لا يمكن للإنسان أن يحُصِّل الصف الأول إلاَّ بساعة قبل الفجر ويكون فيها المريض ويكون فيها الشيخ الكبير والهرم مما لا يحُصى كثرة نحن نقول طبق السُّنة مثل ما وردت، النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يستفتح صلاة الفجر بغلس وكان يستفتحها بغلس تقول عائشة-رضي الله عنها-: لقد كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلي الصبح فيشهد معه النساء من المؤمنات ثم ينقلبن إلى بيوتهن متلفعات بمروطهن ما يعرفهن أحد من شدة الغلس "، والغلس: اختلاط ظلمة الليل بضياء الصبح معناه أنه كان يعجل بها-عليه الصلاة والسلام- طيب إذا طبقنا السُّنة نطبقها كاملة مثل ما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يمنع هذا أننا ننتظر الناس ثلث ساعة أو نصف ساعة انتظارهم له وجه يعني أن ننتظر الناس ونخفف عليهم؛ لكن إذا انتظرنا هم نراعي أحوال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير