كلامي واضح لاتناقض فيه بحمد الله فمجرد أن تتصور المسألة وتفهم الدليل ووجه الاستدلال لايؤهلك للترجيح ولاتصير به مجتهدا حتى تحصل أدوات الاجتهاد وتعرف كيفية الترجيح عند تعارض الأدلة. وطالع مباحث الاجتهاد والتقليد وترتيب الأدلة والتعارض والترجيح في كتب الأصول يتضح لك كلامي بدل أن ترميني بالاضطراب.
لكن لاتكفي المطالعة في كتاب أبي زهرة ولا كتاب عبد السلام بن عبد الكريم ولا رسالة السعدي!!! فتنبه.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:26 ص]ـ
المجتهد: من حصل أدوات الاجتهاد، ولا يقال اجتهد إلا إذا بذل جهده واستفرغ وسعه في استخرج حكم أو تطبيقه. [راجع المستصفى وأصول الفقه لابي زهرة وغيرهما]
والمتبع: من تتبع قول القائل على ما بان له من فضل قوله وصحة مذهبه. [راجع جامع بيان العلم لابن عبد البر]
والمقلد: من عمل بقول الغير من غير حجة. [راجع إرشاد الفحول ورسالة لطيفة للشيخ السعدي]
قال الشيخ الفاضل عبد السلام بن محمد عبد الكريم ـ حفظه الله ـ:
هنا ثلاثة أشياء: التقليد والاتباع والاجتهاد: فأدناها التقليد وأعلاها الاجتهاد، والاتباع فوق التقليد ودون الاجتهاد .... إلى أن نقل قول الإمام ابن عبد البر: والتقليد عند العلماء غير الاتباع:
لأن الاتباع: هو تتبع قول القائل ...... والتقليد: أن تقول بقوله وأنت لا تعرف وجه القول ولا معناه ..... إلى آخره. [المرتقى الذلول إلى نفائس علم الأصول] وأظن هذا يوضح الفارق تماماً بين المجتهد والمتبع وبين المتبع والمقلد، فالفارق الجوهري أن المجتهد ينظر في النصوص وما استجد ويستخرج ويفتي والمتبع يقصر نظره إلى أقوال أهل العلم ويرجح بما عنده من آلة.
كلام ابن عبد البر اصطلاح له ولامشاحة في الاصطلاح ولا تكاد تجد في كتب الأصول ذكرا للمتبع وإنما يقسمون المجتهد لمجتهد مطلق ومجتهد مذهب ومجتهد المذهب له عندهم احوال كما هو مشهور مزبور.
وأنا ما سألتك عن الفرق بينهما جهلا بكلام ابن عبد البر ولا بكلام الشيخ الألباني
وإنما أردت أن أبين لك أن جوابك لن يخرج عن اصطلاح لا مشاحة فيه.
ولاتنس ما قلت لك من أن النقل عن عبد السلام بن عبد الكريم لايصلح في هذا المقام سيما وأنت تتهمني بتشويه المعاصرين فكيف تنقل لي عنهم!!! وأما كلام ابن عبدالبر فقد بينت لك وجهه عندي.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:37 ص]ـ
هذا فيه نظر؛ لأن الأخ (الحنبلي السلفي) استند إلى اتفاق الأمة على ضرورة توفر الأهلية حتى عند من يقول بتجزؤ الاجتهاد، فكلامه منصب على من يجتهد بغير آلة مطلقا، وليس على من لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق.
[/ URL]
بل ينزله على من عنده آلة ولم يبلغ الاجتهاد المطلق بدليل قوله بعد ذلك (دعك يا أخي الحبيب من العواطف فكثير ممن يفتون اليوم ويدعون أنهم أهل للترجيح وأنت تعرفهم جيدا ليسوا أهلا للفتيا ولا الترجيح وعندهم من سوء الفهم ما لايعلمه إلا الله ولا أحب ذكر أمثلة بعينها لأنه ليس من شأني تتبع العثرات) ولو ذكرتُ لك من وسمهم بسوء الفهم لتعجبتَ من جرأته!!! ولعلمتَ أنهم أهل للترجيح قطعاً وزيادة ... وإن من أعظم ما يهدم ما خطه في أول مقاله كلامه السابق هذا! إذ كيف ينكِر عليهم نظرهم في الأقوال والأدلة وترجيحاتهم وهو يبيحه لنفسه؟! أليس الحكم عليهم بسوء الفهم وعدم إدراك المسائل ومطالعة الخلاف وحسن الترجيح: أليس كل هذا يحتاج إلى اجتهاد؟! أم أن الانكار في زماننا هذا أيضاً بالتقليد؟! فهو يرضى لنفسه النظر في كلام أهل الأصول وتنزيل كلامهم على من وصفهم بسوء الفهم! ولا يرضى لغيره النظر في المسائل الفرعية بغير ما تحصيل لأدوات اجتهاد! أليس هذا تحكماً؟!
ولا ينبغي أن يفهم البتة أنه عنى في مقاله هذا شباباً متطاولين على العلم والعلماء، والأمر كما ذكر هو بقوله (وأنت تعرفهم جيدا).
مغالطات
- قولك يا شيخ محمد (وماذا في كلامي؟ هل جئت به من كيسي أم نقلت لك تشديد السلف في شأن الفتيا؟) اهـ
ليس له شأن بكلامنا! وهل أنكرته عليك؟! وهل هو ما عنيت أنت؟! فلا يحسن أن يظن أن غيرك يتساهل.
¥