تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ: لفظ المثل له استعمالان أحدهما الإفراد مطلقا كقوله تعالى {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا} والآخر المطابقة كقوله تعالى {أمم أمثالكم} فعلى الأول لا يمتنع أن يكون الجزاء أبنية متعددة فيحصل جواب من استشكل تقييده بقوله مثله مع أن الحسنة بعشر أمثالها لاحتمال أن يكون المراد بنى الله له عشر أبنية مثله،وأما من أجاب باحتمال أن يكون صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك قبل نزول قوله تعالى {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} ففيه بعد. وكذا من أجاب بأن التقييد بالواحد لا ينفي الزيادة قال: ومن الأجوبة المرضية أن المثلية هنا بحسب الكمية والزيادة حاصلة بحسب الكيفية فكم من بيت خير من [ص 156] عشرة بل من مائة وهذا الذي ارتضاه هو الاحتمال الأول الذي ذكره النووي. وقيل إن المثلية هي أن جزاء هذه الحسنة من جنس البناء لا من غيره مع قطع النظر عن غير ذلك مع أن التفاوت حاصل قطعا بالنسبة إلى ضيق الدنيا وسعة الجنة. قال في المفهم: هذا البيت والله أعلم مثل بيت خديجة الذي قال فيه إنه من قصب يريد إنه من قصب الزمرد والياقوت. انتهى

وعن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة).

التخريج:

رواه ابن ماجه [جزء 1 - صفحة 244] 738، وفي الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.

قال الشيخ الألباني: صحيح في صحيح ابن ماجة [جزء 1 - صفحة 124] 603 والروض 883 و 953 النعليق الرغيب 117/ 1

التعليق:

قال الألباني في آداب الزفاف [جزء 1 - صفحة 79]

(كمفحص قطاة) هو موضعها الذي تجثم فيه وتبيض. لأنها تفحص عنه التراب. وهذا مذكور لإفادة المبالغة. وإلا فأقل المسجد أن يكون موضعا لصلاة واحد].

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [جزء 1 - صفحة 545]:

وحمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه ويؤيده رواية جابر هذه وقيل بل هو على ظاهره والمعنى أن يزيد في مسجد قدرا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر وهذا كله بناء على أن المراد بالمسجد ما يتبادر إلى الذهن وهو المكان الذي يتخذ للصلاة فيه فإن كان المراد بالمسجد موضع السجود وهو ما يسع الجبهة فلا يحتاج إلى شيء مما ذكر لكن قوله بنى يشعر بوجود بناء على الحقيقة. اهـ

وجمع الشيخ الألباني ألفاظ الحديث فجاء على النحو التالي:

وقال صلى الله عليه وسلم: (من بنى مسجدا لله تعالى [ولو كمفحص قطاة] [أو أصغر] [يذكر فيه اسم الله] بنى الله له في الجنة مثله)،الحديث رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه

أخرجه البخاري ومسلم والبيهقي من طريق ابن وهب: أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني. انظر الثمر المستطاب [جزء 1 - صفحة 453]

وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من بنى مسجدا لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة ".

التخريج:

رواه الطبراني في المعجم الأوسط [جزء 7 - صفحة 111] 7005، انظر السلسلة الصحيحة [جزء 9 - صفحة 185] (3399)

التعليق:

فيض القدير [جزء 6 - صفحة 96]

قوله (من بنى مسجدا) التنكير للشيوع فيشمل الصغير والكبير وزاد الترمذي في روايته لسمويه من بنى لله بيتا وفي رواية لابن ماجه من بنى الله مسجدا يذكر فيه اسم الله (يبتغي به وجه الله) أي يطلب به رضاه وهو بمعنى حديث الطبراني لا يريد به رياء ولا سمعة وأيا ما كان فالمراد الإخلاص وقد شدد الأئمة في تحريمه حتى قال ابن الجوزي: من كتب اسمه على مسجد بناه فهو بعيد من الإخلاص. اهـ

4. المداومة على النوافل الراتبة.

عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغربن وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر.

التخريج:

رواه الترمذي [جزء 2 - صفحة 273] 414،و قال:وفي الباب عن أم حبيبة و أبي هريرة و أبي موسى و ابن عمر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير