تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

******

? التَّقْرِيرَاتُ: الْمُرَادُ بِهَا الْأَقْوَالُ وَالْأَفْعَالُ الَّتِي صَدَرَتْ عَنْ غَيْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَقَرَّهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلَمْ يُنْكِرْهَا.

مثاله: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ دَعْهُمَا فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِمَّا قَالَ تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ وَهُوَ يَقُولُ دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ حَسْبُكِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَاذْهَبِي.

متفق عليه

بُعَاثَ: يوم وقعت فيه حرب بين الأوس والخزرج / مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ: صوت الشيطان

بِالدَّرَقِ: الدرع من الجلد / السُّودَانُ: السود / دونكم: يحضهم على ما هم فيه من اللعب

بنى أرفدة: نسبهم إلى جدهم وكان يسمى أرفدة.

*******

? فَأَمَّا حُكْمُ الْأَقْوَالِ الَّتِي صَدَرَتْ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَهِيَ تَحْتَمِلُ الْأَحْكَامَ التَّكْلِيفِيَّةَ الْخَمْسَةَ: مِنْ وُجُوبٍ وَمُسْتَحَبٍ وَمُبَاحٍ وَمَكْرُوهٍ وَحَرَامٍ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي الْفُصُولِ السَّالِفَةِ مِنْ كِتَابِ الْأَحْكَامِ. وَذَلِكَ بِحَسَبِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ النَّصُّ الْوَارِدُ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

? وَأَمَّا عَنْ حُكْمِ أَفْعَالِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَدَ ذَكَرَ الْعَلَّامَةُ السَّعْدِيُّ أَنَّ فِعْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَلَى وَجْهَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا عَلَى وَجْهِ الْعِبَادَةِ دُونَ أَنْ يَأْمُرَ بِهِ وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لِلِاسْتِحْبَابِ.

وَالثَّانِي: أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا عَلَى وَجْهِ الْعَادَةِ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى الْإِبَاحَةِ.

وَفِي الْمَسْأَلَةِ تَفْصِيلٌ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ.

? أَمَّا عَنْ حُكْمِ التَّقْرِيرَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَمَا أَقَرَّهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ حُكِمَ عَلَيْهِ بِالْإِبَاحَةِ أَصَالَةً. حَتَّى يَقْتَرِنَ بِهِ دَلِيلٌ يُفِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ.

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 06 - 09, 05:47 ص]ـ

ثالثا

فكان الشافعي أول من دون علم أصول الفقه استقلالا وإن لم يستوعب وذلك في رسالته المشهورة بـ"الرسالة". وعلى هذا الضرب سار علماء المسلمين فأخذوا يوسعون مباحثه ويكثرون مسائله، فسلكوا في ذلك ثلاثة مناهج:

1. المنهج الفروعي: وسماه البعض بالمنهج الحنفي لأنهم أول مَن بدعه. وهو المنهج الذي يعتمد على استخراج الأصول من فروع الأئمة بل والتصرف في القواعد أحيانا إذا لم تلائم أحكام الأئمة، وهذه الطريقة ألصق إلى الفقه منها إلى الأصول. وممن كتبوا فيها: البزدوي والدَّبُوسي والجصاص الرازي ثلاثتهم في كتاب "الأصول"، والنسفي في كتاب "المنار"

2. المنهج الكلامي: وسماه بعضهم بالمنهج الشافعي نسبة لأرباب المدرسة الشافعية لأن أكثر من كتب فيه من الشافعية. وهو تحقيق الأصول وفقا للمنقول والمعقول دون التفات لكلام أحد. ويتميز هذا المنهج عن سابقه بكثرة الافتراضات ومناقشة المحالات وقلة التفريعات. مع ضرب الأمثلة. فكان من باكورة الإنتاج العلمي على هذا المنهج كتاب أبي المعالي الجويني "البرهان"، وكتاب أبي حامد الغزالي "المستصفي"، وكتاب أبي الحسين محمد بن علي المعتزلي "المعتمد" شارحا كتاب "العهد" لعبد الجبار المعتزلي. وجاء من بعدهم جيل ساروا على هذا المنهج أمثال: فخر الدين الرازي في "المحصول" وسيف الدين الآمدي في "الإحكام" ()، والبيضاوي في المنهاج، ملخصين تلك الكتبَ السابقة

3. المنهج الشمولي: وهو ما يجمع بين الطريقتين-الكلامية والفروعية-لتحقيق الغاية من علم أصول الفقه وهي التنظير الصحيح لقضايا الشرع والتطبيق العملي لها. وممن كتبوا فيه: مظهر الدين أحمد بن علي الساعاتي الحنفي في "بديع النظام" الجامع بين أصول البزدوي والإحكام. و صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود البخاري في "تنقيح الأصول" الجامع بين أصول البزدوي والمحصول ثم شرحه في "التوضيح في حل غوامض التنقيح"، ثم شرحه سعد الدين التفتزاني في "شرح التلويح على التوضيح". وأيضا الكمال بن الهمام الحنفي في "التحرير". وتاج الدين السبكي في "جمع الجوامع".

وبدأ الابتكار يتوقف في هذا العلم لدعوى مزعومة بأن الاجتهاد توقف فاقتصر التأليف على النظم والترتيب والشرح.

الهوامش:

() لخصه ابن الحاجب في "المختصر الكبير"

جزاك الله خيرا أخي الكريم لقد تابعت بحثك وفق ما سمح به وقتي ووجدته على قدر من الإتقان.

يقول أحد الأساتذة:

" والملاحظ أن ... المنهج الاستقرائي هو الظاهرة الطبيعية في نشأة كثير من العلوم ... وهو الطريق السليم إلى اكتشاف الروابط والأسس بين قضايا العلوم المتناثرة والجزئية ".

ويقول ابن خلدون:

" ثم كتب فقهاء الحنفية في أصول الفقه، وحققوا تلك القواعد ... إلا أن كتابة الفقهاء (الحنفية) فيها أمس بالفقه، وأليق بالفروع لكثرة الأمثلة فيها والشواهد"

ويقول الأستاذ معلقا:

" لكن الذي يحكمهم في ذلك هو المنهج التقليدي التبعي .. باعتبارهم يقيدون الأصول بفروع أئمتهم ... "

ــــــــــــــــــــــ

منهج البحث عند علماء أصول الفقه دراسة في ضوء المناهج التربوية، للأستاذ الدكتور عبدالرؤوف مفضي خرابشة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير