تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أورد شيخ الإسلام على نفسه (مجموع الفتاوي 25/ 225) حديث أبي هريرة (من ذرعه القيء فلا شيء عليه، و من استقاء فليقض) و أجاب بما حاصله أن الاستقاءة – و هو تعمد القيي – لا يفعله إلا من يحتاج إلى ذلك و أن الإنسان لا يتقيأ إلا لعذر كالمريض يتداوى بالقيء، و إذا كان المتقيؤ معذورا كان ما فعله جائزا. ا. هـ قلت: فيحمل الشيخ رحمه الله الحديث على مثل هذه الصورة، و الحديث المذكور في القيء للصائم غير محفوظ ضعفه أحمد و البخاري، و المحفوظ في ذلك ما أخرجه مالك في الموطأ (1/ 304) عن نافع عن ابن عمر من قوله بنحو الحديث المذكور، و عامة الفقهاء على معنى هذا الأثر.

أحاديث لا تثبت في الصيام

1 - أحاديث نسخ الفطر بالحجامة لا يصح منها شئ و ليس فيها حديث قائم تثبت به الحجة:

كحديث أبي سعيد الخدري (رخص النبي صلى الله عليه و سلم للصائم في الحجامة) فهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم، و قد نص الحفاظ على ذلك كالترمذي و أبي حاتم و أبي زرعة و البزار و ابن خزيمة و قد بين ذلك في صحيحه، و أصل هذا الحديث فتيا لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

و كحديث أنس عند الدارقطني و البيهقي و غيرهما أخرجاه من طريق خالد بن مخلد القطواني أخبرنا عبد الله بن المثنى عن ثابت البناني عن أنس قال: (أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم و هو صائم فمر به النبي صلى الله عليه و سلم، فقال: أفطر هذان ثم رخص النبي صلى الله عليه و سلم بعد في الحجامة للصائم، و كان أنس يحتجم و هو صائم). هذا الحديث منكر لا يصح شاذ الإسناد و المتن، كما قال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق، و القطواني له مناكير معروفة تكلم فيه غير واحد من الأئمة، و عبد الله بن المثنى تكلم فيه أيضا غير واحد من الحفاظ كأبي داود و النسائي، و قال العقيلي لا يتابع على أكثر حديثه. ا. هـ

و قد خالفه في لفظ هذا الحديث جبل الحفظ شعبة، فرواه عن ثابت قال سئل أنس بن مالك رضي الله عنه (أكنتم تكرهون الحجامة للصائم قال: لا إلا من أجل الضعف). أخرجه البخاري (الفتح 4/ 174)، و قد طعن في حديث أنس المذكور شيخ الإسلام رحمه الله، و قال الحافظ ابن حجر أيضاً: إن في المتن ما ينكر (الفتح 4/ 178).

و كحديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم، أن النبي صلى الله عليه و سلم (نهى عن الحجامة للصائم و المواصلة و لم يحرمهما إبقاء على أصحابه) رواه أحمد أبو داود و غيرهما بإسناد جيد، و الجواب عنه أن قوله (و لم يحرمهما) من اعتقاد الراوي و ظنه، و قد أخبر أن النبي صلى الله عليه و سلم قد نهى عن ذلك، و النهي يقتضي التحريم، و قد خالفه جمهور الصحابة في ذلك … انظر كلام شيخ الإسلام في شرح العمدة (1/ 438) و قوله (ابقاء على أصحابه) متعلق بقوله (نهى).

2 - حديث "من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة لم يجزه صيام الدهر" أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم وفيه علل ثلاث، وضعفه أحمد والبخاري وابن خزيمة وغيرهم كثير

3 - حديث " لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها رمضان ……" واه ابن خزيمة (3/ 190) وغمزه بقوله إن صح الخبر ... قلت: وهو حديث واه.

4 - حديث "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم…….وفيه من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضه ومن أدى فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه…….الحديث" رواه ابن خزيمة في صحيحه وغمزه بقوله إن صح الخبر والحديث لا يصح، وإن كان لبعضه شواهد.

5 - حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم (كان يقبلها و هو صائم و يمص لسانها) رواه أبو داود و لا يصح، و قال الحافظ في الفتح (4/ 153) و لو صح فهو محمول على من لم يبتلع ريقه الذي خالط ريقها.

6 - حديث الصيحة في رمضان وهو حديث فيروز الديلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون صوت في شهر رمضان قالوا يارسول الله في أوله أو في وسطه أو في أخره؟ قال لا بل في النصف من رمضان، إذا كان ليلة النصف من رمضان ليلة جمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون الفاً ويخرس له سبعون الفاً …… .. ) الحديث باطل ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 462) و ابن عرّاق في تنزيه الشريعة (2/ 347) وجماعة.

أحاديث ثابتة في الصيام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير