تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - و فريق أخذوا يطلبون الجزاء من الله كما يطلبه الأجير من المستأجر , متكلين على حولهم وقوتهم و عملهم , و كما يطلبه المماليك. و هؤلاء جهال ضلال: فإن الله لم يأمر العباد بما أمرهم به حاجة إليه , و لا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا به , و لكن أمرهم بما فيه صلاحهم , و نهاهم عما فيه فسادهم. و هو سبحانه كما قال: " يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني , و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ". فالملك إذا أمر مملوكيه بأمر أمرهم لحاجته إليهم , و هم فعلوه بقوتهم التي لم يخلقها لهم فيطالبون بجزاء ذلك , و الله تعالى غني عن العالمين , فإن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم , و إن أساءوا فلها. لهم ما كسبوا , و عليهم ما اكتسبوا , * (من عمل صالحا فلنفسه , و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد) * ".

انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله منقولا من " مجموعة الفتاوى " (8/ 70 - 71) و مثله في " مفتاح دار السعادة " لتلميذه المحقق العلامة ابن قيم الجوزية (ص 9 - 10) و " تجريد التوحيد المفيد " (ص 36 - 43) للمقريزي.

دعوة الكفار إلى الإسلام قبل قتالهم

2641 - (لا تقاتل قوما حتى تدعوهم).

أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (5/ 217 / 9424): أخبرنا عمر بن ذر عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث عليا بعث خلفه رجلا فقال: " اتبع عليا , و لا تدعه من ورائه , و لكن اتبعه و خذ بيده , و قل له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقم حتى يأتيك. قال: فأقام حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ... فذكره ". قال عبد الرزاق: و سمعته أنا من يحيى ابن إسحاق.

(تنبيه): هذا الحديث قاعدة هامة في دعوة الكفار إلى الإسلام قبل قتالهم , فإن استجابوا فبها و نعمت , و إلا فرضت عليهم الجزية , فإن رفضوا قوتلوا , و على هذا جرى النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه , و لا يخالف ذلك ما في " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق , و هم غارون .. أي غافلون , أي أخذهم على غرة. فإنه ليس فيه أنه لم يكن قد بلغتهم دعوته صلى الله عليه وسلم , كيف و هي قد بلغت فارس و الروم بله العرب , فمن البلاهة بمكان إنكار بعض الكتاب المعاصرين لهذا الحديث بحجة أنه مخالف للقاعدة المذكورة , فإنه ليس من الضروري أن يدعى الكفار قبل قتالهم مباشرة! و قد أشار إلى هذا الحسن البصري حين سئل عن العدو ? هل يدعون قبل القتال ? قال: " قد بلغهم الإسلام منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ". أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 365) و سعيد بن منصور (3/ 2 / 206/ 2486) و انظر الرد على البعض المشار إليه مع تخريج حديث " الصحيحين " في " صحيح أبي داود " (2367).

و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم

2663 - (ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب).

أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 228) حدثنا علي بن سعيد الرازي: أخبرنا عقبة بن قبيصة حدثنا أبي حدثنا مالك بن مغول عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره

قلت: و الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم كما يشهد بذلك واقع المسلمين في كثير من البلاد , و ما حادثة مهاجمة اليهود للمسلمين و هم سجود صبح الجمعة من رمضان هذه السنة (1414) في مسجد الخليل في فلسطين ببعيد. و صدق الله: * (و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير) *. اسأل الله تعالى أن يلهم المسلمين الرجوع إلى فهم دينهم فهما صحيحا , و العمل به ليعزهم و ينصرهم على عدوهم.

تفسر آيات و من لم يحكم بما أنزل الله وأنها في الكفار

2704 - (قوله: * (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * , * (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) *,* (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) * , قال: هي في الكفار كلها).

أخرجه أحمد (4/ 286): حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ... قلت: و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير