الفصل الأول: (المنهج) تعريفه وأهميته وآثاره:
ويشمل أربعة مباحث:
المبحث الأول: تعريف المنهج والمراد به في اللغة والاصطلاح.
المبحث الثاني: أهميته ودواعي العناية به.
المبحث الثالث: آثاره.
المبحث الرابع: نظرة في مناهج الأصوليين.
المبحث الأول: تعريف المنهج والمراد به في اللغة والاصطلاح:
المطلب الأول: تعريف المنهج في اللغة:
بالنظر في قواميس اللغة لكلمة (منهج) نجد أنها تدل على الطريق الواضح المستقيم.
قال ابن فارس: (النون والهاء والجيم أصلان متباينان، الأول: النهج: الطريق، ونهج لي الأمر: أوضحه وهو مستقيم المنهاج. . .)
5\ 361 من معجم مقاييس اللغة.
وقال في الصحاح: (النهج: الطريق الواضح، وكذا المنهج والمنهاج، وأنهج الطريق أي استبان، وصار نهجا واضحا بينا، ونهجت الطريق إذا أبنته وأوضحته)
1\ 346 من الصحاح للجوهري، مادة (نهج).
وانظر في المعنى اللغوي: 3\ 306 من اللسان لابن منظور،
1\ 210 من القاموس المحيط للفيروزآبادي.
المطلب الثاني: تعريف المنهج في الاصطلاح:
نستطيع أن نستشف تعريفا للمنهج من خلال ما سبق من تعريفه في اللغة فنقول: إن المنهج هو مجموعة الركائز والأسس المهمة التي توضح مسلك الفرد أو المجتمع أو الأمة لتحقيق الآثار التي يصبو إليها كل منهم.
ومن خلال الاستقراء في المناهج عامة نجد أنها قسمان: صحيحة وفاسدة، والذي يهمنا هنا الأول وهو المنهج الذي يتخذ من الكتاب والسنة أصولا يعتمد عليها، وهذا هو محور الحديث عن المنهج الذي نريده.
المبحث الثاني: أهمية المنهج ودواعي العناية به:
إن قضية المنهج قضية مهمة جدا، لا سيما في النواحي العلمية، ولقد ذخر التاريخ الإسلامي بكوكبة من العلماء كان أعظمهم قدرا وأكبرهم أثرا أوضحهم منهجا، كما واجهت الساحة العلمية عبر التاريخ مشكلات عديدة كان من أخطرها غياب المنهج الصحيح أو عدم وضوحه للمتلقين.
ونستطيع أن نخلص أهمية المنهج ودواعي العناية به من خلال النقاط الآتية:
1 - السير العلمي بخطوات سليمة متسمة بالوضوح والبيان.
2 - اختصار الطريق للوصول إلى الغاية المشودة والهدف المرسوم.
3 - أنه ضمان بإذن الله من التعثر والعقبات التي تحول دون الوصول إلى المقصود.
4 - تحقيق النفع المنشود والأثر المعقود.
5 - التزود بأهم رصيد في حياة العلماء، وما هو أهم من مجرد المعلومات، ألا وهو قضية المنهج القويم، لنسير على مسارهم الصحيح.
المبحث الثالث: الآثار الإيجابية والسلبية في قضية النهج:
من خلال ما سبق في ذكر أهمية المنهج تبرز أهم الآثار الإيجابية لتطبيق المنهج، وأهمها:
1 - ضمان المسيرة الصحيحة على ضوء ركائز قويمة.
2 - التميز بالوضوح والبيان.
3 - تحقق المنافع المقصودة.
4 - السلامة من المضار والتعثر والعقبات.
5 - الوصول إلى المراد بأقصر طريق وأيسر سبيل.
تلك أهم الآثار الإيجابية التي تتحقق من خلال الالتزام بالمنهج الصحيح.
أما ترك المنهج وإهماله فينتج عنه آثار سلبية، أهمها:
1 - السر بلا خطوات هادية للمراد.
2 - الوقوع في التخبط والتعثر والعوائق المانعة من الوصول إلى الهدف المنشود.
3 - حصول الغموض والتناقض عند المتلقين فتحدث الحيرة ويعسر الفهم.
4 - طول الطريق واكتنافه بالعقبات.
5 - النفور من العلم وأهله والأخذ والتلقي من غيرهم.
6 - التخبط العلمي والفوضى الفكرية وما ينبني عليها من نتائج ضارة وأفكار منحرفة تعود على المجتمع والأمة بالسلبيات المتعددة والأضرار الخطيرة.
هذه أهم الآثار السلبية لتجاهل قضية المنهج وعدم التزامها مما يؤكد العناية بها وضرورة الاهتمام بتحقيقها.
والمستقرئ لحال العلماء رحمهم الله في التاريخ القديم والمعاصر يجد أن للعلماء المشهورين أصولا راسخة ومنهجا واضحا بنوا عليه مذاهبهم، فتحقق الأثر والنفع من علومهم ومعارفهم. ولا أدل على ذلك من منهج الأئمة الأربعة رحمهم الله.
¥