[الكتب كثيرة والعلم كثير والناس في بعد عن الدين ...]
ـ[حاتم الدوسي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 03:32 م]ـ
اخواني الكرام
كثير من الاخوة انشغل بالتأليف وكتابة الكتب وتجد الموضوع الواحد يكتب في احيانا اكثر من شيخ مثل الاذكار وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وكتب الفقه وهناك من هو منشغل بتحقيق كتب نادرة لبعض المشائخ والمكتبات مليئة بما يغني عن تحقيقاته هذه ومخطوطاته
احد الاخوة منشغل في تحقيق مجلدات في الفقه المالكي؟؟
بالله عليكم ماذا سنستفيد من مجلدات في الفقه المالكي؟؟
لا اهون من مكانة العلماء والكتب ولكن مقصودي ان ما هو في المكتبات اليوم يكفي
الصحابة رضي الله عنهم فتحو مشارق الارض ومغاربها ولم يكن لديهم ربع ما ليدنا من كتب وكانت قرونهم من افضل القرون
ونحن الان لدينا ألوف مؤالفه من الكتب ونجد الجهل منتشر بين الناس استمع لأي برنامج فتاوى تسمع ما هو مضحك مبكي
نحن لسنا بحاجة الى مؤلفين كتب ومفسرين
اعتقد ان ما ينقص الاسلام هو دعاة صادقون يبلغون ولو شي بسيط مما في هذه الكتب
اليست كتب التوحيد تملأ مناهجنا ومكتبتنا اليوم؟ لماذا نجد الشرك منتشر بين المسلمين؟
فما هو رأيكم؟؟
ـ[النابلسي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 04:40 م]ـ
وفقك الله
ـ[أبو هداية]ــــــــ[29 - 12 - 07, 10:28 م]ـ
أحسنت يا حاتم
قال بعض السلف: عملك بقليل الحديث يزهدك في كثيره.
أيها الإخوة: هناك خلل في طلب العلم، وكثير من طلبة العلم لا يشعر بهذا، لماذا كلنا نريد أن نكون كشيخ الإسلام أو ابن باز أو ابن عثيمين، ألا يكفي أن يقوم بذلك بعض النابهين من أبناء الأمة، والبقية ينهون المرحلة الأولى من طلب العلم، ويتفرغون للدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تجد الكثير يتفرغ للدراسات العليا ماجستير ودكتوراه، ثم بعد أن ينتهي وتركن بحوثه على الرفوف، يبدأون يشغلونه في بحوث، ثم يبدأ في الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، وهكذا ندور في حلقة مفرغة، لايستفيد المجتمع من الطالب، تجد جاره لا يصلي مجتمعه مليء بالمفاسد ولا يحرك ساكناً ولا يكلم أحداً بحجة انشغاله بالبحوث والإشراف عليها، يأتيهم طلاب يطلبون منهم درساً يتحججون بالانشغال بالبحوث، وكثير منهم لا يعمل بما يعلم، ولا تقولوا لي بأني أسيء الظن بهم، أنظروا إلى هؤلاء وحرصهم على النوافل والعبادات من صيام وصلاة وتبكير للمسجد .. الخ، كم عملوا بما علموا؟ ألن يسألوا عن هذا العلم الذي زاد عن العمل؟
ما أنزل الله القرآن وأرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، كثير مما تهدر فيه الإوقات إما عديم الفائدة، وإما قليل الفائدة، أواشتغال بالمفضول عن الفاضل.
إن كثيراً من الكتب والبحوث والمعلومات لو سئل عنها بعض أكابر العلم لم يدر عنها شيئاً، ولم يضره ذلك.
ليس العلم بكثرة المعلومات وتدبيج البحوث وتأليف الكتب وكثرة القراءة والحفظ، بل هو إخلاص النية لله في تعلم علم يصل به إلى الله ويرتفع منزلة عند الله، علم ينتفع به وينفع به غيره، العلم: نور يقذفه الله في صدر العالم يفرق به بين الحق والباطل، الشيخ ابن عثيمين مثلاً لم يكن واسع الإطلاع بالمعنى الذي عند كثير من الطلبة، بل صرح مرةً بأنه لا يعلم الخلاف في بعض المسائل، ولم يضره ذلك بل سارت بفتاويه الركبان من مشارق الأرض إلى مغاربها، وكتب له القبول عند الناس وكان قدوة يقتدى به في الدين والورع وما ذلك إلا بسبب إخلاصه رحمه الله، وتضحيته بوقته وجهده وعمله بعلمه، نحسبه والله حسيبه، وغيره كثير.
خذ مثالاً في هذا الملتقى المبارك: ينزل موضوع في خشية الله، أو في معنى آية، أو في الأخلاق والسلوك، تجد الردود لا تتعدى أصابع اليد الواحدة والقراء أصابع اليدين مع الرجلين، بينما ينزل موضوع في طبعة كتاب، أو بحث في الرد على فلان أو علان، أو في مسألة فرعية إن عملت بأي الأقوال لم تكن ملوماً كتحريك الأصبع، أو النزول على اليدين أو الركبتين ... الخ تجد الردود بالمئات والقراء بالألوف، علام يدل هذا؟ يدل على أن هناك خللاً في الطلب وفي معنى العلم والمقصود من طلب العلم.
قال ابن رجب: وأما فقهاء أهل الحديث العاملون به، فإن معظم همهم البحث عن معاني كتاب الله عزوجل، وما يفسره من السنن الصحيحة، وكلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وعن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة صحيحها وسقيمها، ثم التفقه فيها وتفهمها، والوقوف على معانيها، ثم معرفة كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان في أنواع العلوم من التفسير والحديث، ومسائل الحلال والحرام، وأصول السنة والزهد والرقائق وغير ذلك .. ومن سلك طريقه لطلب العلم على ما ذكرناه تمكن من فهم جواب الحوادث الواقعة غالباً، لأن أصولها توجد في تلك الأصول المشار إليها، ولا بد أن يكون سلوك هذا الطريق خلف أئمة أهله المجمع على هدايتهم ودرايتهم كالشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد، ومن سلك مسلكهم، فإن من ادعى سلوك هذا الطريق على غير طريقهم، وقع في مفاوز ومهالك، وأخذ بما لا يجوز الأخذ به، وترك ما يجب العمل به، وملاك الأمر كله أن يقصد بذلك وجه الله، والتقرب إليه، بمعرفة ما أنزله على رسوله، وسلوك طريقه، والعمل بذلك، ودعاء الخلق إليه، ومن كان كذلك وفقه الله وسدده، وألهمه رشده، وعلمه ما لم يكن يعلم.
ملاحظة: كاتب هذه المشاركة من (البطالين)، ولكن كتبتها لعلي أكون أول المستفيدين منها، ومن باب ((كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه)).
¥