تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و الجواب , أن هذا هو صنيع اليهود الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه , فإن قوله في الرواية الأولى: "فأشار نحو مسكن عائشة " , قد فهمه الشيعي كما لو كان النص بلفظ: "فأشار إلى مسكن عائشة"! فقوله: "نحو" دون "إلى" نص قاطع في إبطال مقصوده الباطل , و لاسيما أن أكثر الروايات صرحت بأنه أشار إلى المشرق. و في بعضها العراق. والواقع التاريخي يشهد لذلك. و أما رواية عكرمة فهي شاذة كما سبق , و لو قيل بصحتها , فهي مختصرة جدا اختصارا مخلا , استغله الشيعي استغلالا مرا , كما يدل عليه مجموع روايات الحديث , فالمعنى: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة رضي الله عنها , فصلى الفجر , ثم قام خطيبا إلى جنب المنبر (و في رواية: عند باب عائشة) فاستقبل مطلع الشمس , فأشار بيده , نحو المشرق. (و في رواية للبخاري: نحو مسكن عائشة) و في أخرى لأحمد: يشير بيده يؤم العراق.فإذا أمعن المنصف المتجرد عن الهوى في هذا المجموع قطع ببطلان ما رمى إليه الشيعي من الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها. عامله الله بما يستحق.

من اعلام نبؤته صلى الله عليه وسلم

2683 - (سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال , ينزلون على أبواب المساجد , نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف , العنوهن فإنهن ملعونات , لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم).

(تنبيه هام): وقعت هذه اللفظة (الرحال) في " فوائد المخلص " بالحاء المهملة خلافا لـ " المسند " و " الموارد " و غيرهما , فإنها بلفظ (الرجال) بالجيم , و على ذلك شرحه الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا في " الفتح الرباني " (17/ 301) , فقال: " معناه: أنهم رجال في الحس لا في المعنى , إذ الرجال الكوامل حسا و معنى لا يتركون نساءهم يلبسن ثيابا لا تستر أجسامهن ".

و لم ينتبه للإشكال الذي تنبه له الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى إذ قال في تعليقه على الحديث في " المسند " (12/ 38): " و قوله: " سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال " إلخ مشكل المعنى قليلا , فتشبيه الرجال بالرجال فيه بعد , و توجيه متكلف , و رواية الحاكم ليس فيها هذا التشبيه , بل لفظه: " سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب مساجدهم , نساؤهم كاسيات عاريات " إلخ .. و هو واضح المعنى مستقيمه , و رواية الطبراني - كما حكاها الهيثمي في " الزوائد " -: " سيكون في أمتي رجال يركبون نساؤهم على سروج كأشباه الرجال ". و لفظ " يركبون " غيره طابع " مجمع الزوائد " - جرأة منه و جهلا - فجعلها " يركب " , و الظاهر عندي أن صحتها " يركبون نساءهم ".

و على كل حال فالمراد من الحديث واضح بين , و قد تحقق في عصرنا هذا , بل قبله وجود هاته النسوة الكاسيات الملعونات ".

قلت: لو أن الشيخ رحمه الله اطلع على رواية (الرحال) بالحاء المهملة , لساعدته على الإطاحة بالإشكال , و فهم الجملة فهما صحيحا , دون أي توجيه أو تكلف , و هذه الرواية هي الراجحة عندي للأسباب الآتية:

أولا: ثبوتها في " الفوائد " و نسختها جيدة.

ثانيا: أنها وقعت كذلك بالحاء المهملة في نسخة مخطوطة من كتاب " الترغيب و الترهيب " للحافظ المنذري محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق في مجلد ضخم فيه خرم , و هي و إن كانت نسخة مؤلفة من نسخ أو خطوط متنوعة , فإن الجزء الذي فيه هذا الحديث من نسخة جيدة مضبوطة متقنة , و مما يدلك على ذلك أنه كتب تحت الحاء من هذه الكلمة حرف حاء صغير هكذا (الرحال) , إشارة إلى أنه حرف مهمل كما هي عادة الكتاب المتقنين قديما فيما قد يشكل من الأحرف , و كذلك فعل في الصفحة التي قبل صفحة هذا الحديث , فإنه وقع فيها اسم (زحر) فكتب تحتها (ح) هكذا (زحر).

ثالثا: أن رواية الحاكم المتقدمة بلفظ: " يركبون على المياثر .. " تؤكد ما رجحنا , لأن (المياثر) جمع (ميثرة) و (الميثرة) بالكسر قال ابن الأثير: " مفعلة من الوثارة , يقال: وثر وثارة فهو وثير , أي وطيء لين , تعمل من حرير أو ديباج , يجعلها الراكب تحته على الرحال فوق الجمال ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير