ما صحة أثر القبر الذي كلّم عمر رضي الله عنه
ـ[أبو البراء المصري]ــــــــ[19 - 10 - 03, 11:53 م]ـ
السلام عليكم
ما صحة هذا الأثر:
في مختصر تفسير ابن كثير المجلد 2 الاية 201 الأعراف:
1. روي أن شاباً كان يتعبد في المسجد فهويته امرأة فدعته إلى نفسها، فما زالت به حتى كاد يدخل معها المنزل، فذكر هذه الآية: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} فخر مغشياً عليه، ثم أفاق، فأعادها، فمات، فجاء عمر فعزى فيه أباه، وكان قد دفن ليلاً فذهب فصلى على قبره بمن معه، ثم ناداه عمر فقال: يا فتى {ولمن خاف مقام ربه جنتان}، فأجابه الفتى من داخل القبر: يا عمر قد أعطانيهما (أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة عمرو بن جامع من تاريخه).
2. كنز العمال (4634)
عن يحيى بن أيوب الخزاعي قال: سمعت من يذكر أنه كان زمن عمر بن الخطاب شاب متعبد قد لزم المسجد، وكان عمر به معجبا، وكان له أب شيخ كبير، فكان إذا صلى العتمة انصرف إلى أبيه، وكان طريقه على باب امرأة فافتتنت به، فكانت تنصب نفسها له على طريقه، فمر بها ذات ليلة، فما زالت تغويه حتى تبعها، فلما أتى الباب دخلت وذهب يدخل، فذكر الله تعالى، وجلى عنه، ومثلت هذه الآية على لسانه: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} فخر الفتى مغشيا عليه فدعت المرأة جارية لها فتعاونتا عليه فحملتاه إلى بابه، واحتبس على أبيه، فخرج أبوه يطلبه فإذا به على الباب مغشيا عليه، فدعا بعض أهله فحملوه فأدخلوه، فما أفاق حتى ذهب من الليل ما شاء الله فقال له أبوه: يا بني ما لك؟ قال خير قال فإني أسألك بالله فأخبره بالأمر، قال أي بني وأي آية قرأت فقرأ الآية التي كان قرأ، فخر مغشيا عليه، فحركوه فإذا هو ميت فغسلوه فأخرجوه ودفنوه ليلا، فلما أصبحوا رفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه، فجاء عمر إلى أبيه فعزاه به، وقال: هلا آذنتني؟
قال: يا أمير المؤمنين كان ليلا
قال عمر: فاذهبوا بنا إلى قبره.
فأتى عمر ومن معه القبر، فقال عمر: يا فلان {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فأجابه الفتى من داخل القبر يا عمر قد أعطانيهما ربي في الجنة مرتين.
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[20 - 10 - 03, 01:59 ص]ـ
روي صيغة تضعيف
و
سمعت من يذكر انقطاع في السند
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[20 - 10 - 03, 02:23 ص]ـ
* * قلت: هذه القصة منكرة؛ وإليك البيان:
أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/ 450):
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبيه أبو علي وعبد الوهاب الميداني وأبو نصر بن الجبان واللفظ لابن أبي نصر قالوا: أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو الكوفي، نا عمران بن موسى الطرسوسي، نا أبو صالح كاتب الليث نا يحيى بن أيوب الخزاعي قال: سمعت من يذكر: أنه كان في زمن عمر بن الخطاب شاب متعبد .. [فذكر القصة].
* * قلت: هذا إسناد ضعيف؛ مسلسل بالعلل:
(الأولى): جهالة الرجل الذي حكى القصة.
(الثانية): يحيى بن أيوب الخزاعي؛ لم أجد له ترجمة، ويبدو أنه يحيى بن أيوب الغافقي المصري؛ فإنهم ذكروه في شيوخ عبد الله بن صالح؛ وقال فيه الحافظ: "صدوق ربما أخطأ"، لكن لم يذكروا في ترجمته أنه خزاعي.
(الثالثة): أبو صالح كاتب الليث: هو عبد الله بن صالح بن محمد؛ قال الحافظ (3388): "صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة".
(الرابعة): عمرو بن جامع؛ مجهول الحال؛ ترجمه ابن عساكر ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ـ[أبو البراء المصري]ــــــــ[20 - 10 - 03, 02:49 ص]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 - 10 - 03, 06:48 ص]ـ
إضافة على كلام الأخ العبادي:
سمعت من يذكر،
ليست هي سبب انقطاع السند بل تحتمل الاتصال ويجزم بالاتصال إن قال ذلك المجهول سمعت فلانا إلخ
فيكون إسناد متصل فيه مجهول العين،
ويستثنى من ذلك إن كان الواسطة المحتملة لا تدرك من حيث الطبقة الشخص الراوي بعده.
وكأنها كذلك عند تأمل مشايخ يحيى بن أيوب واحتمال إدراكهم لزمن الفاروق.