تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" البحر من ورائنا، والعدو من خلفنا " .. ما صحّة هذه القوله؟؟

ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[02 - 01 - 08, 10:01 ص]ـ

سمعت من أحد الإخوة أنها لم تثبت عن " طارق بن زياد "!

فهل كلامه صحيح؟؟

ـ[أبو عبدالله بن محمد]ــــــــ[02 - 01 - 08, 10:10 ص]ـ

قرئت بحثًا خاصًا لأحد الإخوة وخلاصته أنه لم يثبت تاريخيًا قصة حرق السفن فضلاً عن هذه المقولة ..

وما أكثر ما يشتهر وليس له أصل صحيح ..

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 12:44 م]ـ

قال شيخنا الشيخ مشهور – حفظه الله تعالى - في " قصص لا تثبت ":

[هذه القصة مشهورة جدا في كتب الآخرين التي كتبت عن الأندلس وتاريخ فتحها، وهي مدونة في بعض كتب التاريخ في المناهج المدرسية.

· أول من ذكر القصة:

المعروف أن المصادر الأندلسية المتقدمة لا تشير إلى هذه القصة البتة، وتكاد المصادر الأخرى تخلو من أية معلومات عنها، فيما عدا الشريف الأدريسي الذي كتب جغرافيته ((سنة 549 - 1154) فقد قال: " والجزيرة الخضراء أول مدينة افتتحت من الأندلس في صدر الإسلام، وذلك في سنة تسعين من الهجرة، وافتتحها موسى بن نصير من قبل المروانيين ومعه طارق بن عبد الله بن ونموا الزناتي، ومعه قبائل البربر، فكانت هذه الجزيرة أول مدينة افتتحت في ذلك الوقت، وبها على البحر مسجد يسمى بمسجد الرايات، ويقال: إن هناك اجتمعت رايات القوم للرأي، وكان وصولهم إليها من جبل طارق، وإنما سمي بجبل طارق لأن طارق بن عبد الله بن ونموا الزناتي لما جاز بمن معه من البرابر وتحصنوا بهذا الجبل، أحس في نفسه أن العرب لا تثق به فأراد أن يزيح ذلك عنه، فأمر بإحراق المراكب التي جاز فيها، فتبرأ بذلك عما اتهم به ". [نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: (2/ 539 - 540)].

ويبدو على أغلب الاحتمال أن بعض المؤرخين المتأخرين، نقلوا هذه الرواية عنه، وأن قسما منهم أضاف عليها أو كتبها بشكل آخر.

ومن الجدير بالذكر أن بعض المصادر ك " نفح الطيب " (1/ 242) للمقّري – تذكر أن علجا من أصحاب لذريق قدم إلى معسكر طارق يتجسس عليه، ويحزر عدد المسلمين، ويعاين هيأتهم ومراكبهم، وأقبل هذا العلج إلى لذريق، وقال له: " أتتك الصُّور التي كشف لك عنها التابوت، فخذ لنفسك فقد جاءك منهم من لا يريد إلا الموت أو إصابة ما تحت قدميك، قد حرقوا مراكبهم إياسا لأنفسهم من التعلق بها، وصفّوا في السهل موطّنين أنفسهم على الثبات، إذ ليس لهم في أرضنا مكان مهرب "، فلابد أن هذه المقولة – على فرض صحتها – هي سبب انتشار هذه القصة!!

** بطلان القصة وإنكارها:

هذه القصة يغلب عليها لون الأسطورة، وإن كانت تعرض في ثوب التاريخ الحق، كما قال الأستاذ محمد بن عبد الله بن عنان في كتابه " دولة الإسلام في الأندلس " (ص 48)، وأول ما يثير الدهشة

ويبعث على استنكار القصة، ما ذكره الإدريسي نفسه من أن هذه السفن التي أحرقها طارق بن زياد تعود ملكيتها إلى (يوليان) حاكم سبتة، فهل يمكن للقائد طارق بن زياد أن يتصرف بها؟ وعندئذ يبدو وكأنه قام بعمل عسكري غير سليم يتنافى مع خططه العسكرية التي وضعها، حيث سيؤدي إلى قطع خط إمداداته واتصالاته مع بلاد المغرب، التي أكدت الأحداث والوقائع أنه كان دائم الحاجة إليها للاستمداد والنجدة بالرجال والسلاح والمؤن أو لأي غرض كان.

ويذهب الدكتور عبد الرحمن علي الحجي إلى القول موضحا أن الدوافع التي كانت تحرك طارق بن زياد والأهداف التي جيشه لتحقيقها هي أقوى في الاندفاع من أي سبب كان ((راجع التاريخ الأندلسي)) (ص 62).

................. إلى أن قال – حفظه الله تعالى -:

ويعجبني بهذا الصدد ما كتبه الأستاذ محمود شاكر، فإنه تعرض لإحراق طارق السفن في رسالته الموسومة " المنطلق الأساسي في التاريخ الإسلامي " (ص 16 - 20)، وأنكر هذه القصة وعدّد نقاطا عشرا كلها تؤكد أن هذه القصة أسطورة وخرافة، وليس لها أي نصيب في الواقع، قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير