تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا المزني ([54] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn54)) وهو ناشر مذهب الشافعي، اختصر مذهب صاحبه، ولم يجد حرجاً أن يذكر بعد البسملة في افتتاح الكتاب وصية الشافعي فقال: " اختصرت هذا الكتاب في علم محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - ومن معنى قوله، لأقربه على من أراده، مع إعلامه نهيه عن تقليده وتقليد غيره، لينظر فيه لدينه، ويحتاط لنفسه" ([55] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn55)).

وهذا كله لا يقدح في أقدار هؤلاء الأئمة، ولا يغض من منزلتهم فما من أحد إلا وقد خُفيت عليه سنة، أو فاته فهم صحيح، فميراث النبوة ميراث ضخم واسع لا يحصى، وجعله النبي ش مشاعاً، لينهل منه العلماء، فما فات هذا الإمام من سنة وجدته عند الآخر، وما غفل عن فهمه ذاك، انقدح في ذهن هذا معناه، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، لذلك يقول الله تعالى: [وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا] [الأنبياء: 78،79] فهذان نبيان كريمان إلا أن الله تعالى خصَّ أحدهما بالفهم دون الآخر.

ولا تظنَّن أن خفاء السنة عائد لعدم شهرتها - وأعني بالشهرة المعنى اللغوي - أو لكونها مذكورة في غير الصحاح، بل هناك أحاديث في صحيح البخاري غفل عنها كبار الأئمة، وإني لناقلٌ مسائل استدركها ابن رجب رحمه الله على بعضهم منها:

- أن ابن تيمية رحمه الله أنكر ورود لفظ: "كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" في ألفاظ الصلاة على النبي e في التشهد، بالجمع بين " إبراهيم وآل إبراهيم" فقال: فهذه الأحاديث التي في الصحاح لم أجد فيها ولا فيما نقل لفظ: "إبراهيم وآل إبراهيم" بل المشهور في أكثر الأحاديث والطرق لفظ: "آل إبراهيم" وفي بعضها لفظ: "إبراهيم" وقد يجيء في أحد الموضعين لفظ: "آل إبراهيم" وفي الآخر لفظ: "إبراهيم" ([56] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn56)).

وقد تعقبه ابن رجب في "القواعد" ([57] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn57)) فقال - بعد أن نقل كلامه -: "كذا قال، وقد ثبت في "صحيح البخاري" الجمع بينهما من حديث كعب ابن عجرة ([58] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn58))، ويعني به قوله e: " قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" ([59] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn59)).

- وسنة أخرى من سنن الغُسل وهي تخليل شعر الرأس واللحية الوارد في حديث عائشة ([60] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn60)) رضي الله عنها أنها، قالت: "كان رسول الله e إذا اغتسل من الجنابة، غسل يديه، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم اغتسل، ثم يخلِّل بيده شعره، حتى إذا ظنَّ أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم يغسل سائر جسده" ([61] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn61)) فقد غفل عنه كبار الأئمة، يقول ابن رجب: " قول عائشة " حتى إذا ظنَّ أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات " يتبين أن التخليل كان لغسل بشرة الرأس، وتبويب البخاري ([62] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn62)) يشهد لذلك أيضاً ".

يقول ابن رجب: " وهذه سنة عظيمة من سنن غسل الجنابة، ثابتة عن النبي e، لم يتنبه لها أكثر الفقهاء، مع توسعهم للقول في سنن الغسل وادائه. ولم أر من صرّح منهم، إلا صاحب "المغني" ([63] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn63))، من أصحابنا، وأخذه من عموم قول أحمد: الغسل على حديث عائشة ([64] ( http://www.fiqhforum.com/articles.aspx?cid=2&acid=147&aid=530#_edn64)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير