تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق مسألة الإيمان عند أهل السنة و الجماعة و نقل مذهب الأسلاف قبل حدوث الاختلاف]

ـ[عبدالباري]ــــــــ[18 - 10 - 03, 09:55 ص]ـ

الحمدلله و بعد .. ،

بسم الله الرحمن الرحيم

تحقيق مسألة الإيمان عند أهل السنة و الجماعة

و نقل مذهب الأسلاف قبل حدوث الاختلاف

قال الله تعالى: {والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [العصر:1 - 3].

و قال تعالى: {و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} [البينة:5].

و قال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} [النساء:60].

و قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء:65].

و قال تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا} [النساء:139 - 140].

و قال تعالى: {ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، و كنا نخوض مع الخائضين} [المدثر:42 - 45].

و قال تعالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} [التوبة:11].

أ. نقل إجماع السلف –رحمهم الله- على أن العمل ركن في الإيمان، و لا ينفع نية و قول بلا عمل:

1 - الإمام الشافعي

" وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم و من أدركناهم يقولون: الإيمان قول و عمل ونية، لا بجزيء واحد من الثلاث إلا بالآخر ".

[شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 5/ 956، مجموع الفتاوى 7/ 209]

2 - الإمام محمد بن عبدالوهاب

" لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يَكُن الرَّجل مُسلماً، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند ككفر فرعون وإبليس وأمثالهما ".

[كشف الشبهات]

3 - الإمام أبو بكر الآجري

"فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يصدق الإيمان بعمله، مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وأشباه لهذه، ورضي لنفسه بالمعرفة والقول دون العمل، لم يكن مؤمنا، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبا منه لإيمانه، وكان العمل بما ذكرنا تصديقا منه لإيمانه، فاعلم ذلك. هذا مذهب علماء المسلمين قديما وحديثا، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث، احذره على دينك .. ".

[أخلاق العلماء ص:28، كتاب الشريعة ص:102 - 103، كتاب الأربعين حديثا (المطبوع مع الشريعة) ص:42]

ب. نقل تكفير السلف –رحمهم الله- لتارك (جنس العمل)، و أن المرجئة هم (الذين لا يكفرون تارك جنس العمل):

4 - الإمام اسحاق بن راهوية

"غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوماً يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض من غير جحود لها: إنا لا نكفره، يُرجأ أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر. فهؤلاء الذين لا شك فيهم. يعني: في أنهم مرجئة".

[نقله ابن رجب الحنبلي في فتح الباري 1/ 25]

5 - الإمام سفيان بن عيينة

"المرجئة سمّوا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء، لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية، و ترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر.وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود الذين أقرّوا ببعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بلسانهم ولم يعملوا بشرائعه ".

[رواه عبدالله بن الإمام أحمد في السنة1/ 347، و نقله ابن رجب الحنبلي في فتح الباري 1/ 25]

6 - الإمام عبدالله بن الزبير الحميدي

"أُخْبِرت أَنَّ قوماً يقولون: إِنَّ من أقرَّ بالصَّلاة، والزَّكاة، والصَّوم، والحجَّ، ولم يفعل من ذلك شيئاً حتىّ يموت، أو يصلِّي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً، إذا كان يقرُّ بالفرائض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر الصُّراح وخلاف كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وفعل المسلمين".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير