ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 01:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عيسى
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 01:31 ص]ـ
(1) علم السنة النبوية ومنزلة هذا العلم الشريف بين سائر العلوم
قال رحمه الله مبينا أهمية علم السنة ومكانته بين العلوم الأخرى
"ورأيت أولى ما اشتغلت به: ما تعيّن فرض كفايته بعد الارتفاع, وتضيّق وقت القيام به بعد الاتساع, من الذَّبَّ عنه, والمحاماة عليه, والحثّ على اتّباعه والدُّعاء إليه.
فإنه علم الصّدر الأوّل, والذي عليه بعد القرآن المعوّل.
وهو لعلوم الإسلام أصل وأساس.
وهو المفسّر للقرآن بشهادة: (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) [النحل:44].
وهو الذي قال الله فيه تصريحاً: (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحيٌ يُوحَى) [النجم:4].
وهو الذي وصفه الصّادق الأمين, بمماثلة القرآن المبين؛ حيث قال في التوبيخ لكل مترف إمّعة: ((إني أوتيت بالقرآن ومثله معه)).
وهو العلم الذي لم يشارك القرآن سواه, في الإجماع على كفر جاحد المعلوم من لفظه ومعناه.
وهو العلم الذي إذا تجاثت الخصوم للرّكب, وتفاوتت العلوم في الرتب, أصمَّت مِرْنانُ نوافله كلّ مناضل, وأَصمَّت برهان معارفه كلّ فاضل.
وهو العلم/ الذي ورّثه المصطفى المختار, والصّحابة الأبرار, والتّابعون الأخيار.
وهو العلم الفائضة بركاته على جميع أقاليم الإسلام, الباقية حسناته في أمّة الرّسول –عليه الصلاة والسلام-.
وهو العلم الذي صانه الله عن عبارات الفلاسفة, وتقيّدت عن سلوك مناهجه فهي راسفة في [الأغلال] آسفة.
وهو العلم الذي جلي للإسلام به في ميدان الحجّة وصلى, وتجمّل بديباج ملابسه من صام لله وصلّى
وهو العلم الفاصل حين تلجلج الألسنة بالخطاب, الشاهد له بالفضل رجوع عمر بن الخطّاب.
وهو العلم الذي تفجّرت منه بحار العلوم الفقهية, والأحكام الشّرعية, وتزيّنت بجواهره التفاسير القرآنية, والشّواهد النّحوية, والدّقائق الوعظية.
وهو العلم الذي يميز الله به الخبيث من الطّيّب, ولا يرغم إلا المبتدع المتريّب.
وهو العلم الذي يسلك بصاحبه نهج السّلامة, ويوصله إلى دار الكرامة, والسّارب في رياض حدائقه, الشّارب من حياض حقائقه, عالم بالسنّة, ولابس من كلّ خوف جنّة, وسالك منهاج الحق إلى الجنّة.
وهو العلم الذي يرجع إليه الأصولي, وإن برز في علمه, والفقيه وإن برّز في ذكائه وفهمه, والنّحوي وإن برّز في تجويد لفظه, واللّغوي وإن اتسع في حفظه, والواعظ المبصّر, والصّوفي والمفسّر, كلّهم إليه راجعون, ولرياضه منتجعون.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 01:34 ص]ـ
2) معرفة الحديث غير متعسرة
قال وهو يرد على المخالف "فقوله: إنّ معرفة الحديث متعسّر يستلزم أنّ الله تعالى يريد منّا المتعسّر, بل لم يقنع حتّى قال: إنّه متعسّر أو متعذّر, واستلزم أن الله تعالى يريد منا المتعسّر أو المتعذّر". ص33
(3) وجود المشقة لا تعني العسر في العرف العربي.
"مجرّد المشقّة لا يسمّى عُسراً في العرف العربي, فإنّ المشقة ملازمة لأكثر الأعمال الدنيوية والأخروية, وقد يشقّ على الإنسان قيامه من مجلسه إلى بيته, ونحو ذلك.
والعُسر في عرف اللسان العربي مستعمل في الأمور العظيمة لا في كل أمر فيه مشقّة".ص33
(4) النفوس الخبيثة تستعسر السهل لا لصعوبته في نفسه.
النّفوس الخبيثة تستعسر السّهل من الخير لنفرتها عنه وعدم رياضتها عليه, لا لصعوبته في نفسه, ولهذا نجد أهل الصّلاح يستسهلون كثيراً مما يستعسره غيرهم, فلو كان العسر في نفس الأمر المشروع لكان عسيراً على كلّ واحد, وفي كلّ حال.
وقد نصّ الله تعالى على هذا المعنى فقال في الصلاة: (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ) [البقرة:45] فدلّ على أنّ العسر والحرج لا يكون في أفعال الخير, وإنّما يكون في النُّفوس السُّوء, ص33
(5) الاجتهاد من الفروض الدينية فلا يمكن أن يكون متعذرا
" .... والاجتهاد وطلب الحديث مشروع واجب, فلو أوجبه الله وهو متعذّر لكان الله قد كلّفنا ما لا نطيقه, وهذا يستلزم القول بتكليف ما لا يطاق, وهو مردود عند جماهير أهل المذاهب كلهم, وأمّا المعتزلة والزيدية فعندهم أنّ تجويزه كفر وخروج من الملّة, إلا القليل منهم, فيقولون: تجويزه بدعة محرّمة ومعصية ظاهرة () , لا سيمّا ومذهب الزّيدية أنّه لا يجوز خلوّ الزّمان عن عالم مجتهد جامع لشرائط الإمامة, فعلى أيّ المذاهب بَنَيْتَ هذه الرّسالة, وعلي أي الأسباب ركبت هذه الجهالة؟ " ص35
ـ[أبو عبد المجيد حجاجي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 04:26 ص]ـ
جزيت خيرا ..
هناك نسخة من الكتاب محققه حققها الشيخ علي العمران وقد عمل فهارس لجميع فوائد الكتاب الحديثية والفقهية والعقدية وغيرها فهل اطلعتم عليه؟ لأن فيه ما يغني ولا أقلل من عملك هنا ..
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 05:28 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابا عبدالله .... واصل