إسحاق بن إبراهيم الحنظلي بإسناده الصحيح إلى يحيى بن جعدة - و هو تابعي ثقة - قال: أراد رجل بالمدينة أن يضع خشبة على جدار صاحبه بغير إذنه فمنعه , فإذا من شئت من الأنصار يحدثون عن رسول الله أنه نهاه أن يمنعه , فجبر على ذلك. و في الطريق إلى إسحاق - و هو ابن راهويه - شيخ البيهقي أبو عبد الرحمن السلمي , و فيه كلام كثير , فإن كان قد توبع فالأثر صحيح , و هو الظاهر من صنيع الحافظ , فقد عزاه في " الفتح " (5/ 111) لإسحاق في " مسنده " , و البيهقي , و سكت عنه. فإن " مسند إسحاق " الذي طبع حديثا بعض مجلداته ليس من رواية السلمي هذا
. و الله أعلم.
كتاب فضائل القرآن والأدعية والأذكار والرقى
فضل حافظ القرآن
2240 - (يقال لصاحب القرآن: اقرأ و ارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا , فإن منزلتك عند آخر آية (كنت) تقرأ بها).
أخرجه أبو داود (1464) و الترمذي (2915) و ابن حبان (1790) و الزيادة له و الحاكم (1/ 552 - 553) و ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 498) و ابن نصر في "قيام الليل" (ص 70) و أحمد (2/ 192) و الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص76 - 77) و البغوي في "شرح السنة" (4/ 435/1178) و ابن عبد الهادي في "هداية الإنسان" (2/ 44/1) من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله - زاد بعضهم: ابن عمرو - مرفوعا , و أوقفه بعضهم و هو في حكم المرفوع , و قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". و قال الذهبي: "صحيح".
و اعلم أن المراد بقوله: "صاحب القرآن", حافظه عن ظهر قلب على حد قوله صلى الله عليه وسلم " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله .. " , أي أحفظهم , فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا , و ليس على حسب قراءته يومئذ و استكثاره منها كما توهم بعضهم , ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن , لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك و تعالى , و ليس للدنيا و الدرهم و الدينار , و إلا فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أكثر منافقي أمتي قراؤها". و قد مضى تخريجه برقم (750).
دعاؤه صلى الله عليه وسلم لمكة والمدينة والشام بالبركة
2246 - (اللهم بارك لنا في مكتنا , اللهم بارك لنا في مدينتنا , اللهم بارك لنا في شامنا , و بارك لنا في صاعنا , و بارك لنا في مدنا , فقال رجل: يا رسول الله! و في عراقنا , فأعرض عنه , فرددها ثلاثا , كل ذلك يقول الرجل: و في عراقنا , فيعرض عنه , فقال: بها الزلازل و الفتن , و فيها يطلع قرن الشيطان).
و إنما أفضت في تخريج هذا الحديث الصحيح و ذكر طرقه و بعض ألفاظه لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة و المنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية , و يحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد (نجد) المعروفة اليوم بهذا الاسم , و جهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث , و إنما هي (العراق) كما دل عليه أكثر طرق الحديث , و بذلك قال العلماء قديما كالإمام الخطابي و ابن حجر العسقلاني و غيرهم. و جهلوا أيضا أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضا إذا كان صالحا في نفسه , و العكس بالعكس. فكم في مكة و المدينة و الشام من فاسق و فاجر , و في العراق من عالم و صالح. و ما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام: "أما بعد , فإن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا , و إنما يقدس الإنسان عمله". و في مقابل أولئك المبتدعة من أنكر هذا الحديث و حكم عليه بالوضع لما فيه من ذم العراق كما فعل الأستاذ صلاح الدين المنجد في مقدمته على "فضائل الشام و دمشق" , و رددت عليه في تخريجي لأحاديثه , و أثبت أن الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم العلمية , فانظر الحديث الثامن منه.
فضل أخذ السبع الأول من القرآن
2305 - (من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر).
(تنبيه): "حبر" بفتح المهملة و كسرها , أي عالم. كذا وقع في المصادر المذكورة , سوى "المشكل" و "المستدرك" , فوقع فيهما بلفظ " خير " بالخاء المعجمة , و كذلك وقع في "الجامع الصغير "معزوا للحاكم و البيهقي في "الشعب" و عليه شرح المناوي. و الله أعلم.
(فائدة): المقصود من (السبع الأول): السور السبع الطوال من أول القرآن , و هي مع عدد آياتها:
¥